شارك الآلاف في مظاهرات‏'‏ جمعة محاكمة النظام‏'‏ في القاهرة وعدة محافظات للمطالبة باستكمال أهداف الثورة‏.‏

ففي القاهرة خرجت مسيرات عقب صلاة الجمعة من دوران شبرا والسيدة زينب وميدان التحرير إلي مكتب النائب العام بدار القضاء العالي, وطالب المتظاهرون في ميدان التحرير بضرورة حل جماعة الإخوان ومحاكمة قياداتها, وإقالة النائب العام, والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين, ورددوا هتافات تطالب بسقوط حكم المرشد, وأعلنوا بدء العصيان المدني في الميدان غدا, احتجاجا علي ما سموه أخونة الدولة, في الوقت الذي نشبت فيه خلافات بين المتظاهرين والمعتصمين في الميدان حول إعادة فتحه أمام حركة المرور.

وعلي جانب آخر, ووسط غياب أمني عن محيط قصر الاتحادية, ندد عشرات المتظاهرين بما اعتبروه محاولات لأخونة الدولة, ورددوا هتافات ضد جماعة الإخوان المسلمين, وتجاهل مطالب الشعب الإصلاحية.

وفي الاسكندرية شارك المئات من أعضاء القوي السياسية والثورية في مسيرة انطلقت من ميدان القائد إبراهيم إلي المنطقة الشمالية العسكرية, وطالبوا خلالها برحيل النظام الحالي, وأشار بيان تم توزيعه بسيدي جابر إلي رفض إجراء الانتخابات البرلمانية قبل توافق القوي السياسية, وتحقيق القصاص للشهداء, وإلغاء الدستور, وإقالة حكومة قنديل. وظهرت في مظاهرات الإسكندرية حركة سياسية جديدة اسمها حركة قادم المستقلة التي اعتبر المتحدث باسمها أحمد عوض مسيرة أمس تمثل بداية للعصيان المدني اعتبارا من غد, وهو ما أكده أيضا المهندس عصام عبد المنعم مسئول الاتصال السياسي للتيار الشعبي في الثغر.

وفي بورسعيد خرجت مسيرات حاشدة من معظم مساجد المدينة يتقدمها ألتراس المصري جابت الشوارع, تأكيدا لرغبة أهلها في استمرار العصيان المدني لحين تلبية مطالبهم, وشارك الرجال والنساء والأطفال في المظاهرات, وطالب البعض بالامتناع عن دفع فواتير المياه والكهرباء. كما خرج العديد من المظاهرات في كثير من المحافظات للدعوة لاستكمال أهداف الثورة, وحث المواطنين علي المشاركة في العصيان المدني. ومن ناحية أخري, وصف الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة, ما يحدث في بورسعيد بأنه ليس عصيانا وإنما إكراه للناس علي عدم دخول دواوين الدولة, ومواقع العمل. وفي الوقت نفسه أشار الدكتور محمد البلتاجي أمين الحزب بالقاهرة إلي أن الكثيرين ممن كانوا ينادون بعدم أخونة الدولة قدموا استقالاتهم وهربوا من المسئولية في أول اختبار, وقال إن الذين يرفعون لافتات الديمقراطية يسعون لإسقاط التجربة الديمقراطية. وحذر الدكتور محمد البرادعي رئيس حزب الدستور من أن إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة في ظل استمرار الاحتقان المجتمعي وهشاشة مفاصل الدولة وقبل التوصل إلي توافق وطني سيزيد الأمر تعقيدا. واتهم حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي الإخوان بأنهم يريدون التعجيل بانتخابات مجلس النواب, ظنا منهم بأنهم سيحصدون ثلث المقاعد, موضحا أنه لو قررت جبهة الإنقاذ خوض الانتخابات فإنها ستحصل علي نصف مقاعد المجلس.