رفض المجلس الخاص لمجلس الدولة بأغلبية مستشاريه‏,‏ تعيين المرأة قاضية خلال جلسة عاصفة أمس‏,‏ امتدت أكثر من‏4‏ ساعات سادتها خلافات حادة بين أعضائه.

و انتهت الجلسة بتصويت أربعة مستشارين ضد التعيين مقابل موافقة اثنين مع عدم أحقية رئيس المجلس في التصويت‏.‏وبرغم نتيجة التصويت أصر المستشار محمد أحمد الحسيني‏,‏ رئيس مجلس الدولة‏,‏ علي الانتصار لحق النساء في التعيين‏,‏ كمندوبات مساعدات بمجلس الدولة‏,‏ رغم اعتراض أغلبية المجلس الخاص‏,‏ وأصدر قرارا أمس عقب الاجتماعات نص علي أن تستكمل إجراءات تعيين من تقررت صلاحيتهم من بين المتقدمين من خريجي وخريجات دفعتي‏2008‏ و‏2009,‏ وذلك بعد استيفاء التحريات اللازمة‏,‏ واجتياز الكشف الطبي عليهم‏,‏ تمهيدا للعرض علي المجلس الخاص لاستصدار قرار رئيس الجمهورية بهذا التعيين‏.‏

وقد استند رئيس مجلس الدولة في قراره علي موافقة المجلس الأعلي للهيئات القضائية علي تعيين المرأة بالقضاء منذ سنوات عديدة‏,‏ وعلي موافقة المجلس الخاص بالإجماع بجلسته المنعقدة بتاريخ‏24‏ أغسطس من العام الماضي علي قبول تعيين مندوبين مساعدين بمجلس الدولة من خريجي وخريجات كليات الحقوق من دفعتي‏2008‏ و‏2009,‏ الحاصلين علي تقدير جيد جدا من الخمسة عشر الأوائل‏.‏

وعلمت الأهرام أن التصويت في المجلس السابق بتاريخ‏18‏ يناير الماضي بذات تشكيل المجلس الخاص كان بموافقة‏3‏ مستشارين علي استكمال إجراءات التعيين ضد‏3‏ مستشارين بالأغلبية وليس بالإجماع‏.‏

وأعلن المستشار الحسيني‏,‏ في مؤتمر صحفي أمس‏,‏ أنه سيتم إعلان نتيجة امتحانات المقابلات وما يتبعه من إجراءات التعيين‏,‏ ثم يعرض مرة أخري علي المجلس الخاص بذات التشكيل‏,‏ وإذا ما وافقوا بالإجماع أو بالأغلبية‏,‏ فسيتم إقرار قرار التعيين‏.‏ أما إذا لم يوافق المجلس الخاص فالرفض سيكون واجبا وليس علي مسئوليته‏.‏ وأكد أن طرح موضوع أن المرأة تصلح أولا تصلح في المناصب القضائية يعد إهانة لكل من الرجل والمرأة‏.‏ وأشار إلي أن هذه النظرة غير طبيعية‏,‏ وكأننا في أفغانستان أو طالبان أو كأنهم انتقلوا إلينا في مصر‏.‏

وأكد رئيس المجلس أنه له الأحقية في إصدار القرار خاصة في ضوء صدور قرارات سابقة بالإجماع علي تعيين المرأة‏,‏ أما اليوم فلدي قرارات الأغلبية بالرفض‏,‏ وقد رجحت حجية القرارات التي اتخذت بالإجماع دون القرارات التي اتخذت بالرفض‏.‏ وقال‏:‏ مسئوليتي الدستورية أن أحافظ علي سمعة مصر ومجلس الدولة‏.‏

وأضاف أن كل هيئة قضائية مستقلة لا علاقة لها بقرارات الهيئات الأخري‏,‏ ويجب أن تعين الهيئات القضائية المرأة بالتوازي‏,‏ في إشارة إلي النيابة العامة التي لم تطلب حتي الآن تعيين المرأة كنائبة‏.‏

جدير بالذكر أن المستشارين الأربعة الذين عارضوا تعيين المرأة كقاضية خرجوا من اجتماعات المجلس الخاص للتداول لمدة ساعتين ثم عادوا مصرين علي الرفض‏.‏