قالت مصادر مطلعة إن 12 شخصا بينهم حاخامات ورجال أعمال إسرائيليون زاروا ضريح أبوحصيرة بقرية دمتيوه في دمنهور، الثلاثاء، وسط حراسة أمنية مشددة، وقضوا قرابة الساعة في الزيارة وانصرفوا بعدها، بينما أوضحت مصادر أمنية أن الزائرين فوج سياحي يزور بعض الأماكن السياحية بمصر، وزاروا أبوحصيرة وفي طريقهم لاستكمال باقي جولتهم السياحية في أماكن أخرى.
وأكد أهالى بمنطقة عزبة سعد التي يمر بها الطريق إلى قرية دمتيوه بدمنهور، أن ميكروباصا محملا بعدد من الأشخاص، يعتقدون أنهم من «اليهود»، زاروا ضريح أبوحصيرة، واستمروا نحو ساعة في المكان، وكان الميكروباص في حراسة عدد من سيارات الشرطة، وأغلقت قوات الأمن المحال في المكان أثناء الزيارة لتأمين القادمين من القاهرة، وفقا لروايتهم.
وأثارت الإجراءات الأمنية المصاحبة لزيارة الضريح غضب الأهالي بمنطقتي عزبة سعد ودمتيوه، وجددت مخاوفهم من عودة الزيارات الإسرائيلية لضريح أبوحصيرة، لما تسببه الإجراءات الأمنية المصاحبة من شلل في الحياة بالمنطقة.
كان ديفيد جوفرين، السفير الإسرائيلي بالقاهرة، قد زار الضريح نهاية أكتوبر الماضي، وسط إجراءات أمنية مشددة، واستغرقت الزيارة نحو نصف ساعة فقط.
وتعد تلك الزيارة هي الأولى من نوعها للضريح، التي يقوم بها هذا العدد منذ ثورة 25 يناير.
جدير بالذكر أن محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية دائرة البحيرة أصدرت حكما قضائيا في ديسمبر عام 2014 بمنع الاحتفال بمولد أبوحصيرة، الذي كان يقام سنويا بقرية دمتيوه، وشُطب الضريح من سجلات الآثار، ومنع نقل رفاته إلى إسرائيل، وذكرت المحكمة في حيثيات الحكم أن اليهود لم يكن لهم أي تأثير يُذكر على الحضارة المصرية، ولم يساهموا بأي قدر في المعارف البشرية لتاريخ الحضارة.
ووصفت المحكمة قرار وزير الثقافة الصادر في يناير 2001 باعتبار ضريح أبوحصيرة والمقابر اليهودية حوله من الآثار الإسلامية والقبطية بأنه معدوم وينطوي على خطأ تاريخي جسيم يمس تراث الشعب المصري، وألزمت المحكمة الحكومة بشطب الضريح مـن السجلات الوطنية، وإعلان قرار الشطب بجريدة الوقائع المصرية، وإبلاغ لجنة التراث العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم «يونسكو» به.
ووصفت ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية في مصر، الحكم وقتها بأنه غير دستوري، حيث نص الدستور على حق اتباع الديانات السماوية الثلاث في إقامة شعائرهم، مشيرة إلى أنها ترفض الطريقة التي كان يحتفل بها اليهود الغربيون في المولد لتنافيها مع العادات والتقاليد المصرية والشرقية، إلا أنها أكدت في الوقت ذاته حق يهود مصر في زيارة الضريح لقدر صاحبه عندهم.