معركة في البرلس بين الصيادين الرافضين الخروج في رحلات صيد في مياه البحر المتوسط والمحافظ المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفرالشيخ, الذي يصر علي خضوع الميناء الجديد بالبرلس لسلطة الدولة وتطبيق الشرعية والقانون.
وتشكيل مجلس ادارة جديد لميناء افتتحه الرئيس مبارك منذ ما يقرب من3 أسابيع, والصيادون يطالبون بأن تتولي هيئة الثروة السمكية الاشراف علي الميناء وادارته وتطهير قاع مدخل الميناء لمسافة200 م داخل مياه البحر لضمان عدم شحوط المراكب أو تعطلها في أثناء الدخول أو الخروج من الميناء.
وأوضح الصيادون أنهم في الأساس تابعون لهيئة الثروة السمكية التي تقوم بمدهم بكل الاحتياجات, كذلك صرف الاعانات في حالة حدوث أي حوادث بالإضافة الي أن قانون المواني المتخصصة رقم124 يقر تبعية الموانيء المتخصصة للوزارة التابعة لها, مثل موانيء البترول تتبع وزارة البترول وموانيء الصيد تتبع وزارة الزراعة, وهيئة الثروة السمكية أسوة بموانيء السويس ودمياط ورشيد والاسكندرية وغيرها من الموانيء المتخصصة.. وقد رفضت المحافظة الاستجابة لمطالب الصيادين وأصرت علي تبعية الميناء الجديد وادارته للمحافظة حيث أكد المهندس أحمد عابدين محافظ كفر الشيخ التمسك بإدارة الميناء بالمشاركة مع هيئة الثروة السمكية وتم تشكيل ادارة مستقلة لإدارة الميناء ضم في عضويته شيخ الصيادين وعددا من أصحاب المراكب وعضوا من هيئة الثروة السمكية وسكرتير عام المحافظة المساعد, كما تم تزويد الميناء الجديد بمحطة لتموين السفن بالسولار ووضع نظام محدد لعمل المراكب مع عدم تحصيل أي رسوم من المراكب في أثناء خروجها ودخولها, وأوضح المحافظ أن ادعاءات الصيادين باطلة لأنهم يقومون بتهريب السولار وغيرها من الممنوعات والمخدرات وصيد الذريعة بالمخالفة للقانون بعد احكام الرقابة بالميناء الجديد, مشيرا الي أنه لن يتم السماح بخروج أي مركب سواء من البوغاز أو من الشواطيء في رحلات صيد لوقف عمليات التهريب علي أن تلتزم جميع المراكب سواء في الدخول أو الخروج من الميناء مع ضبط أي مركب مخالف ولن نسمح بالخروج عن الشرعية والقانون لضمان التزام الجميع بهذه القرارات, ومن ناحية أخري رفض الصيادون الخروج في رحلات صيد والاعتصام أمام مجلس الشعب مطالبين رئيس المجلس ورئيس مجلس الوزراء بالتدخل لإلغاء قرار المحافظ وترك حرية الدخول والخروج من الميناء الجديد بلا قيود علي أن تتم ادارتها من خلال هيئة الثروة السمكية وليست المحافظة برغم أن المحافظ قرر إلغاء أي رسوم يتم تحصيلها من أصحاب المراكب أو الصيادين لتشجيعهم علي استخدام الميناء الجديد الذي تكلف65 مليون جنيه وتمت اقامته علي مساحة60 فدانا يصل ثمنها لأكثر من800 مليون جنيه.
وقد رفض أصحاب المراكب ورئيس مجلس ادارة جمعية الصيادين تصريحات المحافظ لوسائل الإعلام الخاصة بأن اصرار أصحاب المراكب علي أن تتولي هيئة الثروة السمكية ادارة الميناء يرجع الي رغبتهم في تهريب السولار والاتجار في الممنوعات والمخدرات وصيد الذريعة الصغيرة من الميناء, مؤكدين أنهم من الشرفاء الكادحين حيث يسعي الجميع وراء لقمة العيش والخروج في رحلات الصيد التي تستمر لأكثر من شهرين في مياه البحر من أجل الحصول علي الرزق وتوفير احتياجات أسرهم والانفاق علي تعليم أولادهم, ولم يسبق من قبل أن تم ضبط أي مركب يقوم بتهريب المخدرات أو السولار حيث ان هذا كلام لا أساس له من الصحة, حيث لم يسبق من قبل حصولهم علي أي ميزة من المحافظة وأن مطلبهم مشروع في أن تتولي الهيئة إدارة الميناء بالكامل والاشراف عليه.
