fiogf49gjkf0d
أذاعت قناة "بي بي سي عربي" تقريرًا حول الأموال المصرية المهربة إلى الخارج، شارك فيه العديد من الخبراء والقانونيين من عدة عواصم عالمية.
وقال الخبراء من البنك الدولي إن حجم الأموال المصرية المهربة بلغت أكثر من 134 مليار دولار على مدى 30 عامًا وكشفت "بي بي سي" عن مستندات حول كيفية استيلاء وتهريب كبار رجال الأعمال ورجال الحكومة بسرقة الأموال على مدى 30 عامًا هى مدة حكم الرئيس السابق حسني مبارك.
والتقى التقرير المدعي العام السويسري مايكل لاوبر والمسئول عن تجميد تلك الأموال المهربة الذي قال إنه قد تم تجميد أكثر من 4 مليارات و458 مليون جنيه مصري وإن هذه الأموال تخضع للتحقيق وأن هناك أكثر من 20 ضابط شرطة ومحققين ماليين لإسراع سير التحقيقات قدر المستطاع.
والتقي البرنامج المستشار عاصم الجوهري المسئول عن استعادة الاموال المنهوبة في مصر وذلك في أول لقاء تليفزيوني له بعد الثورة وتم إبلاغه بخبر تجميد سويسرا لتلك الأموال.
وقال المستشار إنه تلقى العديد من البلاغات بعد الثورة مباشرة حول مبارك وكبار المسئولين وقال إن النيابة العامة قامت بإرسال طلبات مساعدة قضائية إلى دول العالم في شهر فبراير أي بعد الثورة مباشرة.
وقال التقرير إن الأصول المصرية عرفت طريقها إلى مناطق مثل الرياض والدوحة ودبي ولندن ومدريد وبنما وسويسرا وتفاوتت ردود الفعل والإرادة السياسية من هذه الجهات في المساعدة وأن سويسرا مثال صارخ للاستجابة السياسية.
والتقى معد التقرير بمدير قسم القانون الدولي بوزارة الخارجية السويسرية والذي أصدر قرارًا بتجميد أرصدة رموز النظام السابق بعد تنحي مبارك بنصف ساعة الذي قال إنه عند إعلان التنحي كانت القائمة جاهزة وكانت تحتوي الأشخاص الذي يشتبه بقيامهم بأعمال غير قانونية، وحول اتخاذ سويسرا لهذه المبادرة قال إن مصر يمكن أن تقوم بذلك بنفسها ولكن لابد من التعاون بين الجهات ليتم إنجاز تلك التحقيقات.
وأضاف التقرير أن البنك الدولي قال إن ربع سكان مصر يعيشون على دولارين للفرد في اليوم الواحد وان آمال المصريين في فرص الحياة تتبدد بشكل يومي مشيرًا إلي أن تجميد الأموال لايعني عودتها إلى مصر مرة أخرى خاصة أنه على القاهرة تقديم براهين تثبت أن منبع هذه الأموال غير مشروع وهنا تكمن المهمة الصعبة.
وأشار التقرير إلى أنه بعد الثورة قرر بعض المصريين الشروع في إجراء تحقيقاتهم الخاصة لعدم اقتناعهم بالتحقيقات الحكومية الدائرة ومنهم الدكتور محمد محسوب أحد مؤسسي المجموعة القانونية لاسترداد أموال مصر الذي قال: انه عقب الثورة مباشرة أقدم على إنشاء موقع على الإنترنت وحصل علي ما لا يقل عن 600 مستند أغلبها تقوم عليها عملية التحقيق لاسترداد تلك الأموال وأن أغلبها كان سليمًا ولكن تم اسقاط هذا الموقع من قبل أمن الدولة.
وأضاف أنه حتى الآن لا توجد إرادة سياسية لاستعادة الأموال المنهوبة لان بعض مفاصل الدولة لم تسقط بعد وأنها تسعى لحماية نفسها، وقال إن بريطانيا تعد من أكثر الدول التي ليس لديها إرادة سياسية في هذا الملف ربما لمصالحها الاقتصادية ولكن هذه المصالح ستكون لفترة قصيرة.
وكشف تقرير الـ"بي بي سي" عن أن بريطانيا لم تقوم بإجراء التحريات أوالمراجعات الأساسية حول أصول أصحاب تلك الملفات في بريطانيا حيث تم اكتشاف أنه لم يتم تجميد تلك الأصول.
