حالة من الارتباك شهدتها الطرق بالقاهرة صباح اليوم بسبب الشبورة المائية والضباب، الذي دفع الإدارة العامة لمرور القاهرة باتخاذ إجراءات مفاجئة بغلق عدد من الطرق والمحاور الرئيسية، منها محور 26 يوليو، وهو الأمر الذي تسبب في تعطل مواطنين عن أعمالهم وطلاب عن الوصول إلى مدارسهم وإلغاء امتحانات بعضهم بحسب الشكاوى التي وصلت لـ"التحرير" والمعاناة التي عاشها كثير من العاملين بالجريدة.
وتساءل كثير من المتضررين من الأحوال المرورية اليوم، لماذا لم تعلن إدارة المرور غلق تلك الطرق قبلها بمدة كافية حتى يأخذ المواطنون حذرهم تفاديا لوقائع اليوم؟ وحول هذا التساؤل اختلف خبراء المرور والأرصاد الجوية، حيث يرى البعض أن من حق إدارة المرور اتخاذ قرار مفاجئ حفاظًا على الأرواح، بينما يرى آخرون أن إدارة الأزمة كانت تتطلب التنسيق مسبقًا مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية وإعلام المواطنين من خلال نشرة مرورية تجنبًا لحالة الارتباك التي شهدتها الطرق صباح اليوم.
اللواء مجدي الشاهد الخبير المروري إن الطرق شهدت ضغوطا مرورية غير عادية في ظل الشبورة المائية، وهنا لا بد ألا نتحدث عن إجراءات القيادة، لأنه لا توجد قيادة على الطرق بسبب الشبورة والازدحام وغلق الطرق، فلا توجد حالة قيادة مع انعدام الرؤية، ولكن الأجدر بالاهتمام هو الحديث عن الإجراءات الواجب اتخاذها منذ إعلان الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن أن البلاد ستشهد شبورة خلال الأيام المقبلة، خاصة أن الأرصاد أعلنت عن ذلك السبت الماضي وتكرر يوميًا لتحذر المواطنين، وبعد هذا الإعلان كان لا بد أن تتخذ الإدارة العامة للمرور الإجراءات المسبقة لتأمين المواطنين وأن تترجم النشرة الجوية لهيئة الأرصاد ولكن هذا لم يحدث، مما أدى إلى ارتباك المواطنين والطريق.
وأضاف الشاهد أن الأرصاد قدمت منذ أسبوع رؤية مستقبلية لحالة الجو أكدت خلالها وجود شبورة كثيفة على الطرق وانعدام للرؤية، وكان لا بد أن تترجم إدارة المرور ذلك، وتتخذ الإجراءات اللازمة من خلال التنسيق بين كل إدارات المرور والأرصاد الجوية، فنشرة الأرصاد لم تكن من أجل ارتداء الملابس الشتوية فقط، مضيفًا أنه كان يجب اتخاذ إجراءات احترازية والإعلان عنها قبل بدء أسبوع الشبورة والتأكيد على أن هناك احتمالا لغلق الطرق بناء على التنسيق مع الأرصاد، وذلك لأن هناك من يلتزم بمواعيد عمل وامتحانات وهناك مرضى وسيارات إسعاف.
وأكد الشاهد أن إدارة المرور في حاجة إلى وضع قواعد يتم تطبيقها على الطرق لمنع التجاوزات، وتحضير برنامج يومي للتعامل مع حالة الجو، وتفعيل غرف العمليات المرورية التي تم افتتاحها والاهتمام بالرصد الإلكتروني، لافتًا إلى أننا نفتقد حلول إدارة الأزمات في مصر حيث إنها على الورق فقط، مؤكدًا أنه بعد ارتباك المواطن كان لا بد من طمأنته من خلال الراديو وإرشاده للطرق البديلة، وهذا لم يحدث لافتقاد الحلول البديلة، منها التنسيق مع وزارة التربية والتعليم ومناشدتها تأجيل موعد الامتحان ساعتين حتى انتهاء الشبورة المائية، حتى لا ينزعج المواطنون.
اللواء أحمد عاصم الخبير المروري قال لـ"التحرير": يجب على المواطنين متابعة النشرات الجوية والمرورية للتعامل مع الأجواء في ظل الشبورة المائية، والتي أعلنت عنها الهيئة العامة للأرصاد خلال الأيام الماضية، لافتًا إلى أنه لا بد من تعزيز الجرعات الإعلامية حتى تصل للناس أخبار الطقس والمرور، لافتًا إلى أنه في حالة الشبورة الكثيفة من حق إدارة المرور اتخاذ قرار بغلق الطرق.
وأضاف أن قرار غلق الطرق متوقع ويجب أن يتم الإعلان عنه بوقت كاف قبل الغلق ليعلم المواطنون ذلك، لافتًا إلى أن الغلق المفاجئ يكون من أجل الحفاظ على الأرواح، ويجب أن تتسع صدور المواطنين لتقبل كل الإجراءات الخاصة بتحقيق سلامتهم، مع ضرورة الإلمام الكامل بالواجبات والسلوكيات اللازمة لمواجهة الشبورة المائية.
الدكتور وحيد سعودي خبير الأرصاد الجوية قال لـ"التحرير" إن الهيئة العامة للأرصاد الجوية ترسل إلى المحافظات يوميًا نشرة للتحذير من سوء الأحوال الجوية، وإذا تابع المواطن النشرة الجوية يوميًا سيجد أنها تنص صراحة على التحذير من الشبورة والضباب،
كما أن إدارة المرور تحذر من ذلك، وتنشر النصائح التي يجب اتباعها على الطرق، وهذا يحدث في جميع دول العالم، لافتًا إلى أن العاملين بإدارة المرور يتمركزون على الطرق الثابتة منذ الصباح الباكر وفي حالة انعدام الرؤية تمامًا في بعض الطرق يصدر قرار بغلقها، مؤكداً أنه لا يستطيع إصدار قرار بغلق الطريق إلا إذا الرؤية انخفضت أمامه عند حد معين.
جدير بالذكر أن الإدارة العامة للمرور كانت قد أعلنت صباح اليوم إغلاق طريق المحور وطريق شبرا بنها الحر بمعرفة إدارة مرور القليوبية في الاتجاهين، كذلك غلق طريق الساحل الشمالي من الكليو 21 مرورًا بسيدي عبد الرحمن حتى مطروح، لانعدام الرؤية بسبب الشبورة المائية.