هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أقباط مصر خارج الوطن بمناسبة عيد الميلاد المجيد متمنيا لهم التوفيق والنجاح.
وقال السيسي في برقية التهنئة التي تلاها السفير المصري لدى البلاد طارق القوني خلال قداس عيد الميلاد المجيد مساء امس الأول بمقر كنيسة مارمرقس المصرية بالبلاد وسط حضور حاشد من الديبلوماسيين وأبناء الجالية المصرية والمواطنين والجاليات العربية والأجنبية «يسعدني أن أبعث إليكم بأصدق التهاني القلبية بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وأغتنم هذه المناسبة كي أعرب عن أطيب تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق، ولمصرنا الغالية وشعبها العظيم بدوام العزة والرفعة والأمن والأمان».
استقبال المهنئين
وكان راعي الكنيسة المصرية بالبلاد القمص بيجول الانبا بيشوي استقبل صباح أمس المهنئين بعيد القيامة المجيد وذلك بمقر الكنيسة المصرية بمنطقة حولي.
وتقدم المهنئين بالعيد وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح والسفير المصري طارق القوني وجمع من السفراء والديبلوماسيين والمواطنين وأبناء الجالية المصرية.
ومن جهته وجه السفير القوني التهنئة لراعي الكنيسة المصرية وجميع المسيحيين من أبناء الجالية المصرية في الكويت حيث قال «أتقدم لكم بخالص الشكر لدعوتي وزملائي أعضاء البعثة المصرية لمشاركتكم في احتفالكم اليوم ‏بعيد الميلاد المجيد، والذي يتبوأ في قلوبكم وقلوب المسيحيين جميعا منزلة ومكانة خاصة.
كما «يسعدني أن أشارككم هذا الاحتفال بعد حوالي شهرين من اعتمادي سفيرا لمصر لدى الكويت الشقيقة، أسابيع معدودة لمست خلالها إسهام الجالية المصرية المقدر في العديد من القطاعات الحكومية وغير الحكومية داخل الكويت، إسهاما هو محل تقدير وإشادة من مختلف المسؤولين الكويتيين وبما يعكس عمق وتجذر العلاقات المصرية الكويتية ويؤكد على دوركم الهام في إبراز وجه مصر الحضاري والمساهمة بإيجابية في دعم خطط التنمية في البلدين».
تعاون القمص بيجول
وقال القوني: كما أود أن أشيد بما لمسته من تعاون ودور مقدر للقمص بيجول في التواصل مع السفارة ورعاية مصالح أقباط مصر المقيمين بالكويت.
وعلينا ونحن نحتفل اليوم أن نستدعي العبر التي تحملها الديانات السماوية وما جاءت به جميعها من رسالة محبة وطمأنينة وسلام، رسالة غير مقصورة في مضمونها وأهدافها على معتنقي الديانات السماوية فحسب بل تستهدف البشرية جمعاء، رسالة سامية تعلي قيم التعايش والإخاء، رسالة نحن في أمس الحاجة لأن نضعها دائما نصب أعيننا وأن نتمسك جميعا بها، في ظل ما يموج به عالمنا اليوم من تحديات جسام وما يشهده من مغالاة وموجات من التطرف والإرهاب ونبذ الآخر.
قوى الظلام
وشدد السفير المصري بالقول «ولعل مواجهة مصر الحالية لقوى الظلام والإرهاب تتطلب منا أن نعلي من قيم المواطنة والتعايش وأن نتجنب كافة أسباب الشقاق والفرقة ‏التي نثق أنه لا سبيل لها لقلوب أهل مصر، تلك القلوب المفعمة بالمحبة وحب الوطن».
مؤكدا أن تلك الأعمال الخسيسة لن تشق الصف ولن تزرع الفتنة بين المصريين بل ستزيد من لحمتنا في مواجهة الإرهاب الغاشم، ونتقدم لكافة أبناء الوطن من مسيحيين ومسلمين بخالص العزاء في شهداء الوطن الأبرار الذين قضوا نحبهم جراء ما اقترفته يد الإرهاب الآثم من أعمال إجرامية خسيسة وآخرها استهداف كنيسة «مارمينا» بحلوان.
مسيرة البناء
وأوضح القوني انه وبالرغم من تلك التحديات، «تتزامن احتفالاتنا اليوم مع مرحلة مهمة في مسيرة بناء مصر، مرحلة تشهد نقلة حقيقية في عمليات التنمية والتشييد والبناء، ولعل ما شهدته المرحلة الماضية من إطلاق مشروعات وطنية عملاقة على رأسها تطوير محور قناة السويس وإنشاء جيل من المدن الجديدة وتطوير الساحل الشمالي الغربي وتنفيذ شبكة جديدة من الطرق وغيرها من المشروعات العملاقة لخير دليل وبرهان على ما تمر به البلاد من مرحلة فارقة في مسيرة النمو والتحول الاقتصادي».
 
