يبرز أمل جديد في النزاع الدبلوماسي الذي طال أمده حول سد النهضة، الذي تقوم إثيوبيا ببنائه على نهر النيل، الذي تعتبره القاهرة تهديدا وجوديا، بعد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلماريام ديسالين حيث أعربا يوم الخميس الماضي عن رفضهما لأي "صراع" حول تقاسم مياه النيل، وفقا لتقرير نشرته صحيفة « جولف نيوز».
وأبرزت الصحيفة الإماراتية في تقريرها المنشور اليوم السبت كلمة الرئيس السيسي والتي أكد فيها زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي كانت علامة واضحة لشعبينا والعالم بأسره على إرادتنا السياسية وتصميمنا على التغلب على كل العقبات بين البلدين.
وقال :«إن النيل يجب أن يكون مصدرا للتلاحم.. والتنمية وليس للصراع» .
وعلقت الصحيفة أن إثيوبيا تقوم ببناء سد مثير للجدل أثار المخاوف لدى مصر بشأن امدادات المياه.
وأشارت في هذا النحو إلى ما قاله رئيس الوزراء الاثيوبي فى المؤتمر الصحفى مشترك مع الرئيس السيسي: "اتفقنا على ضرورة ان نتأكد من أن هذا النهر العظيم لن يصبح ابدا هدفا للمنافسة وعدم الثقة والنزاع».
وقال السيسي، إن إثيوبيا لا تهدف إلى الإضرار بمصالح مصر، مع التأكيد مجددا على دعوة القاهرة للبنك الدولي للعمل كمحاور محايد بين البلدين حول القضايا الفنية المتعلقة بالنيل.
وأضافت الصحيفة أن مصر تعتمد تقريبا على النيل للري ومياه الشرب، ولديها "حقوق تاريخية" للنهر، التي تضمنها معاهدتي 1929 و 1959.
واشارت الى ان مشروع سد النهضة الكبير على النيل الأزرق، الذي أطلق في عام 2012، بتغذية مشروع كهرومائي لإنتاج 6000 ميغاوات من الطاقة، أي ما يعادل ست محطات تعمل بالطاقة النووية. تتلاقى روافد النيل الأزرق والأبيض في العاصمة السودانية الخرطوم، ومن هناك تمتد شمالا عبر مصر إلى البحر الأبيض المتوسط.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، بدا الوضع وكأنه على وشك الغليان بسبب الموقف السوداني والذي تحول على مستوى قضية سد النهضة، وفقا لما تناوله تقرير الصحيفة الاماراتية.
وقال ستيفن كوك، وهو خبير في شئون شمال أفريقيا والشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، «إن التوترات كانت كبيرة وحقيقية وأعلى مما كانت عليه».
وأضاف «وبدت الأمور وكانها تتأرجح».
وقد عزز النزاع الأوسع تجميد المحادثات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول كيفية إدارة تأثير السد، حتى مع مرور الوقت.
وفي هذه الاثناء، اكتمل السد أكثر من 60 في المائة، ويمكن لإثيوبيا أن تبدأ في ملء الخزان في وقت مبكر من هذا الصيف، مما يترك وقتا ضئيلا لإيجاد حلول عملية.
وقالت آنا كاسكو، خبيرة السد في معهد ستوكهولم الدولي للمياه: «ينبغي أن يكون ذلك بمثابة دعوة للاستيقاظ السياسي لاتخاذ إجراءات فورية لاتخاذ قرار مشترك بشأن مسألة التعبئة، لأن عام 2019 سيكون عاما حاسما».
وتستعرض الصحيفة ازمةسد النهضة قائلة: قد كتب على نطاق واسع حول هذا الموضوع، وكان سد على رأس النيل الأزرق في المرتفعات الإثيوبية حلما منذ 1960، ولكن في عام 2011 فقط عندما هزت ثورات الربيع العربي دول المنطقة العربية قررت إثيوبيا من جانب واحد البدء بالعمل على سد النهضة الإثيوبي الكبير، وهو أكبر مشروع كهرمائي في أفريقيا، ومنذ ذلك الحين، كانت مصر قلقة بشان الآثار المحتملة.
واضافت: يدفع السد، وهو مشروع ضخم للطاقة على رأس النيل الأزرق، بتلبية حاجة إثيوبيا المتزايدة بسرعة إلى مزيد من الكهرباء، إلى تدفق مياه نهرية خلف جدرانها الإسمنتية لمدة عام، واعتمادا على السرعة التي تملأ بها إثيوبيا السد، يمكن الحد من تدفقات المصب إلى مصر، وهو ما يشكل خطرا محتملا على بلد يعتمد على الزراعة ويواجه بالفعل نقصا حادا في المياه. ويمكن لإثيوبيا أن تختار ملء السد ببطء على مدى فترة تصل إلى 15 عاما، ما يقلل من أي آثار في اتجاه النهر إلى أدنى حد، على الرغم من أنه سيؤخر فوائد السد، وهو ما كان قد أدى إلى حالة الطوارئ لمدة 10 أشهر، على الأرجح لا يمكن أن تنتظر ذلك لفترة طويلة.