دعا المجلس القومي لحقوق الإنسان إلي الضرب بيد من حديد علي كل ما من شأنه تهديد الوحدة الوطنية من تعصب ديني وجنوح طائفي‏,‏ ومعالجة الجرائم الحالية علي وجه السرعة بأسلوب رادع‏,‏ للحد من استياء الأقباط نتيجة ضعف الردع في جرائم سابقة‏.‏

كما دعا المجلس ـ في توصياته بشأن معالجة الآثار الناجمة عن أحداث نجع حمادي ـ إلي ضرورة الإسراع بإصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة‏,‏ وإجراء دراسة اجتماعية واقتصادية متعمقة للأسباب الكامنة التي أدت إلي تكرار الحوادث الطائفية في العقود الأخيرة‏.‏

صرح بذلك الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان‏,‏ وأضاف أن المجلس سوف يرفع تقريرا متكاملا لرئيس الجمهورية‏,‏ يتضمن توصياته ومقترحاته لعلاج مشكلة التوتر الديني والطائفي في مصر بصورة جذرية‏,‏ وذلك في ضوء ما توصلت إليه لجنتا تقصي الحقائق اللتان أرسلهما المجلس للتحقيق في الأحداث التي وقعت أخيرا في نجع حمادي بمحافظة قنا‏.‏

وأكد كل من الدكتور بطرس غالي رئيس المجلس ونائبه الدكتور أحمد كمال أبوالمجد في حوارين لــ الأهرام أن مصر قادرة علي حل مشكلاتها الداخلية‏,‏ وإنهاء حالة التوتر الطائفي‏,‏ حفاظا علي النسيج الوطني‏,‏ واتخاذ خطوات عاجلة لردع أي تهديد للوحدة الوطنية‏,‏ ونبذ مشاعر التعصب والعنف والكراهية‏.‏ وأوضح أن التقرير الذي سيقدم للرئيس مبارك سيتضمن مقترحات شاملة للوصول إلي حلول جذرية للإشكاليات التي تواجه قضية المواطنة‏,‏ ومشاركة مؤسسات الدولة في صياغتها لتجاوز أسلوب الحلول الجزئية‏.‏

وأشار إلي أن الاجتماع المقبل للمجلس الدولي لحقوق الإنسان ـ الذي سوف يعقد في جنيف يوم الرابع من فبراير المقبل ـ سيتطرق إلي الأحداث التي وقعت في نجع حمادي‏,‏ حيث من المقرر أن تعرض مصر ملفها فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان خلال الدورة الحالية التي تستمر ثلاثة أسابيع‏.‏

وقد كشف مجلس حقوق الإنسان أمس عن توصياته بشأن أحداث نجع حمادي في تقرير تضمن‏20‏ توصية‏,‏ من بينها ضرورة البحث وملاحقة من يكونون وراء هذه الأحداث المتكررة‏,‏ والنص علي عقاب أي مسئول يثبت ارتكابه جريمة التمييز‏,‏ وتأكيد الصفة المدنية للدولة القائمة علي مبدأ المواطنة‏,‏ والكف عن البرامج الإعلامية التي تحض علي تديين الدولة‏,‏ ومواجهة ما يروج من كتب تنطوي علي تعميق جذور الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد‏.‏

كما طالبت التوصيات بضرورة الرقابة علي المناهج الدراسية‏,‏ وعلي أسلوب المدرس‏,‏ وتأكيد أن الوطن ليس حكرا علي دين دون آخر‏.‏

ودعت التوصيات إلي تطبيق قاعدة مساءلة المسئولين في مواقع الأحداث الذين يثبت تقصيرهم في حماية المواطنين‏,‏ والعمل علي تولي أفضل القيادات والكوادر من ذوي الخبرات مسئولية المناطق الحساسة‏,‏ للتعامل بكفاءة مع مثل هذه الأحداث‏.‏

وطالبت التوصيات كذلك بحماية حرية الاعتقاد‏,‏ وحرية إقامة الشعائر الدينية وممارستها‏,‏ وإجراء تعديلات قانونية لترجمة مبدأ المواطنة والمساواة‏,‏ وعدم التمييز في تشريعات جديدة مكملة للدستور‏.‏