أعلنت الحركة المدنية التى تضم 7 أحزاب و150 شخصية عامة، عن مقاطعتها للانتخابات الرئاسية المقبلة ودعت كافة المصريين إلى الاستجابة لحملة «خليك فى البيت» وعدم المشاركة فيما وصفته بـ«المسرحية الانتخابية الهزلية»، خلال المؤتمر الصحفى للحركة، أمس.
وقال حمدين صباحى، المرشح الرئاسى السابق، أحد مؤسسى الحركة: «أى مصرى حريص على التحول الديمقراطى عليه أن يتمسك بحقه فى عدم المشاركة فى مهزلة الانتخابات، فلا ضمانات ولا مرشحين ولا حريات يبقى مافيش انتخابات».
وأكد «صباحى» أن الحركة رفعت شعار «خليك فى البيت» على أن تتبعها خطوات تدعو المصريين إلى مقاطعة الانتخابات، وأنه لا يجب المشاركة فيما تريده السلطة من «تزوير لإرادة كل المصريين عبر انتخابات هزلية»، مشددا على أن النظام يتحمل المسؤولية كاملة فيما وصلت إليه الأوضاع السياسية نتيجة «تعسفه وغطرسته وانفراده بالرأى الخطأ»، مؤكدا أن «يد الحركة الوطنية مفتوحة لكل وطنى للوقوف امام السبب الرئيسى لكل ما تعانيه مصر الآن وهو الحكم الفردى المطلق الذى يحتقر الدستور ويضرب به عرض الحائط».
ولفت إلى أن «النظام نال من أى شخص حاول المشاركة فى الحياة السياسية سواء بالتشويه فى وسائل الإعلام أو الحبس أو تلفيق قضايا إلا أنه وصلت به الفجاجة للانتخابات الرئاسية والتحكم فى مقدماتها ونتائجها وتشويه الإعلام لأى منافس محتمل وإجبار توقيع استمارات حملات تزكية، وجاء اختيار مرشح منافس يجمل صورة النظام ليكمل الصورة السلبية لانتخابات تخلو من أى شكل للانتخابات».
وتابع: لم نعد أمام انتخابات منقوصة الضمانات فقط، لكننا بصدد مصادرة لحق المصريين فى اختيار رئيسهم ولن نشارك فى ذلك، وندعو المصريين المشاركة فى رفض الانتخابات جملة وتفصيلا.
وقال يحيى حسين، المتحدث الرسمى للحركة: خطوات المقاطعة لن تقتصر على حملة «خليك فى البيت» لكن هناك فعاليات أخرى فى المحافظات، ويد الحركة مفتوحة لجميع الأحزاب والقوى المدنية، لكن الأحزاب المؤيدة للنظام لن يتم التعامل معها باعتبارها جزءا من المشكلة.
وقال الدكتور عبدالجليل مصطفى، القيادى بالحركة، إن «هذه الانتخابات تفرغ منهجيا من كل عوامل نزاهتها وجديتها وتمت فبركتها بحيث يصعب على الناس من خلالها اختيار من يريدون والشعب لن يقبل بهذا».
وقال جورج إسحاق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان: «لا نرى إلا مشهدا عبثيا لا يليق بمصر و25 يناير وشهداء الثورة»، واصفا الانتخابات المقبلة بالخرق البين للدستور وهو ما لا يمكن أن يقبل به الشعب، مضيفا: «هى مهزلة انتخابية بداية من الهيئة الوطنية التى لم تستمع للخروقات، إضافة لاستجلاب مرشح منافس».
ووصف مدحت الزاهد، القيادى بالحركة، مشهد البحث عن منافس للرئيس من أنصاره بالعبثى والمخجل وقال: «سبق وحذرنا من قبل لأننا فى ظل تجريف تام للمشهد السياسى وتتويج لسياسة الصوت الواحد، واليوم يتحمل النظام مسؤولية أفعاله بشكل هزلى للانتخابات وهو ما يمثل ضررا كبيرا على الدولة ومؤسساتها، وعندما تغلق منافذ التعبير الشرعى الديمقراطى لا يمكن استبعاد أن يعاد مشهد ما قبل 25 يناير وهذا السكون لن يدوم».
