من
أكثر الأماكن التى شهدت مواجهات دامية وساخنة منذ قيام ثورة يناير 2011، وعلى مدار
سنتين، وأصبحت من الأماكن الرئيسية فى المصادمات والاشتباكات، وشهدت أحداثًا كثيرة
سجلت باسمها مثل أحداث محمد محمود الأولى والثانية، إنها المنطقة المحيطة بمبنى
وزارة الداخلية، فقد عانى سكان محيط وزارة الداخلية من الاشتباكات والصدامات
واستنشاق رائحة الغاز المسيل للدموع وسماع أصوات الطلقات بين الحين والآخر، واضطر
الأهالى إلى البقاء فى بيوتهم لأيام عدة متتالية دون الخروج، وأصبح لديهم
استعداداتهم الخاصة والتدابير عند كل اعتصام بميدان التحرير، ووجود احتمالية
لانتقاله فى المنطقة، وحدوث اشتباكات بين المتظاهرين والداخلية وما تبعها من إقامة
حواجز وإغلاق المنطقة وعجزهم عن قضاء احتياجاتهم.
لكن مع اقتراب موعد مظاهرات 30 يونيه، ورفع شعار الاعتصام الدائم لحين
إسقاط الرئيس والنظام، وعلى الرغم من تصريحات من وزارة الداخلية بالحياد التام،
إلا أن سكان المنطقة أخذوا احتياطاتهم لهذا اليوم، وما يحمله من أحداث ساخنة، حيث
أكد سكان المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية أنهم سيضطرون فى يوم 30 يونيه إذا
احتدمت الاشتباكات وتبادل قنابل الغاز والمولوتوف بين الشرطة والمتظاهرين إلى
إغلاق المحلات، ولكنهم سيقفون أمامها لحمايتها وسيقومون بعمل لجان شعبية خوفًَا من
أى أعمال تخريبية من المتوقع حدوثها. وأكد سكان محيط وزارة الداخلية أن الدخان
المتصاعد نتيجة الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين يجعلهم شبه مساجين فى منازلهم،
فلا يستطيعون الخروج طوال تلك الفترة أو حتى فتح منافذ بيوتهم، كما أن أصوات
الطلقات التى تستمر لفترات طويلة تثير الرعب. وفى إطار ذلك، رصدت (المصريون) آراء
سكان المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية، مثل شوارع الشيخ ريحان ومحمد محمود وشارع
فهمى، فى مدى استعدادهم ليوم 30 يونيه، إذا حدثت اشتباكات حول مبنى وزارة الداخلية
والشوارع المحيطة به. فى البداية يقول سعيد منصور، صاحب أحد محلات السوبر ماركت
بشارع الشيخ ريحان، حيث توجد وزارة الداخلية: سنضطر فى يوم 30 يونيه إذا
احتدمت الاشتباكات وتبادل قنابل الغاز
والمولوتوف بين الشرطة والمتظاهرين إلى إغلاق المحلات، ولكننا نقف أمامها ونقوم
بعمل لجان شعبية من أجل حمايتها، خوفًا من أى أعمال تخريبية من المتوقع حدوثها،
ولكن إذا كانت المسيرة هادئة لا نشعر بتأثر كبير ونستمر فى حياتنا الطبيعية. ويشير محمود فاروق، يقيم فى شارع محمد محمود
بالقرب من وزارة الداخلية إلى أنهم لا يستطيعون ترك بيوتهم فى 30 يونيه لأن الهجوم
على وزارة الداخلية لا يقتصر عليها فقط، ولكن يوجد من ينتهز الفرصة ويعبث بما يحيط
وزارة الداخلية من منازل ومحلات، وبالتالى لا يكون أمامنا سوى البقاء وتخزين
احتياجاتنا المعيشية، وحراسة بيوتنا، وأن سكان منطقة محمد محمود يقفون أمام
الشوارع الجانبية ويشكلون لجانًا شعبية لحماية منازلهم. فيما رأت مى سعيد، 20 سنة،
