كشف عضو لجنة الشؤون الأفريقية بالبرلمان ومستشار رئيس البرلمان الأفريقي والمرشح لرئاسة البرلمان الأفريقي 2018 النائب مصطفى الجندي عن إنشاء وزارة للشؤون الأفريقية والتي سترى النور قريبا، مشيرا الى مطالبة اللجنة بسرعة العمل على إقرار قانون يسمح بإدراج مادة تعريفية ضمن المواد الدراسية للمرحلة الابتدائية والثانوية، مع ادخال اللغة السواحيلي في الجامعات المصرية قريبا، بالإضافة إلى أنه جار إنشاء «المستشفى المصري» في بعض العواصم الأفريقية.

وأكد الجندي في لقاء خاص مع «الأنباء» على الرغبة السيادية في التوجه لقلب القارة السمراء، ومؤكدا في الوقت ذاته على أن سد النهضة وصل الى مرحلة اللاتنمية لدرجة ان الأزمة تكمن حاليا في محاولة فرض الإرادة على مصر كنوع من الحروب السياسية والتي لن تقبلها مصر ابدا مهما تكلف الأمر.

وشدد على أن الديبلوماسية البرلمانية الشعبية باتت الخط الأخير لحل المشكلة قبل تطور الأمور إلى الأسوأ، وموضحا أن احتياج مصر من المياه سنويا يبلغ 104 مليارات مياه حتى نتجاوز مرحلة الفقر المائي.. وإلى تفاصيل اللقاء:

ناقشت لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب ديسمبر الماضي آلية دعم التوجه السيادي المصري نحو قلب القارة السمراء.. حديثنا عن خطة عمل اللجنة لتفعيل البرامج الطبية والتواصل الثقافي مع أفريقيا؟

&<645; في البداية علينا ان نعي جيدا ان الشعب الأفريقي لا ينظر الى مصر كدولة خليجية غنية بالموارد فقط، وإنما كدولة غنية بالموارد البشرية، لذلك الأفارقة يطلبون من مصر الأطباء، والمعلمين، المهندسين، والمتخصصين في الزراعة، والري، كما يعلم الأفريقي جيدا ما لدينا من ثروات بشرية، وعليه فلدينا خطة عمل تم وضعها لدعم التوجه الى قلب أفريقيا، بناء على الرغبة السياسية للرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة التوجه لقلب القارة السمراء، خاصة بعد اكتشاف علاج الكبد الوبائي (فيروس سي)، في ظل حاجة الملايين من الأفارقة لهذا العلاج، والتي كانت تصل تكلفة علاجه الى 150 ألف دولار، والذي أصبح متاحا في مصر بتكلفة اقل بكثير، حيث جاء توجيه الرئيس السيسي ببيع الدواء لكل الدول الأفريقية بنفس سعر بيعه في مصر، وبخصوص خطة اللجنة فهي تسير بشكل منظم، وهي تتمثل في متابعة إنشاء المستشفى المصري في بعض الدول الأفريقية، والبداية بالصومال وأوغندا، كما لدينا حملة تشجيعية للأطباء المصريين لفتح عيادات في افريقيا، في مختلف التخصصات، بالإضافة الى تدريب كوادر من الأطباء، بالإضافة الى تواجد كلية طب الأزهر في أفريقيا، وهو ما تحتاجه القارة السمراء للتعريف بأصول الدين، والدعوة الوسطية وكما تعلمون أن افريقيا تعاني الإرهاب وانتشار الجماعات المتطرفة، وما نقوم به رسالة ورغبة سياسية، تفعيلا لدور مصر المركزي والمهم، وقريبا جدا ستكون لدينا وزارة للشؤون الأفريقية، حيث طالبنا بوجود وزير سيادي للشؤون الأفريقية، يمتلك لغة فرانكفونية، ويتمتع بعلاقات جيدة بالقارة السمراء، ليكون وسيطا في نقل تطلعات ورغبات مصر في افريقيا، وفي نفس الوقت ينقل رؤى القارة السمراء وحكوماتها، ومتابعة تنفيذ المشاريع والاتفاقيات والقرارات، وهذا ما قامت به كل من الجزائر، وتونس، وإنجلترا التي لديهما وزارات للشؤون الافريقية، فليس من المنطقي ان تكون لدينا لجنة للشؤون الافريقية بالبرلمان، وليس لدينا وزارة، تعمل على نقل فكر اللجنة الى مجلس الوزراء.

