* الأهالى: أصبحنا نعيش فى قلق ورعب منذ قدوم "مرسى" للقصر
* أصحاب المحلات: سنغلق أبواب
المحلات بدءًا من يوم 28 يونيه خوفًا من البلطجية
* "تمرد": لم نستأجر
شققًا فى محيط القصر ولا نسعى للعنف وهناك من يحاولون تشويهنا
ترقب
محفوف بالقلق يخيم على سكان وأصحاب المحلات بالمنطقة المحيطة بقصر الاتحادية ذلك
المكان الذي يدير منه الرئيس محمد مرسي الحكم في مصر والذي من المتوقع أن يشهد
أحداث غضب وعنف بين مؤيدين ومعارضين لحكم الرئيس مرسي، الجميع متيقظ يحسب
ليوم 30 يونيه ألف حساب، فربما يتغير فيه
شكل الدولة بالكامل وربما تمر الأمور على خير. الكل في حالة ترقب وانتظار خاصة
أصحاب المحال التجارية الذين ذاقوا ذراعًا من الاحتجاجات والمظاهرات وتبعاتها تلك
المنطقة التي ظلت هادئة لسنوات طويلة لم
يتخيل سكانها أبدًا أن تكون محور الأحداث فهي منطقة سكن عائلات ويقطنها الكثيرون
من كبار السن و في عهد النظام السابق كانت تلك المنطقة خط أحمر بكل ما تحمله
الكلمة فكان محيط القصر أكثر المناطق تأمينًا وحراسة. وكان مجرد أن يعبر شخص الشارع ويشتبه فيه الحرس
كانت تشهر في وجهه الأسلحة، واليوم يجد سكان المنطقة أنفسهم في قلب الأحداث منهم
من قرر مغادرة المكان وقت الأحداث المتوقعة ومنهم من صمم على البقاء في منزله تحت
أي ظرف وبعضهم سيشارك في الاحتجاجات إيمانًا منهم بقضية الثوار. وفي إطار ذلك رصدت
"المصريون" آراء سكان المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية في 30 يونيه
الجاري واستعدادهم لذلك اليوم وما يمكن أن يشهده من أحداث في محيط قصر الاتحادية. في
البداية تقول هاجر محمد 25 سنة إحدى أعضاء حركة تمرد والتي كانت تتجول في محيط قصر
الاتحادية استعدادًا لفعاليات يوم 30 يونيه القادم حيث مكان الاعتصام ونقاط
التجمع، وأكدت أن المظاهرات ستكون سلمية تمامًا ولا نية إطلاقًا للاشتباك سواء مع
المؤيدين للرئيس أو مع رجال الشرطة وأنهم سينزلون "بكروت حمراء و صفارة"
على حد تعبيرها وأنهم حريصون على ألا تكون
هناك أي خسائر أو إصابات و أنهم فقط سيدافعون عن أنفسهم إذا ما كان هناك هجوم
عليهم. كما نفت عضوة تمرد أن يكون شباب تمرد قد استأجروا شققًا في محيط الاتحادية
للتجمع بها وأبدت استياءها من تزييف الحقائق الذي تم في أحداث الاتحادية السابقة
فهناك حالات قتلت ولم يذكرها الإعلام فأتمنى أن تكون هناك تغطية حقيقية للأحداث
وألا تزيف الحقائق. ويقول محمد الأشقر صاحب محل:
سوف نغلق المحل ابتداء من يوم 28 تحسبًا لأي خطر قد يحدث وإلي أن نعرف كيف
ستنتهي الأمور حيث إنه للأسف الشديد نحن إلى الآن لم نتعاف من تبعات أحداث
الاتحادية السابقة فقد انخفضت نسبة مبيعاتنا إلى النصف، وبالنسبة لما سيجري يوم 30
أو قبل ذلك فنحن نتوقع الأسوأ ولولا أننا قمنا بالتأمين على المحال بعد الأحداث
الماضية كنا سنكون في ذعر شديد وبوجه عام
لا أعتقد أن الأمور ستمضي على خير. فيما قال سمير محمود صاحب محل أمام قصر
الاتحادية: أنا من حزب الكنبة ولم أشارك في أي مظاهرات سابقة فنحن تربينا تحت
الحكم العسكري مما يجل فكرة مشاركتي في أي مظاهرات أو اعتصامات مستبعدة تمامًا،
وأتوقع أمرين الأول في حالة وجود قوات
الحرس الجمهوري في محيط قصر الاتحادية
سنكون في أمان أكثر لأنهم سيطوقون المنطقة بالأسلاك الشائكة وسيكون هناك
أمان، أما إذا نزلت قوات الشرطة في مواجهة المتظاهرين نتوقع خسائر كبيرة في
الأرواح والممتلكات، لأن نزول الشرطة ومواجهتها مع الشباب الثائر يستثير مشاعرهم
فيجعلهم أعنف في المواجهة. فنحن سنفتح محلنا بشكل طبيعي ولن نخاف من الأحدث فالوضع
الاقتصادي صعب ولا يتحمل أن نغلق المحل تمامًا, وإن اشتدت المواجهات, أو كانت هناك
قنابل غاز سنغلق الواجهة لحين انتهائها، وأتذكر جيدًا في الأحداث المنصرمة كان
يأتينا الكثير من الشباب يريدون أن يشحنوا هواتفهم المحمولة ولكني لم أقبل فأنا لا
أعرفهم ولا أعرف نيتهم وكنا بالليل نقوم بعمل لجان شعبية أمام محلاتنا لنحميها. وأوضح
