خلال زيارته القصيرة لمدينة سرت الليبية أمس, بحث الرئيس حسني مبارك ـ في قمة مع الأخ معمر القذافي قائد الثورة الليبية ـ تطورات الأوضاع العربية والإقليمية, خاصة الأوضاع في السودان, والعراق, واليمن, والصومال, والقرن الإفريقي.
كما تناولت مباحثات الزعيمين العربيين مبارك والقذافي سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين في شتي المجالات, وأوضاع العمالة المصرية في ليبيا في ظل الإجراءات الليبية الجديدة بشأن العمالة الأجنبية, بالإضافة إلي زيادة التبادل التجاري, والاستثمارات المشتركة, وإسهام الشركات المصرية في مشروعات التنمية في ليبيا, التي تقدر بأكثر من150 مليار دولار.
وتركزت مباحثات الزعيمين علي الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية الثانية والعشرين في العاصمة الليبية طرابلس27 مارس المقبل, وكذلك نتائج القمة الإفريقية الرابعة عشرة التي عقدت بالعاصمة الإثيوبية أخيرا.
وقد أطلع الرئيس مبارك الزعيم الليبي علي الجهود التي تقوم بها مصر لتحقيق المصالحة بين الفلسطينيين فتح وحماس من خلال الورقة المصرية للمصالحة, متمنيا موافقة حماس علي توقيع ورقة المصالحة قبل قمة طرابلس, من أجل جمع شمل الفلسطينيين, وتحقيق مصلحتهم في الضفة وقطاع غزة, وإنهاء الحصار علي الشعب الفلسطيني في غزة.
وبحث الزعيمان, مبارك والقذافي, الأوضاع العربية الراهنة, وتهيئة الأجواء بين الدول العربية لإنجاح القمة العربية بطرابلس الشهر المقبل, التي تسعي ليبيا لأن تكون قمة الوئام والمصالحة العربية.
وتناولت القمة المصرية ـ الليبية الأوضاع في العراق في ظل وجود القوات الأجنبية, والتدخلات الإيرانية في الشأن العراقي, وآخر المستجدات علي الساحة العراقية في ظل التوتر الأمني أخيرا, والجهود العربية لمساعدة الشعب والحكومة العراقية.
كما بحث الزعيمان مبارك والقذافي الأوضاع في اليمن, وما يجري من تصعيد بين الحكومة والحوثيين وجماعة القاعدة, وكيفية مساعدة اليمن عربياعلي تحقيق الاستقرار دون تدويل الأوضاع هناك.
وتم بحث الأوضاع في القارة الإفريقية, خاصة في النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية, والجهود المشتركة الليبية ـ المصرية من أجل القارة الإفريقية.
وصرح السفير سليمان عواد, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, بأن القمة المصرية ـ الليبية تناولت تطورات القضية الفلسطينية, وجهود مصر لتحقيق المصالحة الفلسطينية, والأوضاع في غزة. وأكد الزعيمان استمرار دعم الفلسطينيين وصولا إلي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وقال السفير عواد: إن الرئيس مبارك والأخ القذافي بحثا أيضا الوضع في السودان, وأكدا وحدة أراضيه, كما استعرضا الوضع في دارفور.
وأوضح أن الوفد المصري المرافق للرئيس مبارك بحث مع نظيره الليبي أوضاع العاملين المصريين في ليبيا, وتم الاتفاق علي تحديد مهلة ستة أشهر لحصر العمالة المصرية في ليبيا, وبحث أوضاعها بهدف تقنينها. وقال: إنه تم الاتفاق علي توحيد المنفذ البري ـ منفذ السلوم ـ مع تسهيل حركة دخول وخروج العمالة المصرية, موضحا أن الجانب الليبي تعهد بعدم اتخاذ أي مواقف تجاه العمالة المصرية حتي يتم الانتهاء من حصرها.
وقد أقام الأخ القذافي مأدبة غداء تكريما للرئيس حسني مبارك والوفد المرافق له خلال زيارته إلي مدينة سرت.