عشرات التلاميذ يتكدسون على أحد جانبي الطريق الزراعي السريع أمام قرية أبوالجود، بمركز أبوحمص بمحافظة البحيرة، أمام أعينهم تنهب السيارات الطريق بأقصى سرعة جيئة وذهابا، ما يجعل العبور بمثابة عمل انتحاري لا بديل عنه للعودة إلى المنزل.. يمر الوقت ولا يجد الصغار مفرا من المخاطرة بحياتهم والوقوف أمام السيارات لإجبارها على التوقف، وبعد محاولات تتوقف أخيرا إحدى السيارات بعد أن كادت تصدم أحدهم ويشير للتلاميذ بالعبور فيندفعون بطريقة عشوائية.
 هذا المشهد المرعب يمر به تلاميذ قرية أبوالجود والقرى المجاورة لها مرتين يوميا في طريق ذهابهم وعودتهم لمدارسهم، والبديل الوحيد لإنهائه هو كوبري مشاة علوي، ولكن يبدو أن تكلفة إنشائه أثمن من حياة تلاميذ يحملون أرواحهم على أكفهم يوميا في رحلة طلب العلم. يقول حسن عبدالغفار: "مدرسة ابني الابتدائية جالها إزالة ونقلوهم فترة مسائية في معهد فاطمة جبر، وكل يوم بيضطر يعدي الطريق السريع، اللى الكبير بيخاف يعديه يرضي مين ده لو أولادكم عمركم ما هتسيبوهم كده". "المسؤولين بيقولوا لو عملنالهم كوبري مشاة هيسيبوه ومش هيستخدموه وبرضه هيعدوا من الطريق تحت، طيب إعملوه بس ومالكمش دعوه يبقى عملتوا إلي عليكم".. بدهشة قالها محمد رجب – أحد أبناء القرية. 
وقال سعيد زكريا: "حوادث كتير بتحصل ومش عاوزين نستنى لما تحصل الكارثة ارحمونا وارحموا ولادنا الأهالي بيبقوا قاعدين على أعصابهم كل يوم لغاية ما أولادهم يرجعولهم، عذاب ومعاناة بمعنى الكلمة". ويصف أيمن مرشدي – موظف مأساة تلاميذ القرية قائلا: "الطريق مفيش فيه غير فتحة صغيرة مطلوب يعدي منها كل التلاميذ، والعربيات بتبقى جاية على آخر سرعتها وبيضطر حد يخاطر بحياته ويقف في وشها علشان يوقفها ويعدي التلاميذ، وأحيانا ناس بتستجيب وتقف وناس لا". 
ويقول الدكتور أحمد عبده عضو مجلس النواب: "كان هناك اتفاق بين الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة السابق والهيئة العامة للطرق والكباري بوزارة النقل، على تنفيذ6 كباري مشاة علوية بنطاق المحافظة في المسافة من إيتاي البارود حتى كفر الدوار، على الطريق الزراعي السريع من ضمنها واحد أمام قرية أبو الجود، ونحاول حاليا تفعيل هذا الاتفاق لكي يتم البدء في إنشاء هذه الكباري".