ناقش علماء مصر وخبراؤها في الخارج، في الجلسة السابعة من جلسات مؤتمر "مصر تستطيع بأبناء النيل"، المنعقد في مدينة الأقصر تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، تطبيقات تكنولوجيا الفضاء في المياه والزراعة. وعقدت الجلسة برئاسة الدكتور عمرو بدوي، وتحدث فيها اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والدكتور هشام العسكري أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد، والدكتور محمد محمود كبير مهندسي مركز تصميم المعماريات في مجموعة "هيتاتشي" اليابانية، والدكتورة إيمان غنيم أستاذ علوم الكرة الأرضية والبحار بجامعة نورث كارولينا الأمريكية. وأدار الجلسة الإعلامية خلود زهران.
وقال الدكتور هشام العسكري، خلال الجلسة، إن استخدام نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد ضرورة لإيجاد حلول لأزمات الزراعة والمياه، والإدارة السياسية لديها إرادة جادة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتابع:نحن نسعى لاستخدام تكنولوجيا حديثة لاتخاذ قرارات أفضل، ولا نستطيع الحديث عن المياه والزراعة والصحة والغذاء دون الحديث عن التغيرات المناخية التي لها تأثير كبير على كل هذه المجالات. وأضاف العسكري: "تقدمنا بمشروع لوكالة الفضاء الأوروبية لاستخدام تقنية الاستشعار عن بعد، وننتظر الخطوة النهائية لقبول المشروع الخاص باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد في مجالات الزراعة والمياه والطاقة وغيرها". وأشار العسكري إلى أن درجة الحرارة زادت على كوكب الأرض بـ1.05 درجة مئوية، كما أن هناك توقعات بارتفاع درجة الحرارة بـ7 درجات مئوية في نهاية القرن الحالي. واستطرد قائلاً إن "تغير المناخ يجب أن يكون الملف الأول على أجندة الدولة، فقد تأثرت أمريكا بحوالي 200 مليار دولار خسائر بسبب الأعاصير والفيضانات التي تحدث نتيجة خلل في العلاقة بين الأرض والغلاف الجوي والغلاف المائي.
وأوضح العسكري أن العالم كله يعاني من نقص في المياه وليس مصر فقط، إذ أن هناك توقعات بحدوث جفاف عالمي ولابد من ترشيد الاستهلاك، وقال إن "نهر النيل يمثل المصدر الرئيسي للمياه في مصر ويزودنا بـ92% من استهلاكنا".
من جانبها، قالت الدكتورة إيمان غنيم خلال الجلسة، إن "الرادار" يستخدم موجات طويلة تستطيع اختراق الأسطح الرملية أو الجليد وتعتمد مسافاته على نوع القنوات المستخدمة، موضحة أن صحراء شمال أفريقيا ومنها مصر يتجمع فيها السكان بمنطقة الوادي حول المياه، وأن قرار بناء مجتمعات عمرانية جديدة يستلزم إيجاد مصادر أخرى للمياه، وأن صحراء شمال أفريقيا كانت مزروعة ولكنها تعرضت للجفاف منذ أكثر من 4 آلاف سنة. وأشارت غنيم إلى أن الأقمار الاصطناعية رصدت احتمالية وجود مياه بمنطقة "ِشرق العوينات"، لذلك لابد من استخدام "الرادار" للبحث عن تجمعات المياه الجوفية قبل إنشاء المجتمعات السكنية في الصحراء.
وفي كلمته خلال الجلسة أيضًا، أعلن د.محمد محمود إبراهيم عن تصنيع أول حاسب مصري في شركة بنها للإلكترونيات التابعة لوزارة الإنتاج الحربي، حيث تم تصميمه وتنفيذ كل تصميماته وتجميع مكوناته وتصميم الدوائر المتكاملة الموضوعة على مصفوفة البوابات المبرمجة حقليًا له في مصر، مشيرًا إلى أن هذا نتاج تعاون بين الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء ممثلة في الدكتور أيمن محمود.
وقال د.محمد محمود إبراهيم إن تطبيقات الاستشعار تحتاج إمكانيات مثل الأقمار الاصطناعية حتى نستطيع استخدامها، معربًا عن سعادته بإنشاء وكالة الفضاء المصرية وأكد أنه إنجاز يحسب للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مضيفًا أن وكالة الفضاء المصرية هيئة عامة اقتصادية تهدف للربح.
وأوضح أن الاقتصاد القائم على المعرفة ينتج قيمة مضافة أعلى بكثير من الاقتصاد التقليدي والاستشعار عن بعد ويعتمد على انعكاس الموجات الكهرومغناطيسية. ولفت إلى أن هناك أقمارًا اصطناعية تقيس نسب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لمتابعة معدلات التغيرات المناخية، وأن مصر أطلقت أول قمر صناعي لها عام 2007 بالتعاون مع أوكرانيا وكان يضم 60 مهندسًا. واستطرد قائلاً إن هناك تكنولوجيات لا يتبادلها العالم مثل أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في الأقمار الصناعية، مشيرًا إلى أن التكنولوجيات الحرجة قائمة على معلومات متخصصة ليست متاحة بشكل عام.