شدد المشير عمر البشير، رئيس الجمهورية، على أن الدولة ستتعامل بصرامة مع مخالفات بعض المصارف والشركات في حصائل الصادرات، مؤكداً قدرة الدولة على ملاحقة كل المضاربين في الداخل والخارج، مستدركا أن ذلك سيتم بعد ترتيب وسائل تدفقات تحويلات المغتربين عبر الطرق الشرعية، وبحوافز توفر لهم البديل المقنع. في وقت توقع فيه تراجع الدولار بشكل كبير أمام الجنيه أَثناء الفترة المقبلة، بعد قرارات البنك المركزي الأخيرة وما سيتبعها من قرارات.
وحول العلاقة مع مصر، قال البشير في تصريحات محدودة على متن الطائرة الرئاسية في طريق عودته من أديس أبابا، أمس، إن السودان يفتح صدره لكل شقيق يحترم سيادة البلاد، ويعترف بحقه في رعاية مصالحه دون المساس بمصالح الآخرين. وقال إن السودان ليس حريصاً على تدهور علاقته مرة أخرى مع مصر، ومستعد للتعاون معها لأقصى الحدود، مع الاحتفاظ بحقه في استخدام كافة الوسائل التي تحمي مصالحه بما في ذلك إغلاق الحدود إن دعا الحال.
وأضاف البشير أن الحكومة ستضغط بشدة ودون تهاون لإعادة كل حصائل الصادر إلى بنك السودان المركزي، وتابع: “نحن ضاغطين البنوك والمصدرين، القروش الأكلوها دي يجبوها راجعة”، لافتاً إلى أن الحكومة لمحاصرة التلاعب في عائدات الصادر لن تسمح بإدخال أي مبالغ من العملات الأجنبية إلا عبر بنك السودان والقنوات الرسمية. وقال: “أي سلعة يتم تصديرها لابد من دخول عائدها عبر بنك السودان”.
وعزا ارتفاع أسعار الدولار إلى تداول العملات الأجنبية خارج القطاع المصرفي، مشيراً إلى أن العملات الأجنبية المتوفرة بالبلاد كافية، مدللاً على ذلك بأن توفر جميع السلع بالأسواق يؤكد وجود العملات الأجنبية، وتوقع أن تؤدي إجراءات البنك المركزي بشأن حصائل الصادر ومنع تهريب الذهب وتنظيم تحويلات المغتربين، إلى تراجع كبير في أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه.
وأكد الرئيس أن الحكومة لن تتهاون مع أي مدير بنك أو فرع أو موظف، لن يعيد عائدات الصادر، كاشفاً عن أن من يعملون في العملة بالخارج، سيتم تحريك إجراءات قانونية ضدهم بتهم الإرهاب وتخريب الاقتصاد.
وقال البشير إن الحكومة ستفعِّل أَثناء المرحلة المقبلة قانون الثراء الحرام، مشيراً إلى مخاطبة الحكومة للمصارف بهذا الخصوص، لعلاقة الموضوع بالأمن القومي. وكشف عن سحب عميل واحد لـ(90) مليار جنيه من أحد المصارف دون تحديد مصدر المال وأوجه صرفه، فضلاً عن وجود الكثيرين الذين يملكون ملايين الجنيهات ولا توجد لديهم رخص تجارية أو مستندات رسمية تبرر الثروات الطائلة.
وفي سياق آخر، أعلن البشير عن تعرض القطن المحور وراثياً لحملة من جهتين، إحداهما معادية لا تريد أن تُحل مشكلة السودان، والثانية بعض الشركات التي تستورد المبيدات، لافتاً إلى أن القطن التقليدي كان يحتاج للرش خمس مرات بالمبيد لمحاربة الآفات، فيما يحتاج القطن المحور لرشة واحدة كحد أقصى، لأنه مقاوم للآفات، وقال إن متوسط إنتاج الفدان من القطن القديم كان لا يتجاوز الـ(4.5) قنطار، فيما يبلغ إنتاج الفدان من المحور وراثياً (12 ـ 14) قنطاراً، وفي بعض المناطق تجاوز إنتاج الفدان (20) قنطاراً.