** نائب رئيس الدعوة السلفية: أنصح مجلس إدارة الدعوة السلفية بعدما قدموا كشف حساب المرحلة بتقديم استقالتهم لمجلس الشورى العامّ لمصلحة الوطن

فى مفاجأة مدوية وغير متوقعة، دعا الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، «مكتب الإرشاد» الذى يقود جماعة الإخوان المسلمين إلى أن يستخيروا الله فى تقديم الاستقالة لمجلس الشورى التابع لهم، استنقاذًا للجماعة التى «نريد أن تظل عاملة وبقوة فى الشارع المصرى مقبولة من الجماهير، وقبل ذلك حفاظًا على ما بقى من العمل الإسلامى ومصلحة الإسلام والمسلمين، ومصلحة هذا الوطن وهذه الأمة فى مشارقها ومغاربها».

وكرر برهامى الدعوة ذاتها للسلفيين، قائلا «أنصح كذلك إخوانى فى مجلس إدارة الدعوة السلفية بعد أن قدموا كشف حساب عن المرحلة السابقة لمجلس الشورى العام للدعوة أن يضعوا استقالاتهم بين يدى إخوانهم ليقرروا ما شاؤوا».

وأضح برهامى فى تصريحاته، أن بعض الأمور التى أدت إلى تأثر الدعوة وإضعاف شأنها كان منها تعاهد صريح قبل تأييد حملة الدكتور مرسى فى الإعادة على عدم محاولة هدم الكيانات الإسلامية وكان ذلك بمكتب الإرشاد، وقال برهامى إنه لا بد من الهدوء فى المناقشة مع «إخواننا» الذين خالفونا واتهمونا، بعيدًا عن التشنج والتعصب والاستبداد بالرأى فى داخل مصر وخارجها، بل وفى داخل الدعوة والحزب وخارجهما، موضحًا «ما كنا اتفقنا فيه مع الإخوان فى أول الثورة أن المرحلة لا تحتمل أن يتقدم الإسلاميون بمرشح لهم من الرئاسة، لأن احتمالات السقوط أكبر للانهيار الذى تركت فيه البلاد والتجريف للكفاءات الذى تم فى العهد البائد».

وأضاف برهامى «أتذكر أن أحد الأساتذة الأفاضل من جماعة الإخوان هو محمد حسين قال لى إننا لن نرشح رئيسًا لمدة دورتين على الأقل، وقت أن كانت الدورة 6 سنوات أى 12 سنة، ولن نرشح رئيسًا للحكومة لمدة دورة على الأقل 5 سنوات»، واستطرد برهامى «معلوم أن مقتضى ذلك أن يكون الرئيس الذى نختاره إما ليبراليًّا أو من المدرسة القومية متسائلا: فهل كان هذا الرأى خيانة للأمة ألم تظل جماعة الإخوان على موقفها حتى قررت بأغلبية ضئيلة «56 : 53» تقديم مرشح للرئاسة مع أننا أرسلنا لهم عدة رسائل بالنصيحة بعدم تقديم مرشح وهو الموقف الذى التزمت به الدعوة طيلة هذه المرحلة وما زالت».

وقال نائب رئيس الدعوة السلفية «نحن تعاملنا مع الواقع الجديد (القديم فى الحقيقة) كما كنتم أنتم تتعاملون معه طيلة سنة ونصف حكم فيها المجلس العسكرى، فكان لا بد أن نتجنب أن نضع الإسلاميين جميعًا فى بوتقة واحدة ضد الشعب تقاتله وتهدده بأنهم سيسحقونه فى «30 / 6»! وأنه: «مَن رش الرئيس بالماء سنرشه بالدم»، و«أن هناك 100 ألف قد بايعوا على الهجوم لا الدفاع!» مضيفًا «وذلك مع إظهار السلاح واستعماله علنًا فى محافظات كثيرة ثم كانت الطامة الأشد فى إعلان البعض صراحة أن عمليات سيناء تتوقف فورًا إذا عاد مرسى إلى الكرسى، وإلا فإنها ستستمر، فقائل هذا يحمِّل الجماعة علنًا مسؤولية كل العمليات التى تجرى فى سيناء».

وأوضح برهامى، أن الذين خرجوا فى «30 / 6» لم يكونوا كلهم من العلمانيين والنصارى والفلول وأطفال الشوارع حيث كانت ملايين حقيقية تطالب بلقمة عيشها التى حرمت منها بمؤامرات أو غير مؤامرات، فـ«المطلوب من القيادة أن تقود رغم المؤامرات وإلا فإذا عجزت فلترحل».

وقال برهامى للأسف كانت قراءة المشهد عند من يتخذ القرار من جنس أن مهلة الأسبوع التى أمهلها الجيش كانت إنذارًا للمعارضة مع أننا نبهنا على ذلك قولًا وكتابة فى الوثيقة التى استلمها وفد مكتب الإرشاد الذى زار الدعوة فى «16-6 - 2013م»، وكشف برهامى أنه كان فيها تحذير من إعطاء المبرر لتدخل الجيش.. ووالله لم يكن ذلك عن تواطؤ.

وتابع برهامى قائلا «نحن فقط تعاملنا مع واقع حقيقى فرض نفسه، ليس فى قدرتنا أن نشارك فيه، ولم نشأ أن نطيع غيرنا فى أن نصطدم بالحائط أو نلقى أنفسنا فى هاوية مهلكة تؤدى إلى خسارة الدين والدنيا، خسارة الدعوة والمنزلة فى قلوب الناس وخسارة المنصب الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع فى الوقت نفسه، خسارة الدماء التى تراق، والأموال التى تُدمر، والبلد الذى ينهار، والجيش الذى يُراد انقسامه ويُراهَن على انشقاقه لإعادة الرئيس بعد كم مِن الأرواح تزهق! وعلى أية أشلاء وطن يعود الرئيس؟! وإذا لم يعد فى المنطقة غير جيش واحد (هو جيش إسرائيل)، فمن الذى سيأمر فيطاع: د.مرسى أم الأيدى والأصابع من الخارج؟!».

وأنهى برهامى رسالته قائلا «إن الخطاب الكارثى المستعمل باسم الإسلام -المبنى على العنف الدموى فى سيناء وغيرها- والتكفير للمخالف «إسلامى وغيره» يقتضى وقفة صادقة مع النفس لهذا الاتجاه بأسره».