لم يتوقع أحد من المعتمرين أو شركات السياحة ما حدث من تغيير مفاجئ في برنامج رحلة العمرة بعد أن ألغت السلطات السعودية رحلات الطيران الداخلي من وإلي مطار المدينة المنورة.
رغم ارتباط هذه الرحلات بحجز الفنادق والانتقالات ومواعيد البرنامج, مما وضع المعتمرين والشركات في مأزق. التفاصيل يرويها بعض المعتمرين ومنهم: أحمد عبدالعظيم الذي يقول: إتفقت مع إحدي الشركات السياحية علي السفر لأداء مناسك العمرة أنا ووالدتي المسنة علي أن يكون السفر بالطيران القاهرة جدة ــ المدينة القاهرة, وفي المدينة فوجئت بمشرف الرحلة يخبرنا بأننا سنضطر إلي السفر مرة أخري إلي جدة للعودة علي طيران جدة إلي القاهرة, لان الرحلة التي تم الحجز عليها في العودة ألغيت فجأة.
ويؤكد حسين حسني أنه فوجئ أثناء السفر لأداء العمرة وفي مطار القاهرة الدولي بأن المسئولين بمصر للطيران يستعيدون تذاكر السفر التي معنا ويعطوننا تذاكر أخري قبل اقلاع الطائرة بساعتين, لتكون التذاكر الجديدة القاهرة جدة ثم جدة القاهرة.
وطالبت الحاجة حسنية توفيق بتحرير محاضر شرطة لهذه الشركات المخالفة لبرنامج السفر.
ويعتبر فاروق عبدالمطلب ما حدث حيلة من شركات السياحية أو من شركة الطيران, لأن بعض المعتمرين سافروا جوا إلي المدينة في الأفواج التي سبقتنا, فلماذا تم الغاء الرحلات فجأة؟
في المقابل يدافع أحد أصحاب شركات السياحة عن نفسه قائلا: اننا للأسف كبش فداء للقرارات المفاجئة والسريعة التي اتخذتها السلطات السعودية ويظن المواطنون أن الشركة هي السبب في إلغاء الرحلات. والحقيقة ان الشركة تعلن عن برنامج رحلتها قبل بدء موسم العمرة والحج بشهور وتقوم بدفع مقدم لحجز عدد معين من تذاكر الطيران قبل شهر علي الأقل أو أكثر لضمان جدية الحجز, وهذا العام فوجئنا نحن أصحاب شركات السياحة بقرار تعسفي بإلغاء رحلات العمرة من وإلي المدينة.
ويؤكد صاحب شركة سياحة آخر أن السلطات السعودية ألغت لشركة مصر للطيران رحلات خطوط المدينة المنورة اعتبارا من23 مارس وبالتالي تم الغاء وتعديل حوالي6 رحلات أو أفواج لكل شركة سياحة منظمة للعمرة, بالاضافة إلي الالغاء الذي حدث بعد السفر.
فضلا عن الخسائر المالية التي تكبدناها نتيجة الغاء بعض الحجوزات بالسعودية سواء الفنادق أو شركات النقل, إلي جانب خسارة التأشيرة. للأسف لانستطيع ابلاغ المسئولين أو حتي الشكوي ولا نجد من يعوضنا عن هذه الخسائر, علما بأن سعر تذكرة الطيران الداخلي بالسعودية ارتفعت بعد هذه الأزمة أربعة أضعاف, إلي جانب اننا عند حجز تذاكر الطيران تجبرنا شركة مصر للطيران علي توقيع اقرار مطبوع للحاجزين علي المدينة في الرحلات الاضافية وحتي الرئيسية بأنه لو تم تغيير الحجز إلي جدة بدلا من المدينة فليس من حقنا الشكوي وأننا موافقون علي ذلك ونقبل التغيير مقابل رد فرق السعر.
7 رحلات
ويوضح كابتن طيار سامح حفني رئيس سلطة الطيران المدني بوزارة الطيران أن سبب المشكلة انها حدثت في الفترة الفاصلة بين جدول التشغيل الشتوي وجدول التشغيل الصيفي, وفي نفس التوقيت يتم المفاوضات بين سلطات الطيران بمصر والسعودية فظن البعض أن هناك تعديلا مفاجئا في الجداول ونحن نقوم حاليا بتشغيل7 رحلات رئيسية لمطار المدينة المنورة من الجانب المصري مقابل5 رحلات ينظمها الجانب السعودي اسبوعيا.
ونفي سامح حفني مايثار من شائعات حول وجود خلافات وتعنت متبادل بين سلطتي الطيران المدني المصري والسعودي.
فالمشكلة ليست في الاتفاقية التي تنتهي في23 مارس2010 ونتفاوض لتجديدها, ولا في العلاقة بين سلطات الطيران المدني بين البلدين, وإنما المشكلة قد تكون بسبب إلغاء بعض الرحلات الاضافية التي قد تقبل وقد ترفض حسب ضغط التشغيل والعمل في مطار المدينة الذي تم اعلانه مطارا دوليا لكن سعته محدودة.
أزمة مفتعلة
ومن جانبه يري الطيار علاء عاشور رئيس شركة مصر للطيران للخطوط الجوية, أنه قد يفتعل البعض أزمة ويدعي حدوث خلافات لمجرد إلغاء وارد, خاصة لوجود إصلاحات بمطار المدينة والقيام بعمل توسعات وإصلاحات في صالة الركاب, وبالتالي يكون من الصعب تشغيل كل هذه الخطوط والرحلات الأساسية والاضافية وهذه المواقف واردة.
ويضيف الطيار علاء عاشور انه لم يصلنا أي شكوي من أي شركة سياحة بخصوص إلغاء الرحلات الخاصة بالمدينة أو بجدة أو بزيادة نفقات الشركات السياحية بسبب هذا الالغاء وهذا أكبر دليل علي عدم وجود أي مشاكل في موسم العمرة هذا العام.