في لحظات تبدلت أوضاع المنطقة المجاورة لكنيسة مارمينا بحلوان. فبداخل الكنيسة العشرات يؤدون القداس، وفي الخارج كانت أجواء يوم الجمعة تسود الشوارع، هدوء ما قبل توافد السكان على مسجد الدسوقي لأداء الصلاة، وإذ بمسلحين اثنين فتحا النار على الموجودين في محيط الكنيسة، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين، بينهم شرطي.
في تلك الأثناء، هرع رجال الشرطة لاستهداف أحد الإرهابيين، بينما فرّ الآخر إلى الشوارع المجاورة للكنيسة. سمع “محمد عادل” صوت الرصاص في حدود الحادية عشرة صباحًا، خرج من شباك شقته بالدور التاسع ليشاهد الإرهابي يتجول بسلاحه الآلي أمامه. لحظة لم يرها من قبل، وقرر توثيقها بالفيديو، ونشرها على “فيسبوك” لتنتشر على نطاق واسع.
يقول عادل“طلعت من الشباك بعد 5 دقائق من سماع ضرب النار، كان الإرهابي جاي في الشارع اللي أنا فيه وماشي يضرب نار بشكل عشوائي كتهويش للناس”، ظلّ الإرهابي هكذا لنحو 9 دقائق، فيما مرّت سيارتا شرطة في محيطه “أول عربية شرطة دخلت الشارع الفرعي ووقفت علشان تنزّل أفراد الشرطة، وبعدها عربية تانية”.
عندما شاهد الإرهابي سيارة الشرطة الأولى -وفق رواية محمد عادل- بادر بإطلاق النار عليها، حتى تمكن بعض أفراد القوة الأمنية من النزول من السيارة المصفحة وملاحقته، بإطلاق النار عليه وإصابته برصاصة اخترقت قدمه وأوقعته أرضًا، فيما بادر أحد المواطنين بالإمساك به حتى لا يستخدم سلاحه في إطلاق النار على المواطنين وأفراد الشرطة.
بعد لحظات من سقوط الإرهابي، هرول رجال الأمن والمواطنين عليه: “الناس جريت عليه كلها علشان تفش غلها فيه”، حسبما شاهد “عادل”، معتقدًا أن الشرطة تمهلت في إطلاق النار عليه حتى اقترابه من الشارع الفرعي حتى لا تصيب أحد المواطنين الذين شاهدوا “على الهواء” هذه التفاصيل: “كان فيه ناس استخبوا وراء عربيات وشجر، بعضهم خايف من ضرب النار، وبعضهم كان عاوز يتعامل مع الإرهابي، حتى إن فيه واحد مشي وراه في العربيات لكنه لم يستطع الإمساك به”.
تولى أفراد الشرطة التعامل مع الإرهابي وتقييد حركته ونقله بسيارة شرطية على الفور، في تلك الأثناء شهدت المنطقة انتشارًا أمنياً مكثفًا، وبدأت تتوارد الأنباء عن هذا الهجوم وضحاياه: “الموقف غريب والناس نازلة الصبح يوم الجمعة لقيت واحد في إيده رشاش، وأول مرة يحصل دا في المنطقة، ونتمنى تكون أول وآخر مرة”.