في ختام جولته بمحافظة سوهاج أمس, التي افتتح خلالها عددا من المشروعات التنموية والخدمية الكبري, من بينها طريق سوهاج ـ البحر الأحمر, والمستشفي العسكري ومستشفي الهلال للتأمين الصحي, عقد الرئيس حسني مبارك لقاء جماهيريا بقصر ثقافة المحافظة, أكد فيه أن الاهتمام بالصعيد سيظل متواصلا ولن يتوقف.
و أشار الرئيس مبارك إلي الطفرة التي تحققت علي مدي السنوات القليلة الماضية, في مجالات الاتصالات ومحطات مياه الشرب, مما أدي إلي تغيير الصورة عن الصعيد من مكان لمعاقبة المغضوب عليهم إلي مكان يتسابق الكثيرون علي العيش فيه, ومؤكدا أنه لمس مدي احتياج الصعيد إلي إقامة المستشفيات ومراكز علاج الأورام وأمراض وجراحات القلب, لتخفيف معاناة أبناء الصعيد, وأنه يبدي اهتماما خاصا بالمرضي من محدودي الدخل الذين يشعر بآلامهم.
وقال الرئيس إنه مع تشجيع القطاع الخاص الجاد, ولكن هناك مجالات استراتيجية لابد أن تظل في يد القطاع العام, مثل صناعة السلاح, ومجمع الألومنيوم, والفنادق التاريخية, مشيرا إلي تشجيع الاستفادة من أراضي الدولة في عمليات التنمية الشاملة من خلال حق الانتفاع في مناطق ذات حساسية خاصة مثل سيناء.
وأكد الرئيس تمسكه بالحفاظ علي كل شبر من أرض مصر, معيدا إلي الأذهان ما كان قد حدث خلال المفاوضات الخاصة بنقطة طابا, حيث رفض وقتها محاولات البعض إقناعه بمبادلتها بأراض أخري, وأضاف: قلت لهؤلاء وقتها إنني غير مقتنع أصلا بمثل هذا الطرح, فضلا عن أن هذه الأرض ليست ملكا لي وإنما هي ملك لشعب مصر كله.
وأشار الرئيس إلي أنه يرفض تماما ـ في هذا الإطار ـ محاولات إقامة قواعد عسكرية أجنبية علي أرض مصر, تحت أي ذريعة أو مسمي أو محاولات المساومة.
وحول علاقات مصر الخارجية, أكد الرئيس عمق العلاقات مع الدول الإفريقية, خاصة مع دول حوض النيل, التي نبني معها مصالح مشتركة ومتزايدة في جميع المجالات, كما أن علاقاتنا طيبة مع الدول العربية بشكل عام, وهو ما ينعكس إيجابيا علي مصلحة المواطن المصري, مشيرا إلي أن إحدي الدول العربية الخليجية ستقوم بإنشاء نفق أسفل قناة السويس جنوب بورسعيد, بتكلفة مليار دولار, مما يفتح آفاقا جديدة للتعمير والتنمية في سيناء. وأوضح الرئيس أن علاقات مصر مع الغرب جيدة بشكل عام, وهي علاقة الند بالند, وأنه لا يسمح لأحد مطلقا بفرض أي شيء أو ممارسة ضغوط علينا, وقال: لا تصدقوا أن أي أحد يمكنه أن يضغط علي مصر تحت أي ظرف من الظروف.
كما أكد الرئيس استمرار مصر في جهودها الحثيثة لحل القضية الفلسطينية, التي وصفها بأنها قضية الفرص الضائعة, مشددا علي ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية, حتي يمكن العودة إلي مائدة المفاوضات بقوة, لأن إسرائيل هي المستفيد الوحيد من الوضع الحالي, لأنها تكرس الاستيطان علي أرض الواقع.