خالد المليجى صاحب محل بيع ساعات في المركز التجاري أمام الاتحادية: نحن لا نشعر
بأي أمان سواء على أرواحنا أو على ممتلكاتنا وذلك لأن المركز التجاري هذا كان من
أكثر الأماكن تضررًا فقد أصابه العديد من الخسائر والسرقات فيه وأغلقت بعض المحال
أبوابها لمدة محددة، ولعدم دخول البلطجية
من الباب الخلفي، قمنا بوضع أبواب حديدية بخمسة آلاف جنيه تحسبًا للأحداث القادمة
وما يزعجنا حقًا أن الناس باتت تخاف من المكان حتى وإن لم يكن هناك أحداث، وأتذكر
جيدًا أن في عهد النظام السابق مجرد أن
اشتبه الحرس الجمهوري بأحد المارة وكان قاصدًا المسجد المقابل للقصر صوبوا عليه
الرشاشات وحققوا معه وتركوه بعد فترة ليست بقصيرة واليوم أصبح الحال غير الحال
فمحيط القصر تحول إلى فوضى يسير فيه بائعو
الشاي والمأكولات والباعة الجائلون. فيما قال محمد السيد رجل أمن وهي سينما لا تعمل منذ سنوات لدواع أمنية ولكن
مازال بها حراسة حيث نفى أن يكون أحد قد دخل إلى داخل مبنى السينما المغلق كما كان
يشاع أثناء أحداث الاتحادية الماضية، وقال
إن الثوار كانوا يجلسون أو ينامون على سلالم دار العرض ويرسمون (الجرافيتي) طوال
الليل ونفى أيضًا ما تردد عن قيام بعض الشباب باستئجار شقق في محيط الاتحادية
كنقاط تجمع. فيما قال عادل برزي 60 سنة وأحد سكان المنطقة المحيطة بقصر
الاتحادية لست قلقًا أبدًا فأموالي بالبنك
وأبنائي بصحة جيدة ولا أريد شيئًا آخر من الدنيا فأي كان ما سيحدث لن يجعلني أعيش
في مأساة وسوف أخرج كعادتي لشراء مستلزمات البيت أو للذهاب للنادي وفي النهاية فإن الله هو الحافظ ولكني أؤيد
دعوات سحب الثقة من الرئيس مرسي. وتقول
محسنة أحمد موظفة بالجمعية الاستهلاكية والتى تقع بالقرب من قصر الاتحادية: نحن نعمل فى جميع الأحوال حتى فى أوقات
المظاهرات ولم نغلق أبدًا وقد أصبحنا نتعامل مع الأمور بهدوء لأننا تعودنا على ذلك
منذ ثورة 25 يناير وأصبح صوت الرصاص والخرطوش والملوتوف من الأشياء المألوفة
بالنسبة لنا فيوم 30 يونيه القادم لا يفرق شيئًا عما سبق فنحن مستمرون فى العمل
وفى السكن إذا سارت الأمور سلمية ولم يكن هناك أي تطورات للأمر فلا داعي للقلق،
فنحن رأينا أشياء أكثر من ذلك بكثير وأشياء من هذا القبيل ومن الذكريات التي أتذكرها الآن واحدة من الخرطوش التي احتفظت بها إلى الآن وأشارت إلى أنها لا تمتنع عن العمل إلا إذا تم
الهجوم على المكان فى محاولة من بلطجية
لإثارة الشغب وتكسير المحلات. وتقول
يمنى مصطفى تقيم في إحدى العقارات المواجهة
لقصر الاتحادية: نحن لا نترك
منزلنا مهما حدث حتى لو جاءنا الموت فمن الأفضل أن نموت في بيوتنا فلم نتركها في
شدة الأحداث السابقة ونحن نرى بأعيننا الجرحى والقتلى من المتظاهرين سواء من
المؤيدين أو المعارضين للرئيس، ولكن هناك أشخاصًا من الجيران أصابهم الخوف ولا
يستطيعون تحمل رائحة الغاز فقرروا السفر أو الذهاب عند أقاربهم حتى تنتهى الأحداث
ولكنهم لم يتركوا أماكنهم نهائيًا بسبب
الأحداث وذلك لأن الأحداث ليست متكررة يوميًا ولكنها تحدث فى فترات متباعدة كما
أنها تستمر لأيام قصيرة وتنتهى فلا داعى أن نترك منزلنا وأهلنا والمكان الذي نعيش
فيه. ويتسائل هانى مسعد أحد قاطنى
المنطقة المحيطة بقصر الاتحادية: لماذا نحن الذين لا بد أن يرحلوا من مساكنهم فمن المفروض
النظر بعين الرحمة لسكان المنطقة من الذي يشاهدونه بين الحين والآخر وإذا
كان أحد لا بد أن يرحل فيجب أن ينقلوا مقر الرئاسة إلى مكان بعيد عن السكان
وبالتالى لايكون هناك متضررون أما بالنسبة ليوم 30 يونيه المرتقب من جميع فئات
الشعب فأتوقع أنه لا يختلف كثيرًا عن أى مليونية سابقة مثله مثل أى يوم ومن
المتوقع عدم حدوث أي شيء إلا إذا اندس بين المتظاهرين بلطجية فيجب على المتظاهرين من الطرفين أن
يحتاطوا لهذا الأمر. وعن ما إذا كان أحد
من الجماعات المتظاهرة مثل البلاك بلوك أو الائتلافات أو الحركات الثورية قد استأجروا بعض الشقق لكي يقوموا بالترتيب لأي أحداث قد
تقع قال إنه لم يسمع شيئًا من هذا القبيل.