كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، أن نحو 12 ألفاً من قوات الأمن أصيبوا في هجمات إرهابية منذ منتصف العام 2014، غداة تأكيده أنه كان على علم بالمؤامرات كافة التي دبّرها من وصفهم بـ «الأشرار» الذين حاولوا إسقاط بلاده عندما كان مديراً للاستخبارات خلال العامين 2010 و2011 بالتزامن مع ثورة 25 يناير.

وفي كلمة له أمس في اليوم الثالث والأخير من الحلقة النقاشية لمؤتمر «حكاية وطن» في إطار «كشف حساب» عن فترة رئاسته خلال السنوات الأربع الماضية، أوصى السيسي المصريين بالحفاظ على بلدهم قائلاً: «يومين وهمشي، هروح عند ربنا... عينكو على بلدكو... أوعا بلدكو تروح منكو خلو بالكو منها». 

وفي إطار حديثه عن الحرب المفتوحة التي تخوضها مصر ضد الإرهاب، قال السيسي: «بقى لنا ثلاث سنوات ونصف بنقاتل... عدد المصابين أكتر من 12000 إلى 13000»، مضيفاً ان من بين المصابين «اللي فقد جزءا من جسمه واللي عينه... كل دا جرح في جسم مصر».

وتعهد الرئيس المصري مجدداً بدحر الإرهاب من شمال سيناء، مشيراً إلى أن السلطات اضطرت لإزالة مزارع حول

مطار العريش لتأمينه بعد هجوم استهدفه استشهد فيه ضابط وأصيب اثنان في ديسمبر الماضي. ووقع الهجوم فيما كان وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار يتفقدان الحالة الأمنية في العريش.

وقال السيسي: «لازم مطار العريش (المغلق منذ سنوات) يرجع... خدنا قرار باستخدام عنف شديد خلال المرحلة القادمة... سنستخدم قوة غاشمة حقيقية... سنبقى غاشمين قوي في استخدامنا للقوة».

لكنه شدد على أن إزالة الزراعات واستخدام القوة ليس موجها إلى السكان، مشيراً إلى أن الحكومة تنفق أموالاً طائلة على التنمية في شمال سيناء.

وتحدث عن المرحلة التي أعقبت فض اعتصامي رابعة والنهضة العام 2013، قائلاً: «في أعقاب رابعة والنهضة رأينا رد الفعل الدولي، وافتكروا الموقف الشريف والعظيم للسعودية، وافتكروا يامصريين... فالآخرين حينها كانوا مستعدين للمظلومية عشان يقولوا إن هناك 3 و 4 آلاف ماتوا (من جماعة الإخوان)، والقنوات قامت بالدور، ومؤسسات الدولة كانت في وضع صعب ولم تستطيع القيام بمجابهة هذا، وربما كان هناك إجراءات عقابية من مجلس الأمن،  لكن وقف (خادم الحرمين الراحل) الملك عبد الله رحمه الله، ليقول في بيانه، إن أي مساس بمصر فالمملكة سيكون لها رد فعل، مش أي حد يقدر يعمل كدا ومش أي حد يقدر يقف قدام دول كبرى يقول كدا، ويرسل الامير سعود الفيصل الى باريس، ويبدأ الدعم الحقيقي الخارجي لمصر».

وكان السيسي كشف في كلمته، مساء أول من أمس، أنه كان على علم بالمؤامرات كافة التي دبّرها من وصفهم بـ «الأشرار» الذين حاولوا إسقاط بلاده عندما كان مديراً للاستخبارات خلال العامين 2010 و2011 بالتزامن مع ثورة 25 يناير.

وقال إنه «ليس بتظاهرتين ومحاصرة مبنى البرلمان ومجلس الوزراء يمكن إسقاط مصر»، مضيفاً أنه كان مديراً للاستخبارات في العام 2010 و2011 ويعلم جيداً ما كان يُحاك بمصر وماذا جرى وقتها.

ولفت إلى أنه كان لديه علم بالمؤامرات كافة التي دُبّرت، وما كان يفعله بعض «الأشرار» الذين حاولوا إسقاط الدولة المصرية، مستشهداً بـ «اتنين (اثنان) كانوا بيتعشوا بخمسين مليون دولار، وعايزين يوقعوا مصر».

وأكد أن «هناك شرفاء يسعون للتغيير للأفضل، لكن كان هناك أشرار يستهدفون إسقاط الدولة، وهو ما لن يسمح به مرة أخرى»، مشدداً على أنه مسؤول أمام الله وأمام المصريين عن حماية مصر من السقوط مجدداً.

ووجه السيسي كلامه إلى المصريين قائلاً «لم تكن مصر لتنجو من خطورة المشهد في المنطقة (المتوترة)، لكنها نجت بكرم من الله مش بجيش ولا بشرطة ولا حد تاني، وربنا قال لا... مصر مش هتقع».

وفي إشارة إلى تراجع السياحة، قال السيسي: «فقدنا خلال السبع سنوات الماضية ما بين 80 إلى 90 مليار دولار كنا في أمس الحاجة ليهم»، مؤكداً أنه «كي يكون لدينا سياحة لازم يبقى في أمن قوي جداً».

وتعليقاً على الوضع الاقتصادي إبان توليه السلطة، قال السيسي إنه تم استقدام مكتب استشاري لدراسة الوضع في العام 2013، وظلت الدراسة 6 أشهر، وخلصت إلى أن الدولة ستواجه فجوة اقتصادية مقدارها 18 مليار دولار لمدة خمس سنوات.

وأوضح أن المطالبة بنحو 90 مليار دولار خلال 4 سنوات من الدول الداعمة كان أمراً صعباً للغاية، معتبراً أنه «لولا وقوف أشقائنا بجانبنا في 30 يونيو (2013 بعد عزل الرئيس محمد مرسي) لأصبحنا في مكان آخر، ولذلك كل التقدير والاحترام والتحية لهم».

وأضاف: «يا ترى يا مصريين لو ده محصلش كنتم هتستحملوا النتائج، لولا هذه الوقفة التي لا يجب أن ننساها مكنش ممكن نعيش في ظل العمليات الإرهابية التي كانت في مصر، ومحدش يقدر يستمر في تحويل 20 مليار لمصر، وإحنا المفروض لا نعيش على كده»، في إشارة إلى مساعدات قدمتها السعودية والإمارات والكويت لمصر.

وأكد وجود إرادة سياسية من الدولة لمكافحة الفساد والقضاء عليه «واللي هيغلط هيتحاسب مهما كانت سلطته، حتى لو أنا، مفيش موضوع بيتم تجنبه كله بالقانون، ومفيش دولة فيها 100 مليون مفيهاش فساد»، مضيفاً «تم اتخاذ قرارات صعبة وإما أن نتحملها وإما نمشي... ولو لم يكن المصريون تحملوا هذا الأمر، كان قرارنا أننا سنرحل، ونجري انتخابات رئاسية مبكرة، ويأتي شخص آخر ربما يكون أكثر خبرة وقدرة منا، وربنا يوفقه يحمي البلد».

من جهته، أعلن محافظ البنك المركزي المصري طارق عامر أن بلاده سددت التزامات خارجية بنحو 40 مليار دولار خلال عامين.

وقال في كلمة خلال المؤتمر إن مصر «استهلكت» 500 مليار دولار خلال السنوات السبع الماضية، فيما «تلقت مساعدات من الخارج بقيمة 30 مليار دولار».