دخل المئات من جماعة الإخوان المسلمين وأنصار التيار الإسلامي في اعتصام مفتوح بمحيط مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، بدءًا من أمس عقب انتهاء مليونية "الشرعية خط أحمر" وذلك حتى بداية شهر رمضان، الذي يوافق العاشر من يوليو، في مواجهة مظاهرات المعارضة التي ستنطلق غدًا لإسقاط النظام. وقامت اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين المليونية بنصب أكثر من 100 خيمة وبناء أكثر من 60 حمامًا بالساحة المتواجدة خلف مسجد رابعة العدوية، وكذلك مد خطوط مياه استعدادًا للاعتصام بساحة رابعة، في ظل توافد المعتصمين والذين يشكل القادمون من محافظات الصعيد أغلبيتهم ممن ينتمون لأحزاب "الحرية والعدالة" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"، والذين توافدوا منذ الساعات الأولى من صباح الجمعة على محيط رابعة العدوية. وقامت وزارة الصحة والسكان بالدفع بعدد من سيارات الإسعاف بمحيط رابعة العدوية حيث انتشرت عشرات السيارات بشارعي الطيران والنصر وبها الأطقم الإسعافية اللازمة. وانتشر عدد كبير من الباعة الجائلين وبائعي الحلوى والمأكولات وزجاجات المياه المعدنية والعصائر لترويج منتجاتهم للمعتصمين، وانتشر عدد من بائعي "التيشيرتات" و"الكابات" الذين لاقوا إقبالاً كبيرًا عليهم من قبل المتظاهرين نظرًا لارتفاع درجات الحرارة. واستغل المتظاهرون ساعات النهار في ترديد الأغاني الوطنية والأناشيد الدينية ورفع المتظاهرون رايات مكتوبًا عليها "نعم للشرعية ولا للعنف" وغيرها مكتوبًا عليها "بنحبك يا مرسي" وكابات لحزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى انتشار صور الرئيس محمد مرسى وأعلام مصر مكتوبًا عليها "لا للتخريب ونعم للشرعية. ونظم المئات من المشاركين في المليونية عدة مسيرات طافت محيط مسجد رابعة العدوية والشوارع الجانبية مرددين هتافات منها "قادم قادم يا إسلام.. حاكم حاكم بالقرآن" و"يوم 30 العصر مرسى جوا القصر" و"الله أكبر ولله الحمد" و"ارفع رأسك فوق أنت مصري.. ارفع رأسك فوق رئيسنا مرسى". فيما انطلقت مسيرة طافت أرجاء ميدان رابعة العدوية للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن الزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" المعتقل بالولايات المتحدة للمطالبة بالإفراج عنه في أقرب وقت، وطالب المتظاهرون الرئيس محمد مرسى بتنفيذ الوعد التي قطعة على نفسه بالتدخل والتوسط لدى السلطات الأمريكية بالإفراج عنه. وردد المتظاهرون هتافات: "واحد اثنين الرئيس محمد مرسى فين"، "يا رئيس الجمهورية قضية عمر قضية حقيقية". وقال الدكتور أحمد عارف، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين لـ "المصريون"،  إن التفريط في شرعية الرئيس المنتخب أمر لا يمكن قبوله إلا عن طرق الصندوق، مؤكدً مواصلة الاعتصام في ميدان رابعة حتى بداية شهر رمضان الكريم أو حتى زوال  الغمة، وناشد المؤسسات الأمنية القيام بواجبها. وأكد محمد عيسى، عضو الهيئة العليا لحزب "الأصالة"، اعتصامهم بميدان رابعة العدوية لدعم شرعية الرئيس محمد مرسى ونبذ العنف، مضيفًا أنه على الأقلية أن تحترم رأى الأغلبية التي جاءت برئيس شرعي وفقًا للقانون والدستور من خلال انتخابات نزيهة عبرت عن أغلبية الشعب، وعلى المعارضة التي تتحدث عن الديمقراطية أن تحترم هذه الديمقراطية والصندوق الذي جاء بالرئيس مرسى. وتوقع عيسى أن يحدث هجوم من قبل بلطجية الفلول والمعارضة على الاعتصام أمام رابعة من أجل جر التيار الإسلامي للدخول في اشتباكات وعنف لا يحمد عقباه؛ مؤكدًا أنهم متمسكون بالشرعية ودعم الرئيس ليس من أجل شخصه ولكن من أجل شرعيته لأن معنى سقوط الرئيس دخول البلاد في معترك سياسي يؤدى لمزيد من الاحتقان؛ مشيرًا إلى أنه لو نجحت المعارضة التي وصفها بالهجامة في مخطط إسقاط الرئيس فلن يكون هناك رئيس شرعي يستمر في منصبه لأكثر من شهرين.

