"محدش يركب الأسانسير فيه عطل"، بهذه الكلمات حذر عامل مصعد مستشفى بنها الجامعي الذي سقط الثلاثاء الماضي، أهالي وذوي المرضى المتواجدين بالدور السادس، وفق ما أكد شهود عيان ، مشيرين إلى أنه سارع بالنزول للدور الأرضي محاولا غلقه وإيقافه عن العمل، إلا أن الضحايا في الدور السابع كانوا استدعوه –دون أن يعرفوا المشكلة-، وما إن دخلوا الأسانسير حتى سقط بهم.
كان 8 أشخاص بينهم 5 من أسرة واحدة، لقوا مصرعهم إثر سقوط أسانسير المستشفى من الدور السابع الثلاثاء الماضي. وتواجد "مصراوي" داخل المستشفى بعد 24 ساعة من الحادث لسماع روايات المرضى وشهود العيان.
في الطابق الأرضي من المبنى، كان " محسن ع." عامل، منهمكاً في تنظيف الطرقات. "في الدور السابع اطلع على السلم، الاسانسير وقع امبارح"، قالها ردا عن استفسارنا عن مكان قسم العظام بالمستشفى، رافضاً الحديث عن الحادث.
تحركنا على السلالم، وفي صعودنا سألنا المواطنين في كل دور عن شهادتهم عن الواقعة، وفي الطابق السادس رد عدد من مرافقي المرضى على سؤالنا قائلين: "عايزين نقول شهادتنا عامل الأسانسير بريء، ملهوش ذنب في حاجة".
وتابع سعد زغلول: "أنا حاولت ركوب المصعد قبل سقوطه بدقائق إلا أن العامل رفض قائلا: محدش يركب الأسانسير فيه عطل".
وأضاف: المصعد اهتز بشدة أثناء وجود عامل الأسانسير وآخر يجر "ترولي" بداخله، فخرج العاملان هنا في الدور السادس وقالا "الأسانسير اترعش محدش يركب".
وبحسب شهادات المواطنين، صرخ عامل الأسانسير طالبا من المواطنين عدم الركوب فيه، وسارع بالنزول إلى الطابق الأرضي لغلق الباب وإيقاف المصعد عن العمل، يقول الشاهد: "إدّاله أمر بالهبوط للدور الأرضي، لكن الأسانسير بدلا من الهبوط صعد للطابق السابع، فسارع العامل الثاني بالصعود لمنع الأهالي من الركوب إلا أنه لم يلحق بهم."
تلتقط مريضة محتجزة بالمستشفى خيط الحديث، وتقول: "عامل الأسانسير نزل يقفل الأسانسير، والعامل التاني لقاه اتسحب لفوق فطلع جري يقولهم ما يركبوش، لكن يا دوب هو طلع والأسانسير وقع".
كريم، شاهد عيان آخر تحدث لمصراوي، قال -طالبا عدم نشر اسمه الثاني-، إنهم سمعوا صوت ارتطام شديد ظنوا في البداية أنه انفجار، "كان صوت هبده رج المبنى بالكامل. تخيلنا إنه فاضي، ولما نزلنا لقينا 4 ميتين والباقي في العناية."
صعدنا إلى الطابق السابع حيث بداية المأساة. وقال لنا الأهالي إن المرضى من أقارب ضحايا سقوط المصعد غادروا عدا حالة واحدة أجريت لها عملية جراحية، وهي الآن في غرفة العناية المركزة. ولم يسمح أقاربها لنا بلقائها لأنهم لم يبلغوها بالحادث "متعرفش إن أسرتها ماتت في الحادثة".
تقرير الإدارة العامة للسلامة والصحة المهنية بوزارة القوى العاملة، أكد أن الإدارة المختصة بمديرية القوى العاملة بالقليوبية سبق أن فتشت على المستشفى، وحررت محضر سلامة وصحة مهنية ضده تضمن عدم وجود أي تقارير فحص أو صيانة دورية للمصاعد.
ووفقا للتقرير، نتج الحادث عن قطع في سلك المصعد أثناء توقفه عند الطابق السابع ما ترتب عليه سقوطه إلى الدور الأرضي.
كان وزير القوى العاملة، محمد سعفان، أصدر تعليمات فورية لإدارة السلامة والصحة المهنية بمجرد علمه بالحادث بموافاته بتقرير عن ظروف وملابسات أسباب الحادث، وآخر تفتيش قامت به مديرية القوي العاملة بالقليوبية على المستشفى.
وأمر رئيس جامعة بنها بتشكيل لجنة موسعة لمعرفة أسباب الحادث، واتخاذ ما تراه اللجنة من إجراءات، وتحديد المسؤولين عن وقوع الحادث.
وقرر اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، صرف عشرة آلاف جنيه، لأسرة كل متوفى، و5 آلاف جنيه لأسرة كل مُصاب.