.. ودخل الصيف بدري جدا في مصر وفى غير موعده، وارتفعت درجات الحرارة، فاتجه الناس إلى محال العصير ليرووا عطشهم، كوب من العصير المثلج أصبح يساوى الكثير بعد موجات ارتفاع الأسعار المتتالية، ليجد المواطنون أنفسهم تحت ضغط الحاجة مضطرين إلى طلب نصف كوب من العصير وأحياناً ربع كوب، بحسب ما ورد على لسان طه حسين، صاحب محل عصائر فى منطقة المعتمدية بالجيزة.
حكى البائع الشاب أنه فوجئ ببعض الأشخاص يطلبون، ودون تردد، نصف كوب من العصير وأحياناً ربع كوب فقط، لتقليل السعر المرتفع الذى لا يتوافق مع إمكانياتهم المادية: «بقالى 25 سنة ببيع عصاير، عمر ما دخل عليا زبون وقالى هات نص كوباية غير اليومين دول». يترحم «طه» على أيام زمان: «زمان كانت الدنيا حلوة، كان القصب بربع جنيه، ومن 7 سنين كانت الكوباية الكبيرة بنص جنيه، دلوقتى الدنيا غالية»، حاكياً: «مرة جالى زبون قالى اعملى كوباية عصير قصب بنص جنيه، فمليت له ربع الكوباية بس، هنعمل إيه!».
يحاول قدر الإمكان ألا يرفض طلبات زبائنه، وأن يساعد غير القادرين قدر استطاعته، مرة بتقليل سعر العصير وأخرى بتقليل الكمية: «الناس حالتها بقت صعبة قوى، وأنا قاعد فى الدكان بشوف خناقات كتير برة، بيتلككوا لبعض، فأنا أكيد مش همنع عنهم عصير، مش لازم يطلعلى مكسب بس المهم ماخسرش».