وصلت اللاجئة السودانية نوسا سليمان إلى مصر قبل ثلاث سنوات، بعدما عانت من الصراع داخل بلادها، وكان لديها حلم واحد رأتها سلاحها الوحيد في مواجهة أزمتها، وهو الحصول على التعليم.

وعلى الرغم من السنوات التي عاشتها نوسا سليمان وسط إنعدام الأمن والصراع، قبل رحلة الهرب واللجوء إلى الجارة مصر، إلا أنها منذ وصولها حرصت على مواصلة التعليم، واستكملت دراستها في مدرسة حكومية بالقاهرة بدعم من مفوضة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وحلمها الآن متابعة دراستها الجامعية.

تقول نوسا سليمان لموقع "رويترز"، "إن السلاح الوحيد الذي يمكن الحصول عليه لمساعدة عائلتي هو التعليم"، وأكملت: "لا يمكنك فعل أي شيء أن كنت غير متعلم". 

تصميمها وإرادتها الواضحة خلف ابتسامتها الخجولة، تكشف إصرارها على تحمل المسئولية وتحدي أزمتها، حيث تقول: "أنا الأبنة الكبرى وعليا تحمل المسئولية"، وأكملت: "أهم شيء بالنسبة لي هو مواصلة تعليمي حتى أتمكن من مساعدة عائلتي"، وتابعت: "أتمنى أن أكون نموذجا يحتذى به".

فرت نوسا مع والدتها وأشقائها التسعة من السودان بعد أن فقدت والدهم خلال الحروب الأهلية هناك عام 2015، مؤكدة، غادرنا السودان تحت ظروف صعبة، وكنا نخشى الانفصال خلال الرحلة"، "وعندما وصلنا إلى القاهرة التحقنا بجمعية خيرية وبعد بضعة أيام، سجلنا أسمائنا لدى المفوضة، واستأجرنا منزل وبدأنا الذهاب إلى المدرسة".

يقول ممثل الوكالة في مصر كريم أتاسي: "التعليم جزء من ولاية المفوضية الأساسية في مجال الحماية". "نحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومة لتعميم جميع الأطفال اللاجئين في سن المدرسة في نظام التعليم العام".

تأمل نوسا أن تصبح معلمة وتساعد الآخرين أمثالها للعودة إلى ديارهم عندما تعود في نهاية المطاف إلى ديارهم.

"عندما أعود إلى السودان، أود مساعدة الناس الذين ليس لديهم أي أحد يدعمهم، لأنني واجهت نفس الوضع وأتمنى حقا أن لا يواجه أحد نفس المصاعب التي واجهتها".