‏حقق منتخب مصر الوطني لكرة القدم إنجازا هو الأعظم في تاريخ الكرة وغير مسبوق بتتويجه بطلا لكأس أمم إفريقيا للمرة السابعة في تاريخه‏,‏ والثالثة علي التوالي بعد تغلبه في النهائي علي منتخب غانا الشاب الملقب بــالبلاك ستارز بهدف للاشيء أحرزه جدو في نهائي البطولة السابعة والعشرين التي اختتمت أمس بأنجولا‏.‏

وأكد لاعبو مصر بقيادة المعلم حسن شحاتة تربعهم علي عرش القارة السمراء بجدارة واستحقاق‏,‏ وأن ذلك لم يأت من فراغ أو ضربة حظ‏,‏ وإنما في ضوء النتائج التي حققها المنتخب في البطولة‏,‏ خاصة بعد تفوقه وتغلبه علي أربعة منتخبات متأهلة إلي كأس العالم‏,‏ وهي علي التوالي‏:‏ نيجيريا‏,‏ والكاميرون‏,‏ ثم الجزائر‏,‏ وأخيرا غانا ليؤكد أن الخبراء لم يكونوا علي خطأ عندما قالوا إن المصريين هم الأحق بتمثيل إفريقيا في المونديال‏,‏ وإن كأس العالم هي التي خسرت لغياب منتخب كبير بحجم الفراعنة الذي كان يجب أن يكون موجودا بين الكبار في جنوب إفريقيا‏.‏

ولم تتوقف إنجازات أبطال مصر عند حصولهم علي اللقب الإفريقي‏,‏ بل فرضوا سيطرتهم علي كل الألقاب الشرفية‏,‏ وحطموا كل الأرقام القياسية في اللعبة بتسجيل الفوز التاسع عشر في بطولات إفريقيا دون خسارة‏,‏ بالإضافة إلي اللقب السابع‏,‏ وهو رقم لم يحققه منتخب من قبل‏,‏ كما أنه أول فريق يحرز اللقب للمرة الثالثة علي التوالي في تاريخ البطولة‏,‏ وسجل نجما المنتخب الحضري وأحمد حسن أرقاما تاريخية بحصولهما علي اللقب الرابع للبطولة‏,‏ وهو ما لم يحققه لاعب إفريقي أو عالمي من قبل‏,‏ وقد حصل لاعب المنتخب محمد ناجي جدو علي لقب هداف البطولة برصيد خمسة أهداف‏,‏ ونال جائزة أفضل بديل‏,‏ كما حصل أحمد حسن علي لقب أفضل لاعب‏,‏ وكانت المنافسة شديدة ومنحصرة مع وائل جمعة نجم الدفاع‏,‏ كما حصل عصام الحضري علي لقب أفضل حارس مرمي

كما تصدر المنتخب كأفضل خط هجوم برصيد‏15‏ هدفا‏,‏ وأفضل خط دفاع‏,‏ ولم يسكن شباكه سوي هدفين منهما هدف بالخطأ‏.‏

استحق عريس الفرح حسن شحاتة المدير الفني أن يكون أفضل مدرب في البطولة‏,‏ بل التربع علي عرش مدربي القارة‏,‏ بشهادة كل الخبراء تقديرا لإنجازاته مع الفريق علي مدي ثلاث بطولات لم يتذوق خلالها أي هزيمة‏,‏ وحمل الكأس في المشاركات الثلاث‏,‏ وهو إنجاز لم يحققه مدرب إفريقي أو أجنبي من قبل‏.‏

ونعود للمباراة النهائية حيث جاء الشوط الأول حذرا وتكتيكيا من جانب الطرفين‏,‏ وانحصر اللعب أغلب الفترات في وسط الملعب‏,‏ وبرغم السيطرة الميدانية لمنتخب البلاك ستارز فإن التنظيم الدفاعي الجيد والالتزام التكتيكي الذي لعب به المنتخب الوطني شكل حائط صد‏,‏ وتكسرت عليه كل المحاولات ولم يتهدد مرمي الحضري بالشكل الحقيقي‏,‏ بينما اعتمد أبناء شحاتة علي الهجمات المرتدة وامتصاص فورة وحماس الشباب عند الفريق الغاني‏,‏ وعمل علي تهدئة اللعب دون استنزاف للطاقات‏,‏ لعلمه بأن هناك شوطا ثانيا‏,‏ حتي إننا لم نجد أي انطلاقات للمحمدي ومعوض لالتزامهما بالواجبات الدفاعية‏.‏

واختلف الأداء مع بداية الشوط الثاني الذي جاء هجوميا ومفتوحا من الطرفين‏,‏ وتبادل خلاله الفريقان الهجمات في رغبة حقيقية لتهديد المرميين‏,‏ وشكلت بعض المحاولات خطورة‏,‏ لكن عاب الفريقين قلة عدد المهاجمين أمام عدد المدافعين‏,‏ من أجل المحافظة علي نظافة الشباك‏,‏ وبرغم بعض التفوق الواضح للاعبي غانا‏,‏ في عامل اللياقة والفوارق العمرية فإن خبرات حسن ورفاقه لعبت دورا في حسم النتيجة‏,‏ بالاعتماد علي الاختراقات من العمق‏,‏ واستغلال الأخطاء في الدفاع الغاني‏,‏ وجاء الفرج في الدقيقة‏85‏ عن طريق تميمة الحظ وصاحب النهايات السعيدة محمد ناجي‏(‏ جدو‏),‏ ليسجل هدفا قاتلا وينهي آمال المنتخب الغاني‏,‏

وقد اثبت اللاعب محمد ناجي جدو إنه لاعب من طراز رفيع حيث حرص علي السيطرة علي الكرة‏,‏ وسددها بكل هدوء وثقة ليتأكد من أنها ستسكن الشباك في وقت قاتل ليفجر بركان الفرح والاحتفالات في مصر بكل شوارعها وقراها ونجوعها وكفورها‏,‏ لتتعالي الصيحات والهتافات من أسوان إلي الإسكندرية‏,‏ وهي تتغني باسم الأبطال أسياد إفريقيا‏,‏ بعد أن أعادوا البسمة والفرحة إلي كل ربوع مصر‏,‏ وكانوا دائما مصدر إلهام وسعادة لكل المصريين خارج الحدود في كل مكان بالعالم‏.‏

برقية تهنئة من مبارك للأبطال

بعث الرئيس حسني مبارك برقية تهنئة للمنتخب الوطني وجهازه الفني واتحاد الكرة هنئهم فيها بالإنجاز التاريخي الكبير للفريق بإحراز بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الثالثة علي التوالي وللمرة السابعة في تاريخه‏,‏ كما أهدي الرئيس هذا الإنجاز للشعب المصري‏.‏