وأوضح التقرير أن بريطانيا تعد من أقل الدول تعاونًا مع مصر في ملف استعادة الأموال المهربة إلى الخارج حيث تمكن فريق إعداد من البرنامج من إيجاد مستندات تثبت امتلاك جمال مبارك لشركة ميدين فيست ولو كانت السلطات البريطانية اجرت بعض التحريات لتم اكتشاف الكثير عنها.
وقام فريق التقرير بالبحث على الإنترنت عن الأصول التابعة لبعض الشخصيات والمتهمين بتهريب الأموال مثل نجلاء عبدالله زوجة وزير الاسكان السابق أحمد المغربي المتهم بالاستيلاء على المال العام وتم اكتشاف انشائها لشركة في بريطانيا في نوفمبر 2011 والتي لم يتم تجميدها أيضا.
والتقى مقدم البرنامج المستشار عاصم الجوهري المسئول عن استرداد الأموال المصرية في وزارة العدل لإبلاغه بأن الأصول التابعة لـ 19 مسئولا وهم الموجودون على قائمة العقوبات لم تجمد في بريطانيا وأوضح أن الحكومة البريطانية لا تطبق الاتفاقية التي وقعت عليها لمكافحة الفساد وأنها تغلب القانون الداخلي الخاص بها، متسائلاً كيف سيتم الحصول على هذه الأموال دون مساعدة بريطانيا؟
وتم عرض تلك التساؤلات أمام وزير الدولة البريطانية للشئون الخارجية الذي قال إن بريطانيا تقوم بكل ما بوسعها لاستعادة أموال مصر المهربة لديها، وقال: إن تعقب الأموال يستلزم الحصول على أدلة والتي من الصعب الحصول عليها في مصر أو بريطانيا ولكننا نتعاون مع مصر في ذلك.
وحول عدم تجميد أي من الأصول التابعة لرجال النظام السابق قال إنه لم ترده اي طلبات بتجميد أي من تلك الأصول أو أسماء المطلوب تجميد أصولهم وأنهم في حاجة الى معلومات من السلطات المصرية.
وهو ما نفاه المستشار عصام الجوهري حيث قال إن مصر ليس لديها معلومات عن تلك الأموال أو مقدارها مطالبًا السلطات البريطانية بتحديد تلك الأموال ونحن علينا تحديد مدى مشروعية تلك الأموال.
وأشار التحقيق إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين الخطوات التي اتخذتها سويسرا حول تجميد الأموال والخطوات التي اتخذتها بريطانيا حيث ان سويسرا بدأت تلك الخطوات عقب التنحي بنصف ساعة وتمكنت من تجميد ما يزيد على 730 مليون دولار في حين انتظرت بريطانيا 37 يومًا انتظارًا لخطاب الاتحاد الأوروبي حيث تمكنت من تجميد 134 مليون دولار.
وقال وزير العدل في حكومة الظل البريطانية: إن ما يحدث لا يعد أكثر من لامبالاة من الجانب البريطاني وأنه كان بإمكان الحكومة البريطانية التحرك قبل تنحي مبارك وانه لا يوجد مبرر لعدم التحرك فلدى المسئولين الصلاحيات للقيام بتلك المهمة، وأنه سبق اتخاذها مع ليبيا وسوريا متعجبًا من عدم اتتخاذ نفس الخطوات مع مصر.
وأضاف التقرير أن النظام المصرفي كان يسهل عملية تهريب الأموال إلى الخارج والتقى معد التقرير أشرف رضا مدير عام في قسم المراجعة بالبنك المركزي الذي قال إنه كان هناك حالة من الفساد المقنن حيث تم تغيير قانون البنوك عام 2003 وأصبح لرئيس الجمهورية الحق في تعيين محافظ البنك المركزي بدون أي مسائلات، ووصف الدكتور فاروق العقدة بانه لايملك تاريخًا في سجله الوظيفي.
حيث نص القانون على أن يكون للبنك المركزي محافظ يقوم بتعيينه رئيس الجمهورية وأن قبول استقالة المحافظ تكون بمرسوم من رئيس الجمهورية، وأن التقارير المالية وتقرير المراجعين الخاص باولضع المالي تقدم لرئيس الجمهورية، وأشار مقدم البرنامج إلى أنه حاول الاتصال بالدكتور فاروق العقدة لإعطائه حق الرد ولكنه لم يتلق أي رد.