 

خطيب رابعة يدعو المتمردين إلى "طريق الهداية"

طالب الشيخ أحمد فوزي، إمام وخطيب مسجد رابعة العدوية، جموع الشعب المصري بأن يلتزموا السلمية فى تظاهرتهم حفاظًا على حرمة الدماء التي شدد عليها الإسلام والتي تعلو حرمة البيت الحرام، مشددًا على أن يكون خطاب جموع المتظاهرين هو السلمية والمحافظة على الشرعية. وطالب كل وسائل الإعلام بأن تنقل الحدث بحيادية دون تحريف، وأن يعمل جميع المصريين من أجل المصلحة العليا للبلاد وترك المصالح الشخصية. كما دعا المتمردين على شرعية الرئيس محمد مرسي إلى العودة للطريق المستقيم، حيث قال: إن الشرعية خط أحمر؛ لأن من لا يحترم الشرعية اليوم فلا شرعية له غدًا. وأكد أن مصر ستظل آمنة ويجب على الجميع المحافظة عليهما سواء اتفقنا أو اختلفنا مع بعض، داعيًا الجميع إلى الاعتصام بحبل الله واللجوء إليه سبحانه وتعالى فى كل الأمور.

 

جمع تبرعات لـ"نصرة سوريا"

قام العشرات من المتظاهرين بمليونية رابعة العدوية بجمع تبرعات لنصرة أهل سوريا داخل صناديق زجاجية كتب عليها "معًا لدعم إخواننا فى سوريا بالمال والدعاء" من قبل المشاركين فى مليونية الشرعية خط أحمر، بينما تم وضع الصناديق فى أماكن مختلفة فى الشوارع المحيطة بمسجد رابعة العدوية.

 

انتشار اللجان الشعبية فى مليونية "نعم للشرعية"

شكل متظاهرو "مليونية نعم للشرعية ولا للعنف" أمام مسجد رابعة العدوية لجانًا شعبية على مداخل الطرق المؤدية إلى الميدان وقاموا بغلق جميع الطرق من خلال استخدام الحواجز الحديدية مع تزايد أعداد المتظاهرين بشكل مستمر، تحسبًا لوقوع أى اعتداءات على المتظاهرين خاصة بعد إعلانهم الاعتصام، فيما أصيبت  الحركة المرورية فى محيط رابعة العدوية بشلل مرورى بسبب تزايد الأعداد وتوافد المشاركين.

 

استعراض جماعى بالشوم والعصى

قام العشرات من المتظاهرين من المشاركين بمليونية "الشرعية خط أحمر" أمام مسجد رابعة العدوية، بعمل استعراض للقوى من خلال استخدام الشوم والعصى والرقص أمام المنصة الرئيسية على أصوات الأغانى الوطنية والثورية وسط تكبيرات وفرحة على الأغانى المؤيدة للرئيس. كما قاموا باستعراض باستخدام الشوم على طريقة الصعايدة، حيث قاموا بالاشتباك بالعصى مع بعضهم البعض مع الرقص، وسط متابعة من الموجودين الذين قاموا بالتشجيع والتصفيق.

 

الصعايدة يشاركون بقوة

شهدت مليونية القوى الإسلامية أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر مشاركة قوية من أهالى الوجه القبلى "الصعايدة"، حيث توافد الآلاف من أهل الصعيد على محيط رابعة مستقلين الأتوبيسات والميكروباصات الخاصة القادمة من الصعيد للمشاركة فى المليونية لدعم الشرعية والتأكيد لمساندة الرئيس محمد مرسى ضد دعوات المعارضة لتى تطالب بإسقاطه. ومن أبرز المحافظات المشاركة فى المليونية من أهل الصعيد والمنيا وبنى سويف وقنا وسوهاج، با&O5273;ضافة إلى عدد كبير من القبائل العربية التى أكدت مساندتها للرئيس مرسى ودعم الشرعية.

 

مباراة كرة قدم

أقام شباب من المتظاهرين المشاركين فى مليونية "نعم للشرعية ولا للعنف" مباراة كرة قدم فى أحد الشوارع الفرعية المؤدى إلى قاعة الأزهر للمؤتمرات فى محيط رابعة العدوية، حيث قاموا بتقسيم أنفسهم إلى فريقين وقاموا بلعب فى وسط الشارع بجوار الحواجز الحديدية بعد قطع الطريق أمام حركة سير السيارات، بينما تجمع عدد كبير من المتظاهرين المشاركين فى المليونية على جانبى الطريق لمشاهدة المباراة والتشجيع.