وقال فريد زهران، القيادى بالحركة: «إن النظام لديه إصرار على تشويه مظهر مصر فى الخارج وتهديد الأمن والاستقرار فى ظل ممارسات ستؤدى إلى نتائج واحدة، فالاستبداد يؤدى إلى انفجارات ويتحمل النظام مسؤولية ذلك وعليه أن يغير سياساته ويراجع نفسه».
وقال خالد داوود، رئيس حزب الدستور، إن الأمر تم بهندسة واضحة بداية من إعلان الجدول الزمنى للانتخابات وفتح باب الترشح والوقوف أمام أى مرشح أعلن نيته المشاركة، والتأخير فى اعتماد قوانين الانتخابات وإنهاء إجراءات انتخاب الرئيس قبلها بـ3شهور وحملات التشويه لأى مرشح منافس. وأكد أن أى اتهامات من النظام بعدم وجود معارضة فإنه «هو السبب فى ذلك بعدما أغلق كل منابر الحياة السياسية» وقال: »مستمرون فى توحيد التيار المدنى وندرك أن الشعب سيقاطع الانتخابات من تلقاء نفسه».
في المقابل انتقد محمد منظور، المنسق العام لحملة «كلنا معاك من أجل مصر» الداعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي المرشح الرئاسي في الانتخابات المقبلة، دعوات مقاطعة الانتخابات، وقال «منظور» لـ«المصري اليوم»: المواطن المصري يعرف مصلحته وليس في حاجة إلى وصاية من أحد، ولديه القدرة على الاختيار في دولة ديمقراطية نعيش بها».
وأضاف: «الرئيس السيسي دعا بنفسه للمشاركة في الانتخابات وقال انتخبوني أو انتخبوا غيري، المقاطعة غير إيجابية وستؤثر على صورة مصر، ولا أعرف لمصلحة من يريدون المقاطعة، هل يريدون هدم البلد».
وتابع «منظور»: «لو مصر بها قمع لما استطاع المشاركون بمؤتمر اليوم تنظيم مؤتمر يدعو الناس لمقاطعة الانتخابات دون أن يتعرض له أحد، ولن يستطيع أحد إجبار المواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات، والشعب وحده هو من سيقول رأيه وسيحدد مصيره دون وصاية أو توجيه»، واعتبر أن المواطنين سيذهبون إلى الصناديق دون الحاجة لعمل حملة مضادة لدعوة الناس للمشاركة، حسب قوله.
وفي نفس السياق قال إبراهيم الشهابي، مدير مركز الجبل للدراسات السياسية، إن «دعوات المقاطعة امتداد لأخطاء التيار المدني الذي فضل المقاطعة بدلا من الدفع بمرشح يدعمه ويقف خلفه، وهذه الدعوات تزيد من عزلة هذا التيار عن الناس».
وأضاف: «المقاطعة خيار سهل ودليل على ضعف تواجد هذه القوى بين الناس، وليس لها وزن بالشارع، وعدم قدرتها على الحشد والتواصل، وهذا الخيار غير مقنع للشارع».
وتابع: «ربما نشهد في هذه الانتخابات ضعفًا في الإقبال لكن ليس بالضرورة أن يكون سبب ذلك هو دعوات المقاطعة، ولكن سيكون السبب الحقيقي هو ضعف المنافسة في الانتخابات وحسم السيسي لها بسهولة، ويجب الانتباه لهذا الأمر».
وقال «الشهابي»: «تاريخيًا لم تنجح أي دعوات للمقاطعة، الناس ربما ينزلون للتظاهر لكنهم لا يقاطعون، وهذا ما تعلمناه من كل التجارب بالسابقة».
واختتم: «يجب أن تكون هناك حملات توعية لحث الجماهير على المشاركة في الانتخابات، وهذا الدور يجب أن تقوم به الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وكل القوى المدنية الحقيقية».