وقد أكد المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفر الشيخ تمسك المحافظة بإدارة الميناء الجديد بمشاركة هيئة الثروة السمكية في الادارة, حيث تم تشكيل مجلس ادارة مستقل لادارة الميناء يضم في عضويته شيخ الصيادين وعددا من أصحاب مراكب الصيد الآلية وعضوا من هيئة الثروة السمكية والمتخصصين برئاسة اللواء سعد عبدالعظيم السكرتير العام المساعد للمحافظة وتم تزويد الميناء الجديد بمحطة لتموين السفن بالسولار وثلاجة كبيرة لحفظ الاسماك وشرطة متخصصة للتفتيش علي المراكب ووضع نظام محدد لعمل المراكب مع عدم تحصيل أي رسوم من المراكب في أثناء خروجها من الميناء أو الدخول إليه, كما أنه تمت تجربة الميناء قبل الافتتاح, ودخلت الي الميناء الجديد25 مركب صيد بدون أي مشكلات وليس صحيحا أن الميناء يعاني من أي أطماع علي الاطلاق, حيث إن أرصفة ومداخل الميناء جديدة وتم تطهير القاع قبل الافتتاح وهذا ادعاء باطل من أصحاب مراكب الصيد الآلية والصيادين لعدم استخدام الميناء والخروج في رحلات الصيد من خلال بوغاز البرلس, حتي يستطيعوا تهريب السولار وغيرها من الممنوعات والمخدرات وصيد الزريعة بالمخالفة للقانون وأنه لن يتم السماح بخروج أي مركب سواء من البوغاز أو من شواطيء قرية برج البرلس رحلات صيد لوقف عمليات التهريب علي أن تلتزم جميع المراكب بالخروج رحلات الصيد من الميناء الجديد مع ضبط أي مراكب مخالفة لذلك ولن نسمح بالخروج علي الشرعية والقانون لضمان التزام الجميع بهذه القرارات
من جانبه, أكد حمدي شرابي رئيس مجلس ادارة الجمعية التعاونية لأصحاب سفن الصيد الآلية أن الصيادين وأصحاب المراكب المعتصمين منذ أكثر من7 أيام داخل الجمعية وأمامها كان من المفترض أن يكونوا حاليا في رحلات الصيد في مياه البحر ولكن بسبب قرار المحافظ رفضوا الخروج خاصة في ظل العديد من الملاحظات علي الميناء الجديد وادارته وأوضح أن قرية البرلس يعمل بها أكثر من15 ألفا في مهنة الصيد, وكان هذا الميناء الجديد حلما يراود الجميع حتي تحقق منذ أكثر من10 سنوات عندما شرعت المحافظة في إنشاء الميناء الجديد, وقبلها كان جميع الصيادين والمراكب يستخدمون بوغاز البرلس الذي يربط ما بين البحر المتوسط وبحيرة البرلس في دخول وخروج المراكب التي يتجاوز عددها أكثر من500 مركب.
وأضاف محمد مختار السماحي صاحب مركب أنه من المفترض ادارة هذا الميناء عن طريق هيئة الثروة السمكية وليس المحافظة علي أن تكون المحافظة ممثلة بعضو في مجلس الادارة وليس العكس حيث تتم ادارة الميناء عن طريق المحافظة وحرمان الهيئة من الادارة رغم أنها الجهة التي تشرف علي تنمية الثروة السمكية ومواني الصيد علي مستوي الجمهورية ونحن نرفض اتهامات المحافظ لنا من الاتجار وتهريب السولار والمخدرات والممنوعات وصيد الذريعة ونحن مش مهربين ولا بلطجية.
ويطالب خالد مرزوق ومحمد جمال من الصيادين بضرورة حل مشكلات الصيادين بدلا من تكبيل رحلات الصيد وانهم أقدموا علي الاضراب عن العمل لأن الميناء بهذا الشكل غير صالح ويؤدي إلي شحوط المراكب وتلفها وتعطلها وانهم قاموا برفع الرايات السوداء علي المراكب للتعبير عن رفض خروجهم للعمل وانهم يجلسون أمام الجمعية نهارا وعلي المقاهي ليلا في انتظار الفرج وحل هذه المشكلة.
وعلي الجانب الآخر, رفض العديد من صغار الصيادين هذا الاضراب مؤكدين أنهم قد خرجوا في رحلات الصيد خلال هذه الفترة وانه يمكن حل هذه المشاكل عن طريق الحوار والجلوس مع قيادات المحافظة والميناء وتشكيل لجنة هندسية بحرية لفحص الميناء والتأكد من سلامته وإجراء التعديلات الهندسية المطلوبة فيه في حالة الحاجة لها.
لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب تتفقد الميناء والمحافظ يؤكد الصلاحية
أكد المهندس أحمد زكي عابدين محافظ كفرالشيخ بأنه سيتخذ قرارا فوريا بإغلاق ميناء الصيد الجديد بالبرلس وإعادة المراكب إلي البوغاز القديم في حالة إذا ثبت بالتجربة العملية أي أضرار أو مشاكل عند دخول المراكب إلي الميناء وأثر ذلك علي سلامة المراكب والصيادين أو حدوث أي عوائق أو عيوب في المدخل الرئيسي للميناء الذي تكلف65 مليون جنيه وتمت اقامته علي مساحة60 فدانا في موقع متميز بجوار قرية برج البرلس.
وأضاف أنه المسئول عن أي أضرار تنجم عن ذلك لأي مركب وسيقوم بدفع تكاليف إصلاح هذا المركب من جيبه الشخصي, حيث إنه يعلم تماما مدي صلاحية هذا الميناء الذي يعتبر نقله حضارية كبيرة للمحافظة.
وقرر المحافظ القيام بتجربة عملية لدخول المراكب إلي الميناء لإثبات مدي سلامة أو عيب الميناء, حيث سيتم السماح بدخول10 مراكب آلية من أكبر الأحجام إلي الميناء كتجربة عملية لاختبار الميناء وإثبات صلاحيته لاستقبال مراكب الصيد من مختلف الأحجام, وكذلك الخروج من الميناء بسلام وبدون مشاكل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الموسع الذي عقده المحافظ مع أعضاء المجالس المحلية والصيادين وأصحاب مراكب الصيد الآلية وتجار الأسماك ببرج البرلس لبحث مشاكل الصيادين وتخوفهم من استخدام الميناء الجديد, وحضر اللقاء الدكتور محمد عبدالهادي أمين عام الحزب الوطني بالمحافظة والقيادات الشعبية والتنفيذية ومشايخ الصيادين وأعضاء جمعية أصحاب المراكب الآلية بالبرلس.