أن جدول أعمال القمة العربية التي تبدأ أعمالها التحضيرية في مدينة سرت الليبية يوم الاثنين المقبل‏,‏ سوف تتضمن نحو‏22‏ بندا رئيسيا فضلا عما يستجد من أعمال‏.

وأوضحت المصادر أن المندوبين الدائمين المعتمدين بجامعة الدول العربية سوف يجتمعون يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين لتحديد جدول الأعمال ومشاريع القرارات‏,‏ وسوف يتزامن اجتماعهم مع اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي علي مستوي كبار المسئولين‏,‏ علي أن يخصص يوم‏24‏ مارس الحالي لوزراء المال والاقتصاد العرب‏,‏ ويلتئم مجلس الجامعة العربية علي مستوي وزراء الخارجية يوم الخميس‏25‏ مارس لوضع اللمسات النهائية علي بنود جدول الأعمال ومشروعات القرارات التي أعدها المندوبون الدائمون تمهيدا لعرضها علي القادة والزعماء العرب الذين يبدأون في التوافد علي مدينة سرت الليبية يوم‏26‏ مارس ويبدأون اجتماعات القمة يومي‏27‏ و‏28‏ من الشهر الحالي‏.‏

وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوي عن أنه بالإضافة الي القضايا الحيوية التي تحظي باهتمام القادة والرأي العام العربي وعلي رأسها القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الحالية والأوضاع في العراق والسودان والصومال‏,‏ فإن هناك تركيزا علي إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل واتخاذ موقف عربي واضح‏,‏ والتنسيق العربي في الترشيحات الدولية علي أن يحدد ذلك في ضوء واقع مواقف الدول الأخري من القضايا العربية‏.‏

وفيما يتعلق بمسألة المصالحة الفلسطينية‏,‏ أكدت مصادر عربية رفيعة المستوي‏,‏ أنه برغم كل ما يشاع حول هذا الموضوع فإن جميع الدول العربية تتفق علي أن هذه المصالحة لايمكن أن تتحقق إلا بقيادة مصر بحكم ثقلها وحجمها ودورها التاريخي وفهمها لجميع وأدق التفاصيل المتعلقة بها‏,‏ ولذلك فإن الرأي المتفق عليه هو أنه يمكن فقط أن تعرض بعض الدول العربية استعدادها لمساعدة مصر في تذليل أي عقبات تواجه هذه المصالحة‏,‏ علي أن يبقي الدور المصري هو الدور الرئيسي والرائد‏.‏

وأوضحت هذه المصادر أن تطوير وإصلاح جامعة الدول العربية سيحظي باهتمام كبير من القادة العرب‏,‏ وكشفت المصادر في هذا الصدد عن وجود اقتراح من الزعيم الليبي معمر القذافي بإعطاء صلاحيات أكبر لرئيس القمة العربية‏,‏ وأن يكون الأمين العام لجامعة الدول العربية مسئول مسئولية مباشرة أمام رئيس القمة‏,‏ وقالت إن هناك مقترحا يمنيا بتطوير الجامعة وتعديل اسمها الي مسمي اتحاد الدول العربية‏.‏

وأكدت نفس المصادر حدوث دفعة قوية لإضافة زخم وإحداث اختراق في ملف العلاقات العربية ـ العربية وتسويتها وتحقيق أكبر قدر من التضامن العربي‏,‏ موضحة أن جميع الدلائل تشير الي أن مصالحة سوف تتم بين الدول العربية التي مرت علاقاتها بنوع من الفتور في الفترة الماضية‏,‏ خاصة العلاقة بين مصر وسوريا والتي يتفق جميع القادة العرب علي أن هاتين الدولتين تمثلان ركنا أساسيا للمنطقة العربية وأنه عندما تتأثر العلاقات بينهما تنعكس علي الوضع العربي العام ومعهما المملكة العربية السعودية‏,‏ التي بدأت تتحسن علاقاتها بسوريا‏,‏ وأصبح الهدف الآن هو علاقة مصر بسوريا‏.‏