طالبة، وتقيم بأحد الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية، أن الدخان المتصاعد نتيجة
الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين يجعلنا شبه مساجين فى منازلنا، فلا نستطيع
الخروج طوال تلك الفترة أو حتى فتح منافذ البيت، كما أن أصوات الطلقات التى تستمر
لفترات طويلة تثير الرعب ونضطر إلى متابعة الموقف من خلال شاشات التليفزيون، ولا
نخرج حتى نتأكد من انتهاء الأحداث، حينها نستطيع استئناف حياتنا بشكل طبيعى،
فالأمر يصل فى بعض الأحيان إلى عدم ذهابنا إلى أعمالنا لعدة أيام. فيما أكد محمد
السيد، أحد سكان شارع الشيخ ريحان الذى توجد به وزارة الداخلية، أنه يمتلك فى نفس
العقار الذى يسكن فيه محلاً ويضطر إلى إغلاقه فور سماعه بوجود مظاهرات فى محيط
الوزارة، ويأخذ عائلته إلى أحد أقاربهم فى قليوب، ثم يعود إلى المنطقة، حتى يشارك
فى اللجان الشعبية التى يشكلها الأهالى للحفاظ على الممتلكات وحراستها، وأنه يتمنى
أن يكون يوم 30 يونيه يومًا طبيعيًا وأن يمر بسلام. وأضاف طونى موريس، صاحب أحد
المحلات بشارع محمد محمود بالقرب من وزارة الداخلية، أنه لن يترك محله يوم 30
يونيه، حتى ولو حدثت أى اشتباكات، لأن منزله بعيد عن المنطقة، ويقوم هو وجميع
أصحاب المحال بإغلاقها والجلوس أمامها لحراستها لمنع المتسللين من سرقة المحلات أو
العبث بها، فهناك بعض البلطجية يستغلون المظاهرات لإثارة الرعب بين الأهالى،
مستغلين المظاهرات، ولكننا نقوم للتصدى لهم. واتفق معه فى الرأى سعيد عبد المعطى،
من أصحاب المحلات بشارع فهمى، وهو أحد الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية، أنه مستعد
للدفاع عن محله فى 30 يونيه، ولن يتركه، مؤكدًا أن المظاهرات دائمًا ما يكون بها
خارجون يقومون بسرقة المحال أو تكسيرها لإحداث فوضى، وبالتالى لا يكون أمامنا سوى
الدفاع عن "أكل عيشنا"، وذلك عن طريق حراسة محلاتنا والتصدى لأى محاولة
تخريبية. وأضاف أن هناك بعضًَا من سكان
المنطقة لا يتحملون أصوات الطلقات ورائحة الغاز، والتى تستمر أيامًا، فيضطرون إلى
ترك منازلهم والإقامة عند أحد أقاربهم لأسبوع أو اثنين حتى انتهاء الأحداث. فيما
أكد حلمى شلبى، طالب بكلية الحقوق جامعة حلوان، ويقيم بشارع محمد محمود بالقرب من
وزارة الداخلية، أن المتظاهرين لا يعتدون على المحلات أو البيوت، ولكن هناك
دائمًََا عناصر تندس وسط المتظاهرين لإفساد المظاهرات ومطالبها، وهؤلاء يكونون
أشخاصًا مأجورين من قبل النظام السابق لتشويه صورة الثوار ومطالبهم وأهالى المنطقة
يدركون ذلك، ولكننا فى يوم 30 يونيه سنفعل مثلما ستفعل أى منطقة فى مصر، حيث سنقوم
نقوم بعمل لجان شعبية لحماية ممتلكاتنا، وسيقف معنا الثوار الحقيقيون حينما يكون
هناك أى اعتداء على محل أو غيره. إن المنطقة الأمامية من شارع محمد محمود لا يكون
هناك مجال لحمايتها، وبالتالى يتم إغلاق المحلات بها أو انتقال أهالى المنطقة إلى
أقاربهم خاصة لو كانوا كبارًا فى السن ولا يتحملون الإطلاق المفرط للغاز من قبل
وزارة الداخلية.