إذن مسألة تخفيف الأحمال اختيار صعب نضطر إليه وفق معايير واشتراطات محددة ولابد من الالتزام بها مع ملاحظة انه قد يتم تخفيف أحمال نتيجة صيانة فيتم تحميل كابل علي آخر لتخفيف الحمل عن أحدهما.
ويضيف ان هناك كود توزيع أصدره جهاز تنظيم مرفق الكهرباء ينظم العلاقة بين شركات التوزيع مع بعضها البعض وبين الشركات والمستهلكين وبين الشركات والمنتجين مثل مصانع منتجة للكهرباء وترمي بالفائض علي الشبكة, هذا الكود ينظم المعايير والاشتراطات التي نتحدث عنها وفيها تخفيف الأحمال وهدفه جودة الخدمة.
وهذا الكود بمثابة تعاقد لابد أن تلتزم به الشركات في علاقتها بالمواطنين فلايتم فصل التيار عن العميل أكثر من ثلاث ساعات أسبوعيا, كنا قد حددنا من قبل نصف ساعة يوميا لكن الشركات رأت في هذا عدم مرونة وطالبت بثلاث ساعات أسبوعيا, وكما اشرت أن يكون الفصل تبادليا بين العملاء حتي لاتتحمل منطقة واحدة عبء فصل التيار لفترة.
وهناك بالطبع في الكود معايير خاصة بأوقات الطواريء أو عند وقوع كوارث طبيعية والاجراءات التي تطبق في هذه الحالة لفصل الخدمة اضطراريا.
المدن الجديدة
* لكن هناك مناطق ينقطع فيها التيار لفترات أطول من ثلاث ساعات مثل مدينة أكتوبر؟
ـ قد يكون الانقطاع لفترات طويلة لصيانة أو أعطال وليس لتخفيف أحمال, كما أنه في المناطق العمرانية الجديدة تكون هيئة المجتمعات خططت لمحطات بأحمال محددة ومع زيادة السكان مثل اكتوبر يزداد الاستهلاك والأحمال علي المحطات بحيث يزيد الضغط والطلب علي مستوي الشبكة.
* ولماذا لاتتم تقوية المحطات أو زيادة عدد المحطات بانشاء محطات جديدة بدلا من تخفيف الأحمال؟
ـ يجيب الدكتور حافظ قائلا: زيادة قدرة الشبكات تحتاج لاستثمارات ولابد من تحقيق التوازن في الشبكة بين قدرات النقل والتوزيع ورفع هذه القدرات مرتبط بجداول تنفيذ للاستثمار وتتم الموازنة في أضيق مايمكن.
ثم أن أزمة الأحمال تعني أزمة قدرة وليس أزمة طاقة, أي قدرة انتاج وليس أزمة طاقة, والاضطرار لفصل التيار بسبب العجز في القدرة المتاحة وليس في الطاقة المتاحة بدليل أنها تكفي لتغطية الطلب باقي الفترات.
ونحن نراعي عند تطبيق برامج الصيانة ألا تتم في الفترات ذات الطلب العالي وحتي تتوافر أكبر قدرة للإنتاج وتكون متاحة للتغطية, وأيضا تكون قدرة طرح الاحمال مرتبة وأقل أثرا علي الدولة والمستهلك.
خطة لحماية المستهلك
واضاف: دورنا كجهاز مراقبة عمل الشركات وتقييم ادائها والتأكد من جودة الخدمة المقدمة للمواطن, ولذلك وضعنا خطة لتلقي الشكاوي وبدأنا بشركة جنوب القاهرة لسببين الأول لأنها اكبر الشركات تخدم أربعة ملايين مستهلك, وثانيا لأنها مؤهلة لاختيار هذه المنظومة في اطار مناسب تمهيدا لتعميم هذا التقييم بين باقي الشركات.
والتجربة عبارة عن برنامج يتم بالتعاون مع وزارة الدولة للتنمية الإدارية يتيح تعامل الشركة مع الشكاوي التي تتلقاها عن طريق الإبلاغ المباشر أو الحضور الشخصي أو بالتليفون أو الإيميل ويتم التصنيف للشكاوي طبقا لنوع الإبلاغ ودراسة ومعرفة سبب الشكوي ومتابعة الحلول وانتهاء أسباب الشكوي وفي نهاية كل شهر تتوافر لدينا مؤشرات عن فترات انقطاع الخدمة لكل عميل وعدد مرات القطع ويتم قياس ذلك شهريا علي مستوي كل منطقة ويتم ترتيب هذه المناطق ونرسل للشركة تقريرا لإزالة أسباب شكاوي المنطقة المتضررة لمتابعة الجودة.
ونحن كجهاز نسجل كل الشكاوي علي الكمبيوتر لأننا في النهاية لابد أن نتأكد من جودة الخدمة المقدمة من كل شركة ومتابعة ذلك بصفة دورية, وطبعا لاتستطيع شركة أن تكشف عن الشكاوي المقدمة في حق شركة أخري, وخلال العام القادم إن شاء الله سيتم تعميم التجربة علي باقي الشركات.
* لكن كيف نقوم بتصدير الكهرباء ولدينا طرح أحمال؟!
ـ قال نحن نقوم بالتصدير خارج أوقات الذروة وهي فترات عقب الغروب مابين الخامسة والعاشرة مساء في الشتاء والسادسة والحادية عشرة صيفا يتم التصدير للأردن وسوريا ولبنان وكمية محدودة الي ليبيا حسب الاحتياجات وبعيدا عن أوقات الذروة, ومن المفترض أن يحدث تبادل بيننا لكن هذا لايحدث لأن الشبكات الخاصة بهم صغيرة مقارنة بشبكاتنا وعموما التصدير ليس له تأثير علي عمليات الفصل وقطع التيار لأن المسألة قدرة انتاج وليس أزمة طاقة وحتي عندما سنصدر للسعودية علي سبيل المثال هناك فرق في التوقيت بيننا وبين الدول المستوردة والتصدير يتم في وقت الفائض.
* هل مسألة طرح الأحمال وفصل التيار موجودة في الخارج أم في مصر وحدها خاصة اننا نمر بمرحلة تحديث لقطاع الكهرباء بما يتواكب مع مايحدث في الدول المتقدمة؟
ـ طرح الأحمال اجراء ديناميكي موجود في الخارج وليس مصر وحدها وهو يسير في منظومة وهو أحد التطبيقات الطبيعية التي تلجأ لها الشركات حسب نوع التعاقد مع العميل, فأحيانا تكون هناك عقود خاصة بخفض الأحمال بين الشركة والمواطن بحيث تحاول إدارة الشركة تخفيف الحمل عن محطة ويلتزم المواطن طواعية بخطة الطرح وتقوم الشركة في المقابل بتعويضه.