في مشهد يعيد للذاكرة ما حدث في مدينة دمياط احتجاجا علي انشاء مصنع أجريوم شهدت مدينة كفر الزيات خلال الأيام القليلة الماضية عددا من الزيارات المهمة، كان السبب الرئيسي فيها مصنع السماد المحبب, للوقوف علي ما تعانيه كفر الزيات من تلوث صناعي.
وبدأت لجنة من مركز الرصد البيئي ودراسات بيئة العمل, برئاسة الدكتورة وفاء شلبي, مدير عام المركز ـ عملها بقياس المواد المشعة عند مخازن الكبريت والفوسفات, باستخدام جهاز جيجر تلاها لجنة من هيئة الطاقة الذرية بزيارة الشركة المالية والصناعية, وذلك لحسم مشكلة السماد المحبب التي أرقت ـ ولاتزال تؤرق ـ جموع المواطنين بتلك المدينة التي تعد الخامسة علي مستوي العالم في مستوي التلوث. حيث كشف تقرير معمل أبحاث التحليل الإشعاعي, بكلية العلوم بجامعة طنطا, الذي أعدته لجنة برئاسة الدكتور طارق النمر, المشرف علي العمل بتاريخ2009/9/20 وتم إيداعه بمحكمة استئناف طنطا بتاريخ2010/3/20 بشأن القضية رقم761 لسنة58 ق, والمرفوعة من فاطمة أبوالنجا وآخر ضد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة المالية والصناعية المصرية بكفر الزيات, كشف عن قيام اللجنة بجمع عدد كبير من العينات البيئية من مياه ونباتات وخام الفوسفات, والتربة والرواسب من داخل وخارج الشركة. وتبين من نتيجة التحاليل أن نوع الإشعاع المنبعث من جميع العينات المذكورة أعلاه, إشعاع مؤين, وهو يمثل خطورة علي جميع الكائنات الحية في حين كشفت نتائج تحاليل لجنة المركز القومي للأمان النووي والرقابة الإشعاعية بهيئة الطاقة الذرية, التي قام بها أعضاء اللجنة برئاسة الدكتور حافظ أحمد الفولي, عن أن ظروف التعرض الإشعاعي بالمصنع والمنطقة المحيطة به في نطاق دائرة نصف قطرها واحد كيلومتر, هي في نطاق الخلفية الطبيعية, وعليه لا يمكن الجزم بوجود علاقة سببية مباشرة بين حدوث مرض السرطان وبين جرعات التعرض الإشعاعي. أما بالنسبة للصرف الصناعي علي نهر النيل فرع رشيد بمدينة كفر الزيات, فقد جاء تقرير جهاز شئون البيئة صادما, حيث أسفرت نتائج التفتيش والاختبارات والقياسات التي قامت بها لجنة من جهاز شئون البيئة بطنطا, علي الشركة المالية والصناعية بكفر الزيات ـ عن قيام الشركة بصرف مياه صرف صناعي علي نهر النيل فرع رشيد, غير مطابقة للمواصفات الواردة باللائحة التنفيذية للقانون رقم48 لسنة1982 بشأن حماية نهري النيل والمجاري المائية.. الأمر الذي دفع اللواء أحمد الأنور مساعد وزير الدولة لشئون البيئة للشئون القانونية الي رفع مذكرة الي رئيس نيابة مركز كفر الزيات يطالب فيها ـ بتحريك دعوي جنائية ضد مدير الشركة المالية المسئول. من ناحية أخري, وصف أهالي كفر الزيات مصنع السماد المحبب بأنه أجريوم الغربية لما يمثله من خطر داهم علي الصحة العامة, ومخالفته أحكام القانون بشأن المحال الصناعية والتجارية ولائحته التنفيذية, بالإضافة الي أنه يعمل بدون ترخيص, كما أنه يمثل انتهاكا لقرار الحاكم العسكري رقم2 لسنة1996 بشأن حظر التوسع الأفقي لصناعة السماد داخل المدن. مما جعل السيد محافظ الغربية عبدالحميد الشناوي يقرر غلق وحدة السماد المحبب في2009/6/8, واستمر الغلق لمدة7 شهور, حتي صدر قرار آخر للمحافظ برقم158 بتاريخ2010/1/10 ينص علي وقف قرار غلق وحدة السماد المحبب بالشركة المالية والصناعية بكفر الزيات, واعطاء الشركة تصريحا مؤقتا بتشغيل الوحدة لمدة3 أشهر, علي أن توفق أوضاعها خلال تلك المدة.
الأمر الذي أثار غضب أهالي كفر الزيات, ودفعهم الي تقديم بلاغ عاجل الي المحامي العام لنيابات غرب طنطا بتايرخ2010/2/10 لانقاذهم من خطر تشغيل مصنع السماد المحبب.
لجنة الصحة بمجلس الشعب تستمع لأطراف المشكلة
عقدت لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب اجتماعا موسعا برئاسة محمد العماري, رئيس اللجنة, بحضور اللواء أمين راضي وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب ومقدم طلب الاحاطة عن التلوث الصناعي بمدينة كفر الزيات, وممثلين عن جامعة طنطا ووزارتي البيئة والصحة والقيادات الشعبية بالمدينة, واستمعت اللجنة لآراء أساتذة جامعة طنطا, وأشار الدكتور طارق النمر ـ أستاذ الفيزياء إلي أن جميع المعلومات التي ذكرها في التقرير أثناء عقد لجنة الصحة بمجلس الشعب صحيحة100%, بينما أكد حسين بدران ـ أستاذ هندسية الفيزياء ـ أن العالم كله يعلم منذ سنوات بأن الفوسفات الذي يتم استخراجه من المناجم وتصنيعه كسماد له تأثير علي البيئة, وبصراحة يا تنقلوا البلد.. يا تنقلوا المصنع, مؤكدا أن نسبة الاشعاع لمصنع يعمل يوميا8 ساعات هي أعلي من الحد المسموح به وفقا لمعايير الطاقة الذرية. ومن جانبه أشار السيد أبوالهوي ـ العضو المنتدب للشركة للشئون المالية والإدارية ـ إلي أن العالم به1840 مصنعا لإنتاج الفوسفات تنتج49 مليون طن علي أساس المادة الفعالة منها5,2% مشيرا إلي أنه يتم تصدير50% من إنتاج السماد بالشركة بتكلفة500 مليون جنيه سنويا.