جهود الكويت
 
 
 الشيخ علي الجراح قدم التهاني للقمص بيجول ويبدو السفير طارق القوني (محمد هاشم)
 
 
 
الشيخ علي الجابر والفريق م.ثابت المهنا والسفير المصري طارق القوني والقمص بيجول الانبا بيشوي ومحمد السنعوسي والقس عمانويل غريب وجمع من الحضور خلال قطع كيك من الحلوى احتفال
 
وتوجه السفير القوني بخالص التهنئة القلبية إلى قداسة البابا «تواضروس الثانى» بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، كما أتوجه لقداسته بالتهنئة لمرور 50 عاما على إنشاء الكاتدرائية المرقسية والتي افتتحت رسميا في عام 1968، داعين المولى - عز وجل- أن يديم على الشعب المصري بكافة أطيافه في داخل مصر وخارجها الأمن والأمان والمحبة والسلام.
وختم القوني كلمته بالقول: «أتوجه مجددا باسمكم بكل الشكر والتقدير والامتنان إلى الكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبا لما تقدمه من اهتمام ورعاية دائمين لأبناء الجالية المصرية، بما يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي وحكومتي البلدين الشقيقين مصر والكويت».
ومن جانبه جدد راعي كنيسة مارمرقس القمص بيجول الانبا بيشوي في ذكرى ميلاد السيد المسيح التأكيد على ترسيخ قيم المحبة والتعايش والتسامح التي لا يمكن أن تتغير أو تتبدل في كل الظروف والأحوال.
 
السيسي قولاً وعملاً
 
  
 
وأشاد القمص بيجول الانبا بيشوي بجهود الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي للوصول بمصر إلى بر الأمان خلال هذه المرحلة الحرجة وفي ظل التحديات الجسام التي تمر بها، مؤكدا ان الرجل قولا وفعلا بل ان أفعاله وإنجازاته جلية وواضحة للجميع دون الحاجة الى التحدث عنها.
وقال ان مصر شهدت منذ 50 عاما افتتاح كاتدرائية مارمرقس بالعباسية بحضور الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عهد البابا كيرلس السادس، واليوم تشهد مصر حدثا مماثلا بافتتاح كاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الإدارية الجديدة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعهد البابا تواضروس الثاني.
وأكد ان وجود الله في حياة الإنسان يبعث على الطمأنينة والأمان والثقة بأن جميع الاعمال تعمل معا للخير، مستذكرا قصة يوسف الصديق الذي باعه إخوته كعبد ثم سجن وفي النهاية جعله الله ملكا لينقذ شعبه، لافتا الى ان الله حول الشر الذي أراده به إخوته الى خير.
وشدد على ان كل التجارب والشدائد التي يسمح بها الله للإنسان تهدف في النهاية الى صلاحه ومصلحته، مؤكدا ان البشر جميعا خلق الله بلا استثناء.