تشهد الإسكندرية منذ مطلع العام الجديد حالة من زخم الأحداث المأسوية التي وقعت في المدينة الساحلية خلال أول أسبوعين من شهر يناير الجاري، الأمر الذي دفع بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر عبارات ساخرة من كثرة الحوادث سواء كانت اعتيادية على مسامع البعض أو غريبة على آخرين. انتهاء ليلة رأس السنة بسلام كان أهم ما شغل بال أبناء الإسكندرية، الذين حفرت في أذهانهم ذكرى تفجير كنيسة القديسين قبل 7 أعوام، لا سيما مع ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية التي شهدها العام الماضي، إلا أن أبناء الإسكندرية لم يدركوا أن الليلة التي انتهت بهدوء سيخلف القدر ورائها مجموعة من الأحداث المحزنة بعضها بفعل الطبيعة والآخر بالإهمال البشري. 5 وفيات ونحو 6 إصابات كانت حصيلة 11 حادثًا متفرقًا بالإسكندرية على مدار 11 يومًا، بدأت بحادث غريق كوبري ستانلي محمد حسن، الطالب بكلية التجارة، ثاني أيام العام الجديد، والذي شغلت قصته الرأي العام طوال فترة البحث عنه التي امتدت 7 أيام، حتى أسدل الستار على القصة بعد أن أثبتت نتيجة تحليل الحمض النووي أن الجثة المنتشلة للغريق نفسه بعدما شكك والديه بأنها تعود إليه. لم تمض ساعات قليلة على حادث ستانلي حتى شهد ثالث أيام العام الجديد حادث انفجار أسطوانة بوتاجاز أدى إلى وفاة شخص وانهيار جزء من سور مدرسة ابتدائي في منطقة أحمد أبو سليمان شرقي الإسكندرية، بسبب تسرب للغاز من الأسطوانة المنفجرة. فيما نشب حريق آخر داخل مصنع "معادن" بمنطقة برج العرب غربي الاسكندرية، نتيجة ماس كهربائي أدى إلى اشتعال كمية من أحد المواد المستخدمة في الصناعة وتصاعد الأدخنة نتيجة تفاعل المواد الكيميائية. وفي الوقت الذي تصدر حادث ستانلي المشهد في وسائل التواصل الاجتماعي شهد نفس الكورنيش خلال الأيام التالية للحادث وعلى بعد مسافة ليست ببعيدة عن موقع الحادث الأول، 3 حوادث سير توزعت بين منطقة سبورتينج وحتى منطقة سان ستيفانو، أسفرت عن مصرع فتاتين وإصابة آخرين أثناء عبورهم الطريق، بينما أصيب شخصين إثر تصادم سيارتين بكورنيش سبورتنج. أما عن حوادث الطبيعة، فتصدرت المشهد واقعة عثور قوات الحماية المدنية على حوت نافق من نوع " Fin Whale" المهددة بالانقراض على أحد شواطئ منطقة رشدي، والذي عزا خبراء أسباب نفوقه إلى التغيرات المناخية والتي أدت لانفصاله عن سرب من الحيتان وجنوحه إلى المياه الضحلة عبر مضيق جبل طارق وعدم تمكنه من العودة إلى المياه العميقة مرة أخرى. وفي الوقت نفسه، تسبب غضب الطبيعة في سقوط 7 حاويات وتحطيم 14 سيارة بساحة تخزين حاويات داخل ميناء الإسكندرية، أثناء نوة عيد الميلاد، بينما شهدت منطقة سيدي جابر انقلاب رافعة عملاقة أثناء أداء بعض المهام الإنشائية على طريق الكورنيش دون وقوع إصابات. الحوادث الغريبة كان لها نصيب أيضًا من الإسكندرية خلال الأيام الأولى من العام الجديد؛ إذ ساق القدر سائق تاكسي إلى نهايته أثناء توقفه في شارع محمد نجيب بمنطقة سيدي بشر ليقل أحد الركاب، لتنهار في تلك اللحظة شرفة عقار على السيارة التي كان يقودها، ما أدى إلى وفاته وإصابة الراكب بجروح بالغة. فيما كانت آخر الحوادث التي شهدتها المحافظة مساء الخميس الماضي، عندما فوجئ أهالي منطقة باكوس بوفاة محصل بشركة توزيع كهرباء الإسكندرية، إثر سقوطه من الطابق العاشر بعقار في ظروف غامضة. وبعد ساعات من الحادث كشف تحريات أمن الإسكندرية أن المحصل انتحر بإلقاء نفسه من الطابق العاشر بالعقار المشار إليه على خلفية مروره بضائقة مالية، وأيدت زوجته ما جاء بالتحريات ولم تتهم أحد بالتسبب في وفاته. مسلسل الحوادث التي شهدتها محافظة الإسكندرية في 11 يومًا الأولى من يناير دفع مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى كتابة عدد من التدوينات والتعليقات، إذ سخر بعضهم من تكرار الكوارث بأن الإسكندرية "محسودة" متوقعين أن الأيام المقبلة قد تشهد الأسوأ، فيما علق آخرون بأن ما يحدث هو مجرد علامات بأن الحياة قد تنتهي في أي لحظة دون سابق إنذار ودون أن تفرق بين صغير أو كبير وهو ما يعد حافزًا لإتقان العمل في الدنيا وإحسان المعاملات بين الناس لأن ذلك هو ما سيترك من بصمات لهم في الحياة بعد رحيلهم منها.