قال الباحث في الشؤون الروسية، أشرف الصباغ، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعول على مساعدة نظيره المصري عبدالفتاح السيسي لموسكو في فتح قنوات لها في ليبيا واليمن. وأوضح الصباغ، خلال حوار خاص، أن مصر لن توافق على اتفاقية الروس التي تسمح بالاستخدام المشترك للمجالات الجوية والمطارات العسكرية لكلا البلدين، إلا وفق شروط محددة... وفيما يلي نص الحوار:
● كيف تقرأ زيارة الرئيس بوتين للقاهرة؟
- الزيارة نوعية، ومن المؤكد أنها ستعمل على وضع النقاط فوق الحروف في العديد من الملفات، وفي مقدمتها التعاون والتنسيق المشترك بين البلدين، حيث سيتم توقيع مذكرات تفاهم وبروتوكلات بين الجانبين، إلى جانب الملفات السياسية، ومنها الأوضاع في سورية وليبيا واليمن، التي تؤدي فيها مصر دوراً مهماً، وأعتقد أن الرئيس بوتين سيطلب من الرئيس السيسي مساعدته في فتح بعض القنوات في ليبيا واليمن.
● ماذا عن التعاون الأمني بين البلدين؟
- لا أستطيع نفي أو تأكيد وجود هذا التعاون، لكن ربما يتكشف لنا مع الوقت وجود هذا التعاون متمثلاً في مذكرات تفاهم وتعاون أمني مشترك، وبالفعل ظهرت أخيراً مشاريع تعاون تتمثل في تسهيلات عسكرية بين البلدين في ظل مكافحة الإرهاب، وروسيا تسعى بجميع الطرق إلى وضع قدمها في شمال إفريقيا، وهي بحاجة إلى طرق جوية ومراكز انطلاق لمقاتلاتها في ظل رفض الولايات المتحدة والغرب وجود قواعد عسكرية روسية في جيبوتي.
● هل تعني الزيارة موافقة مصر على اتفاقية الاستخدام المشترك للمجال الجوي والمطارات العسكرية مع روسيا؟
- أعتقد أنها لن توافق على ذلك إلا وفق شروط محددة، والجانب الروسي طرح مذكرة أولية لمدة خمس سنوات قابلة للتمديد، ومصر كانت متحفظة على عدد من النقاط فيها، لكن في حالة التوقيع النهائي على الاتفاقية سيتضح ما إذا كانت الاتفاقية تعني وجود قواعد ثابتة، أم ستقتصر على كونها نقاط انطلاق، أم محطات تموين للطائرات أم استراحة، كل ذلك ستجرى مناقشته، وخاصة أن الدستور المصري يمنع إقامة قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي المصرية.
● برأيك، ما الموقع الذي تسعى روسيا للوجود فيه داخل مصر؟
- قاعدة اللواء محمد نجيب العسكرية، في المنطقة الغربية، والتي تعد أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط من الممكن أن تكون محل اهتمام الروس، لكن لا أتوقع أن تكون قاعدة عسكرية للروس، وبحسب التقديرات الأولية، فإن سماح مصر للروس بالوجود على الأرض سيدخلها في نفق مظلم مع كل الحلفاء والأصدقاء الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة، فضلاً عن أنه سيشعل الصراع في البحر المتوسط الذي يعد تاريخياً تحت سيطرة أميركا والغرب، ورغبة روسيا في اقتحامه، سيؤدي إلى احتكاكات بكل الأشكال، وبالتأكيد سيتسبب ذلك في توتير منطقة حوض البحر المتوسط، لأن الصراع الروسي - الأميركي الغربي ليس صراعاً أيديولوجياً، بل هو صراع مصالح بين أعضاء المعسكر الرأسمالي الواحد على مواقع النفط والغاز ومنافذ بيع السلاح وخطوط الترانزيت.
● ماذا عن عودة السياح الروس إلى مصر؟
- الأمر متوقف على تقارير الخبراء من الجانبين، وعودة السياحة قد تتأخر قليلاً.
● عول البعض على دور روسي لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، ما رأيك؟
- روسيا حاولت الوساطة، لكنها لا تملك أوراق ضغط كي تؤثر على إثيوبيا، وأعتقد أن هناك مجموعات مصالح وضغط روسية من مصلحتها إقامة سد النهضة.
● كيف ترى الأوضاع في ليبيا وسورية؟
- الوضع في ليبيا لم يبدأ في التأزم بعد، لكن خلال الفترة المقبلة ستشهد العديد من المناطق الليبية صدامات دموية بين الليبيين أنفسهم، والغرب ليست لديه نية صادقة في حل الأزمة الليبية، أما في سورية فسيستمر نزيف الدماء إذا لم يحدث توافق بين واشنطن وموسكو.