‬ ما دور لجنة الشؤون الأفريقية في التعامل مع ملف سد النهضة بعد تجميد مصر للمفاوضات الفنية مع السودان وإثيوبيا عقب اصرارهما على إجراء تعديلات غير مقبولة على التقدير الاستهلاكي للدراسات الفنية؟

&<645; نحن في البرلمان نمثل الشعب، والمياه بالنسبة لنا حياة أو موت، لذلك هناك تحركات سريعة وعاجلة تقوم بها اللجنة بالتنسيق مع الديبلوماسية الرسمية والشعبية، كجناحين لطائر واحد، ونحن بالبرلمان كديبلوماسيين شعبيين، قمنا بتشكيل لجنة رباعية لإيضاح الأمور، وعندما ألغت اثيوبيا الطرف الدولي من اللجنة، طالبت مصر بعودة البنك الدولي للمشاورات، الان الديبلوماسية الشعبية البرلمانية هي الخط الأخير قبل تطور الأمور للأسوأ، نحن نختلف مع الطرف الآخر على 10%‎ من اجمالي المياه التي تنزل على هضبتين، في حين ان هناك 90% من المياه مهدرة، لذلك نخشى من عدم الاتفاق والذي قد يتسبب في قيام حرب، وقبل كل شيء هناك قوانين دولية للأنهار، فمصر بحاجة الى 104 مليارات متر مكعب مياه حتى تتجاوز مرحلة الفقر المائي، لذلك إن صدقت النوايا بين القيادات سيتحول الخلاف من أزمة إلى مشاريع عملاقة، في كل من اثيوبيا وأوغندا والسودان، ولكن الآن سد النهضة وصل الى مرحلة اللاتنمية، والأزمة تكمن في فرض الإرادة، كنوع من الحروب السياسية والتي لن تقبلها مصر مهما كلفنا الأمر، لذلك على السودان وإثيوبيا قراءة تاريخ مصر جيدا.

حدثنا عن دور اللجنة في بحث مشكلات المصريين في أفريقيا ورعاية مصالحهم؟

&<645; نحن لجنة مستحدثة بالبرلمان، لدينا تواصل مع كل سفارات مصر بالدول الأفريقية، لكن مازلنا في البداية نتابع الأمور، ومؤخرا كانت هناك مشكلة لشركة المقاولين العرب، في دولة زامبيا، بخصوص تأخير بعض المتعلقات المالية، كانت لنا زيارة لرئيس جمهورية زامبيا، وتحدثنا مع بعض من النواب هناك، وتم إنهاء المشكلة، الآن هناك جمعيات صداقة بين مصر وكل الدول الأفريقية، تعمل على حل مشاكل المصريين في افريقيا، من خلال التواصل بين هذه الجمعيات.

تلعب لجنة الشؤون الأفريقية بالمجلس دورا مهما في تفعيل الدور المصري في المنظمات الإقليمية مثل «كوميسا» لترسيخ فكرة التعاون الإقليمي بشأن نهر النيل.. ما آليات تنفيذ هذا الفكر؟

&<645; لدينا تواجد دائم في المحافل الأفريقية، لعرض المشاريع والأفكار، وهذه تنفيذا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما أعلن عن طريق مفتوح لأفريقيا الوسطى كحلم يراود الأفارقة منذ زمن، في ظل افتقاد افريقيا لأمرين مهمين وهما، الكهرباء والطرق، اليوم جار تفعيل الوصول لقلب القارة السمراء، من خلال مشاريع مهمة وحيوية لهم، حتى يكون لدينا تواجد يخدم جميع الأطراف، تتمثل ثماره في عملة موحدة، خاصة أننا منطقة تعتبر من أغنى مناطق العالم، فلو جمعنا أوغندا، والسودان الجنوب، وإثيوبيا، ومصر، فسنجد خيرات لا تعد، بما نملكه من ثروات طبيعية وبشرية، ولذلك فنحن نسعى للتكامل مع افريقيا بشتى الطرق.

ونحن مع بداية عام جديد.. ما خطط لجنة الشؤون الأفريقية بالمجلس لـ 2018؟

&<645; اللجنة بصدد تفعيل قانون يسمح بوضع مادة تعريفية ضمن المقررات الدراسية عن القارة السمراء، في المراحل الابتدائية والثانوية، وإدخال اللغة السواحيلي في الجامعات المصرية قريبا جدا، لتكون ضمن الأبجديات، كذلك نعمل على تفعيل التقارب في الجوانب الثقافية خاصة الموسيقية، وكيفية استخدام الفنانين في هذه البلاد مثل أغنية محمد منير مع فنان سنغالي، واستخدام الفن والقوى الناعمة، بما تمتلكه مصر من تاريخ، خاصة الدين، فالكثير من شعوب الدول الأفريقية خاصة المسحيين منهم لا يعلمون شيئا عن دور مصر الديني، وأغلبهم لا يعرفون أن جبل موسى الذي دعي إليه جاء اليه المسيح في مصر، وهناك حج في مصر، فما زال الكثير منهم يجهل هذه الأمور، لذلك نشر الوعي الثقافي والتواجد في قلب القارة خطة رئيسية للجنة خلال هذه المرحلة.