"دلع كرشك" إسم غريب اختاره المعلم أشرف عويس، لجزارته بمدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، ولكن الأغرب منه بالتأكيد هي الأسعار التي وضعها لبيع اللحوم بها، فبعد أيام قليلة من مفاجأته بإعلانه بيع اللحم البقري البلدي بسعر 80 جنيها للكيلو، عاد ليفاجيء زبائنه ثانية بالنزول بسعر الكيلو إلى 75 جنيها، وهو سعر كفيل بإثارة دهشة واستغراب كل من يسمعه.
 
التقينا بالمعلم عويس وبسؤاله وعن السر في انخفاض أسعار اللحوم لديه قال: "سعر كيلو اللحم قائم وصل قبل العيد إلى 65 جنيه، دلوقتي سعره بقى 48 جنيه، يعني 17 جنيه أقل في الكيلو القائم، الأمر الثاني إني ببيع اللحم طازج وده بيخدم الجزار عن لو باعها بعد ما تدخل الثلاجة وتنشف ودهنتها تطلع". "وأضاف: "البقري مكسبه حلو والعجل الواحد الجزار بيكسب فيه أكتر من 5 آلاف جنيه، هيجرى إيه لو قللوا مكسبهم شوية علشان يريحوا الناس ويخففوا عنهم، أقل جزار بقى عنده بدل العربية الواحدة عربيتين وثلاثة ومزرعة وكله من دم الغلابة".
 
"فضلت طول عمري شغال في اللحمة الجملي معرفتش أجيب غير عربية كارو، دلوقتي بقالي كام شهر بس بشتغل في اللحمة البقري كملت ثمن عربية " قالها بنبرة يؤكد من خلالها أن البيع بهذا السعر يحقق له مكاسب مرضية للغاية. ويتحدث عويس،عن تبعات قراره بتخفيض أسعار اللحوم وخشيته من انتقام المنافسين قائلا: " الموضوع ده عملي مشاكل كتير مع الجزارين، وكلهم بيقولولي ما ينفعش كده وإلي انت بتعمله ده وقفلنا حالنا، وجاتلي تهديدات من بعضهم بس انا مايهمنيش غير إن الغلبان ياكل لحمة".
 
ويكشف عويس، عن مفاجأة أخرى بخلاف السعر تتمثل في تقديمه لهدايا لزبائنه: " إحنا مش بس بنبيع بأقل سعر في مصر، لاوبنقدم هدايا كمان للزباين، مع أي كمية حتى لو ربع كيلو ليمون الشوربة علينا، والي بيشتري كيلو وربع ليه عليه كيلو مخروطة ".
 
"فيه ناس الأول كانت بتشكك في جودة اللحمة بتاعتنا علشان عمرهم ماسمعوا السعر ده، لكن لما جربوا غيروا رأيهم، والحمد لله ناس كتير عرفت مكاني وبقت بتجيلي من أماكن كتير خارج البحيرة من اسكندرية والغربية، وبياخدوا كميات كبيرة ليهم ولقرايبهم، وبفضل الله كل يوم بادبح مش أقل من 3 عجول بيتباعوا في ساعتها مفيش حاجة بتبات منهم" بثقة تحدث عويس مدافعا عن جودة اللحوم التي يقدمها. من جانبه أوضح الدكتور محمد الجارحى مدير عام صندوق التأمين على الثروة الحيوانية بالبحيرة أن هناك أسباب عديدة أدت إلى تراجع أسعار اللحوم مؤخرا منها ركود حركة البيع والشراء، وتوافر كميات كبيرة من لحوم الأضاحي لدى المستهلكين منذ العيد، وتوافر كميات كبيرة من العجول التي حان موعد ذبحها وأي تأخير سيجعلها تستهلك علفا زيادة مما يسبب خسائر للمنتجين، علاوة على ضخ كميات كبيرة من اللحوم المستوردة والعجول السودانية وطرح المجلس القومي للمرأة كميات لحوم يوميا في القرى الأكثر احتياجا.