"سري للغاية".. صفة التقرير الذي أرسل إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس الماضي، حول العمل القطري مع دول الغرب، لاسيما الولايات المتحدة وأوروبا من جهة، والتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "جماعة الإخوان "، والذي يعتبر صفعة جديدة في وجه الأمير القطري والتي تهدد مصيره في حكم قطر. 

رؤية سياسية

رأي سياسيو البيت الأبيض بحسب ما نقل موقع "عاجل" السعودي، أن أمريكا أمامها خياران في التعامل مع قطر إما تخلي الأمير القطري تميم بن حمد عن الحكم أو توقف قطر عن تمويل الإرهاب وقطع علاقتها مع إيران، وفقا لما جاء في التقرير السري عن مدى الازدواجية السياسية والأمنية، وكذلك الاقتصادية، التي تمارسها الدوحة في دعم الإرهاب.

6 ملايين دولار

أشارت التقارير إلى أنه خلال تولي هيلاري كلينتون حقيبة الخارجية الأمريكية، منحت الدوحة 6 ملايين دولار تحمل توقيع أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، لصندوق كلينتون أسماها القطريون حينئذ مساعدات، بالإضافة إلى شيك آخر بمليون دولار لكلينتون نفسه".

وفي عام 2011، وتزامنًا مع قدوم ما عرف بـ"الربيع العربي"، استقل أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني طائرته الخاصة، وسافر إلى نيويورك لحضور حفل عيد الميلاد الـ65 للرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ما اضطر وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الصمت على تمويل الموقعين على شيكات الهدايا للإرهاب.

نظام مصر 

أشارت هذه التقارير السرية إلى أن القطريين منحوا الإخوان في مصر، والميليشيات الجهادية في ليبيا، وعناصر المعارضة الإسلامية في البلدين أموالًا طائلة بشكل مباشر وغير مباشر، أدت جميعها إلى الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ونظيره الليبي معمر القذافي، كما ساهم الإعلام القطري في الإطاحة بالنظامين العربيين، والعمل على زعزعة استقرار الأنظمة الخليجية.

توطيد العلاقات

وحرصت قطر على توطيد علاقاتها بإيران ضد جيرانها من جهة، وضد جامعة الدول العربية من جهة أخرى، وذلك ما ظهر في أعقاب اتهامات الدول العربية لإيران بتمويل الإرهاب خلال مؤتمر الرياض الذي حضره ترامب، وبعدها أسرع أمير قطر تميم بن حمد إلى قصره، وأجرى اتصالًا هاتفيًا بنظيره الإيراني حسن روحاني، أكد فيه دفاعه المستميت عن الدولة الفارسية، خلال أعمال المؤتمر.

وثائق مسربة

استندت التقارير إلى الوثائق المسربة من الخارجية الأمريكية عام 2009، والتي جاء فيها أن قطر تلعب دورًا قياديًا في تمويل الإرهاب الدولي، كما استعرضت الوثائق علاقة القطريين بقادة التنظيمات الإرهابية في مختلف دول العالم، كما حرض النظام القطري ومول ومنح غطاءً سياسيًا لكافة المحافل الإرهابية في مختلف دول العالم.

تحذير

حذرت التقارير في الوقت نفسه من الاستهانة بعمليات القطريين التي يمارسونها منذ عشرات السنين، فهم يستخرجون من خزائنهم مليارات الدولارات للإرهابيين، ويستثمرون في المقابل مليارات أخرى في الدول الغربية عبر شراء كميات ضخمة من الأسلحة، لاستقطاب وترويض تلك الدول، وضمان مواقفها السياسة والعسكرية لصالح الدوحة.

واعتبرت التقارير أن ارتباط الجيش الأمريكي بقطر، أدى إلى إعلان وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أكثر من مرة، وأن العمليات التي تجريها الولايات المتحدة في القاعدة مستمرة، وتحمل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وعناصر عسكرية مقربة منه مهمة التعاطي مع القطريين.

تمويل الإخوان

مولت قطر بحسب التقرير العديد من المشروعات الأمريكية في الدوحة، معتبره ذلك جزءًا من "مصيدة العسل" العسكرية لواشنطن، بالإضافة إلى تمويل أنشطة المؤسسات الأكاديمية والبريطانية والكندية في الدوحة، وجاء ذلك وفقًا لهذه التقارير والتي أكدت أيضًا على أن قطر هي الممول الأكبر لمؤسسة "بروكينجر"، والتي تعتبر أكبر مؤسسة فكرية أمريكية ذات نفوذ سياسي وتتخذ من واشنطن مقرًا رئيسيًا لها.

كما كشفت التقارير عن عددًا من الشخصيات الأمريكية الذين شاركوا في إدارة هذه المؤسسة في فترة حكم أوباما، من بينهم اليهودي الأمريكي "مارتن إيندك"، المسئول عن إدارة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والذي شغل لفترتين منصب سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، كما أنه ترأس إلى جانب مؤسسة بروكينجز مركز "سابان"، وهو مركز أبحاث أمريكي متخصص في دراسات الشرق الأوسط، والذي أسسه وموله رجل الأعمال اليهودي الأمريكي المولود في مدينة الإسكندرية بمصر "حاييم سابان".

إسقاط مبارك

ووفقًا للتحالف الغير معلن الذي قام به أوباما عام 2011 مع القطريين ضد السعودية ومصر، ومعظم من وصفتهم التقارير بحلفاء الولايات المتحدة، والذي أوضح هدف أوباما أثناء حكمه في تغيير هؤلاء الحلفاء عبر إستراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة، وهى تغيير التحالفات التقليدية بنظيرتها الجديدة مع إيران.

وخرجت بوادر تحالف أوباما مع القطريين إلى العلن، حينما أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية في حينه هيلاري كلينتون، بشهادتها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، وأشادت فيها بقناة "الجزيرة"، وما وصفته بـ"دورها المحوري" في إسقاط مبارك خلال الاضطرابات التي شهدتها مصر عام 2011، مشيره إلى نجاح الجزيرة في تغيير أفكار وآراء عدد كبير من المواطنين العرب.