fiogf49gjkf0d

مصر دولة خارج السيطرة‏,‏ هكذا لخص تقرير شبكة إن بي سي الأمريكية مشهد العنف في الشارع المصري عقب إصدار الأحكام القضائية في مذبحة بورسعيد أمس الأول‏,‏ فيما رصدت صحيفة نيويورك تايمز تزايد دعوات البعض إلي انقلاب عسكري لاستعادة النظام في مصر‏.‏

وذكر تقرير إن بي سي أن المشهد المصري يدلل علي أن قوات الأمن غير قادرة أو راغبة في تطبيق القانون في مواجهة شعب أصبح لا يخشي السلطة, حيث تدحرجت كرة العنف سريعا في القاهرة عقب الحكم في مذبحة بورسعيد بحرق نادي الشرطة ومقر اتحاد الكرة وسط القاهرة وتواصلت الاشتباكات قرب ميدان التحرير ليلا.

وركز التقرير علي تحذير ألتراس أهلاوي علي صفحته بموقع فيسبوك الذي أشار فيه إلي أن ما يحدث هو بداية الغضب وتوعده بالمزيد في حالة عدم محاكمة وإدانة جميع المسئولين الرسميين عن المذبحة.

وأشار التقرير إلي إضراب أعداد متزايدة من عناصر الأمن احتجاجا علي سياسة وزير الداخلية ومحاولته تسييس الوزارة المسئولة عن الأمن في مصر.

ورصد التقرير رد فعل الجماعة الإسلامية في الصعيد علي إضراب الشرطة بإعلانها عزمها تشكيل ميليشيات مسلحة للحفاظ علي الأمن بدلا من الشرطة الرسمية.

ومن جانبها, رصدت صحيفة نيويورك تايمز تزايد التأييد داخل الرأي العام المصري لتدخل المؤسسة العسكرية ودفاع البعض عن الانقلاب العسكري باعتباره الأمل الوحيد الباقي لاستعادة النظام, مشيرة إلي مفارقة تصاعد هذه الدعوات بعد أشهر قليلة من ارتفاع هتاف يسقط حكم العسكر خلال المظاهرات بالقاهرة والمدن الرئيسية في مصر.

ونقلت الصحيفة عن مواطن يدعي أحمد عبد الفتاح(50 عاما) قوله إن الحكم العسكري كان سيئا ولكنه كان أفضل مما يحدث اليوم, حيث كانت هناك دولة.. فأين الحكومة ووزارة الداخلية؟ وأين القرارات التي تحمي مصالح الناس, مضيفا أن العسكر عليهم أن يأخذوا زمام الأمور في الشارع إلي حين أن تكون الشرطة مستعدة. ولكن الصحيفة الأمريكية أشارت إلي أن الدعوات إلي انقلاب عسكري تظل محدوة نسبيا وفي ظل عدم وجود مؤشرات علي تحركات جدية داخل المؤسسة العسكرية للانقلاب علي السلطة.

وفي لندن, كتبت صحيفة الأوبزرفر البريطانية تقول إن مصر تترنح, وإلي تجدد الصدامات والعنف في القاهرة وبورسعيد, مشيرة إلي محاولة العشرات إغلاق المجري الملاحي لقناة السويس باستخدام القوارب ومحاولة البعض الآخر شن هجوم علي الاستاد الرياضي في المدينة, بينما وقعت اشتباكات عنيفة في القاهرة وقطع طرق رئيسية وجسر محوري في العاصمة.

وفي باريس: سلطت وسائل الإعلام والصحف الفرنسية المختلفة الضوء علي تداعيات الحكم في أحداث استاد بورسعيد.

وكتبت صحيفة لوباريزيان اليومية الفرنسية تحت عنوان حكم المحكمة يعيد إحياء التوترات أن الأحداث التي تبعت صدور الحكم أمس في قضية مذبحة بورسعيد المأساوية أدت إلي مقتل شخصين خلال مواجهات وقعت في وسط القاهرة.

وقالت إن الحكم أثار غضب البعض مما تسبب في اضطرابات في مدينة بورسعيد وزاد من أجواء التوتر.

ومن جانبها, أوضحت صحيفة ليبراسيون اليسارية اليومية أن التوترات لم تتركز فقط بالقاهرة ولكن مئات المتظاهرين في بورسعيد, المطلة علي قناة السويس, منعوا مرور العبارات قرب القناة للتنديد بالحكم.

وأشارت إلي أن المتظاهرين في مدينة بورسعيد أحرقوا إطارات السيارات ورفعوا لافتة تدعو إلي استقلال بورسعيد, مذكرة في الوقت نفسه بأن العدالة المصرية ألغت خلال الأسبوع الماضي تنظيم الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة خلال أبريل المقبل لعدم مطابقة قانون الانتخابات مع الدستور, وذلك في الوقت الذي تواجه فيه البلاد صعوبات اقتصادية خطيرة.

ومن ناحية أخري, ركزت صحيفة لوفيجارو اليومية علي قرار الداخلية إعلان حالة الطواريء في شمال وجنوب سيناء بعد أن أبلغت أن جهاديين قد يشنون هجمات ضد مبان للشرطة.

وفي القدس المحتلة, رصدت صحيفة جيروزاليم بوست أمس مفارقة اشتعال العنف في مصر عقب زيارة جون كيري وزير الخارجية الأمريكية إلي القاهرة للمرة الثانية خلال أقل من عام, مشيرة إلي اندلاع موجة عنف حادة عقب زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون للقاهرة خلال يوليو الماضي وتكرار أعمال العنف- لأسباب مختلفة- عقب زيارة كيري الأسبوع الماضي.

وكتبت الصحيفة الإسرائيلية تقول إن كيري فشل بشكل واضح في مهمته بالقاهرة, حيث لم يستطع وضع حد للخلاف بين السلطة الإخوانية والمعارضة المدنية التي تعمل تحت مظلة جبهة الإنقاذ أو إقناع المعارضة بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية قبل تأجيلها بحكم القضاء الإداري.

وأشارت الصحيفة إلي فشل واشنطن في التواصل مع المعارضة المصرية خلال الفترة الأخيرة مع رفض عدد كبير من قيادات الإنقاذ الاجتماع مع كيري خلال زيارته للقاهرة.