اعتاد الباعة الجائلون على مراعاة أن تتناسب بضاعتهم مع المكان الذى يقفون فيه، هذا ما فطنت إليه سامية عبدالمجيد، التى تجلس أمام مستشفى الموظفين بالعجوزة، فقررت أن تضع بين الملابس التى تبيعها «شاش وقطن وجبيرة»، لتكون فرشتها مقصداً للمرضى الباحثين عن هذه الأدوات على عُجالة.
تبيع السيدة الأربعينية ملابس أطفال، وتخفى بداخلها الجبيرة والمعصم والرباط الضاغط، تجلس وعلى وجهها ابتسامة عريضة ليس لاستقبال الأمهات لشراء ملابس لأطفالهن فقط، وإنما المرضى أيضاً: «المستلزمات الطبية دى بالنسبة لى زى النوايا اللى تسند الزير، أنا عايشة على معاش 400 جنيه بس»، تبيع «سامية» الجبيرة بـ20 جنيهاً وكيس القطن بـ15 ورباط الضغط بـ20، وتحقق ربحاً لكونها تقف أمام مستشفى: «كنت قاعدة ببضاعة تانية محدش كان بيقرب لها، كنت ممكن أقعد باليومين من غير ما حد يشترى».
«سبوبة» وجد فيها هؤلاء الباعة منفعة لهم، لا يقل مكسبهم فى الحالة الواحدة عن 30 جنيهاً، مديحة يوسف، إحدى السيدات، تفاجأت عند إصابتها بكسر فى العظام من التعامل غير الآدمى من قبل المستشفى لها: «قالوا لى اطلعى اشترى الشاش والقطن والجبيرة والجبس من بره هتلاقيهم قدام المستشفى»، توقعت أن يكون من يقوم ببيعها محلاً أو صيدلية، ولكن أكثر ما أصابها بضيق هو أن هذه المستلزمات الطبية توجد مع الباعة على الرصيف: «أختى اتصدمت لما شافت الحاجات بتتباع من غير تعقيم وبشكل غير آدمى ولا صحى بالمرة».