ألقي شخص مجهول أمس حقيبة تحتوي علي مواد قابلة للاشتعال أمام المعبد اليهودي في شارع عدلي بالقاهرة من داخل أحد الفنادق السياحية المواجهة للفندق ولاذ بالفرار مما أدي لاشتعال الحقيبة لكن دون حدوث إصابات وخسائر بشرية أو مادية.
وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المتهم وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق.
وكانت غرفة العمليات الرئيسية بمديرية أمن القاهرة قد تلقت إخطارا بنشوب حريق أمام العقار المواجه للمعبد اليهودي بشارع عدلي بمنطقة وسط القاهرة, وبالانتقال لموقع الحادث تبين أن شخصا مجهولا توجه إلي فندق بانوراما المكون من طابق واحد والكائن بالدور الرابع بالعقار المواجه للمعبد, وطلب استئجار غرفة مطلة علي شارع عدلي وذلك في تمام الساعة السادسة والربع من صباح أمس, وعندما طلب منه موظف الاستقبال بطاقته الشخصية قدم له بطاقة رقم قومي فأرتاب فيها الموظف وعند سؤاله عن جهة استخراج البطاقة وخوفا من افتضاح أمره هرب وألقي حقيبة كانت لديه علي الرصيف المواجه للفندق مما تسبب في انفجار عبوة بدائية واشتعال النيران منها.
وذكر بيان رسمي لوزارة الداخلية أنه لدي وجود الشخص المجهول بصالة استقبال الفندق غافل موظفي الفندق وألقي الحقيبة نحو رصيف الفندق مما أدي لاشتعال محتواها, ولاذ بالفرار من خلال ممر صغير بجوار الفندق.
وأسفرت نتيجة الفحص المبدئي للمعمل الجنائي عن أن العبوة المشتعلة بدائية الصنع تتكون من أربعة جراكن بنزين مثبت بكل منها زجاجة حجمها نحو لتر تحوي سائل حامض الكبريتيك, وقطعة قطن, وعلبة كبريت, وولاعة وينتج عنها حريق إذا ألقيت دون حدوث تفاعل لموادها, أما تم تركيبها كيميائيا فإنها تحدث حريقا هائلا مصحوبا بانفجارات متعددة.
ولم يكن يوجد وقت الواقعة أي أفواج سياحية لزيارة المعبد, كما عثر ببقايا الحقيبة علي ملابس ومتعلقات للجاني.
وذكر مصدر أمني أنه من المرجح أن يكون المتهم الهارب قد حاول استئجار غرفة لإعداد العبوة الناسفة وإلقائها علي أحد الأفواج السياحية المترددة علي المعبد اليهودي, ولكنه لاذ بالفرار خوفا من كشف هويته نظرا لكثرة الاسئلة التي وجهها له موظف الاستقبال, فأسرع بإلقاء العبوة من نافذة بهو الفندق.
وأشار المصدر إلي أن الحادث يعيد للأذهان حادثي الحسين الإرهابيين الأخيرين اللذين وقعا في يوم22 فبراير من العام الماضي وراح ضحيتهما سائحة فرنسية وأصيب عدد من السياح الآخرين واستخدمت فيه عبوات ناسفة بدائية الصنع.
وأضاف المصدر أنه من المرجح أن يكون الإرهابي الهارب يعتزم اعداد العبوة وإلقاءها في اليوم التالي في نفس توقيت الحادث الإرهابي للعام الماضي, خاصة أن تلك المنطقة تشهد تكدسا مروريا خلال يوم الاثنين وتصل بعض الأفواج السياحية للمعبد اليهودي في ذات التاريخ.
من جانبها, انتقلت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة لمكان الحادث وبدأت تشكيل فريق بحث لجمع التحريات المطلوبة حول المتهم الهارب ومحاولة معرفة خط سيره والأماكن التي يتردد عليها ومحطات البنزين التي تبيع البنزين المشتعل بطريقة غير شرعية وذلك بالتنسيق مع أجهزة أمنية رفيعة المستوي.
يذكر أن هناك العديد من المواقع علي شبكة الانترنت التي يتم خلالها نشر كيفية تركيب وتصنيع العبوات الناسفة لتلك المكونات من البنزين وحمض الكبريتيك وعلب الكبريت والولاعات, وتوضح هذه المواقع الكميات المطلوبة لتصنع مختلف الأحجام.