قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إنه يجب على مصر والسودان وإثيوبيا التغلب على إحساس عدم الثقة المتبادل، والاتفاق على آليات لاحتواء الأثر على بلدان المصب خلال فترة ملئ خزان سد النهضة الأثيوبي، بمجرد دخول السد حيز العمل.
وأوضحت الصحيفة، الأربعاء، أن السودان، حليف مصر الطويل، اصطفت مع إثيوبيا على خلفية العلاقات المتوترة مع مصر بسبب مثلث حلايب، مشيرة إلى أراء الخبراء التي ترى أن السد الإثيوبي سيصب في مصلحة السودان بشكل مباشر نتيجة أنه سينهي التقلبات الموسمية للنهر ويسمح للسودان بتوسيع نطاق الزراعة.
وقال سلمان سلمان، رئيس تحرير مجلة القانون الدولي للمياه للصحيفة إن: «السودان سيستفيد كثيرا، نظراً لحدوث الكثير من الفيضانات هذا العام، ولكن تلك سيوقف بعد تنظيم تدفق المياه. بدلا من وجود دورة محاصيل واحدة، سيكون هناك اثنين أو ثلاثة».
ولفتت الصحيفة أن مصدر قلق مصر هو المدة التي ستستغرقها إثيوبيا لملء الخزان. وقال المستشار المائي، كيفن ويلر في مؤسسة «وتر بالانس» للإستشارات للصحيفة: «إذا حاولوا ملئها بأسرع ما يمكن، فإنها يمكن أن يتم ذلك في غضون 3 سنوات في ظل ظروف هيدرولوجية متوسطة»، وأضاف «لكني لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك. وأعتقد أنه إذا كانت مصر مستعدة لإظهار مستوى من تقبل الحلول الوسطى، فإن إثيوبيا ستكون مستعدة قبول مستوى من الحل التوافقي».
كما حذر من أن الدول تحتاج إلى بدء التعاون قريبا لأن إقامة نظم لتبادل المعلومات وتطوير البروتوكولات سيستغرق وقتا، وفي الوضع المثالي، سيتم تنسيق تشغيل السدود والخزانات على نهر النيل بين الدول الثلاث، على سبيل المثال لضمان أن المياه في بحيرة السد العالي في أسوان في مصر تصل عند المستوى المطلوب لتشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء.
وقال «ويلر»: «إذا لم يتوصلوا إلى اتفاق حتى اللحظة الأخيرة، فقد يكون من الصعب تنظيمه ويصعب تنفيذه».
وبينت الصحيفة أن العمل على السد الأثيوبي متقدم، حيث تم بناء 62% منه، ومن المقرر أن يبدأ الإثيوبيون في اختبار التوربينين الأوليين العام المقبل، وأن ينتهي البناء في نهاية العام القادم.