أسبوعا كاملا مر على حادث مسجد الروضة الإرهابي، الذي راح ضحيته المئات من الشهداء والمصابين من المصلين، لم تنس فيه ذاكرة أهالي القرية الثكلى مشاهد الدم التي كست ملابس الناجين والمسعفين، ولا تزال أصوات هرولة أقدام المصلين واستغاثات المصابين وبكاء النساء والأطفال تتردد في آذان الكثير منهم، الذين أبوا أن يستسلموا لما أصابهم، وهموا بالاستعداد للعودة لحياتهم الطبيعية، بمساعدة المتطوعين من القرى المجاورة وكافة محافظات الجمهورية.

مع الساعات الأولى من صباح أول جمعة مضت على الحادث الأليم، توافد أهالي القرية إلى مسجد الروضة الذي شهد الحادث الإرهابي، تلبية لدعوة وزارة الأوقاف بنقل شعائر الصلاة من المسجد بحضور شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وعدد كبير من القيادات بالمحافظة، "كسروا حاجز الخوف من الاقتراب لمنطقة المسجد"، وفقا لمدحت مجدي، متطوع بوحدة الدعم النفسي الاجتماعي لقرية الروضة بالهلال الأحمر المصري.

5 أيام من العمل المتواصل قضاها مدحت وباقي فريق الوحدة، في قرية الروضة ببئر العبد، مهمتهم الأساسية إعادة تأهيل الأهالي نفسيا وتعويدهم على شكل الحياة الجديدة والعمل على محو آثار الصدمة النفسية التي تعرضوا لها، وحسب حديث مدحت: "الأهالي بعد الحادثة كانوا خايفين يخرجوا من بيوتهم وخايفين يقربوا من مكان المسجد وفضلنا متواجدين وسطهم لحد ما قدروا يخرجوا للصلاة النهاردة في نفس المسجد".

تحت شعار"مستعدين للمستقبل أقوياء" بدأ متطوعو وحدة الدعم النفسي بالهلال الأحمر، بعد الحادث بيومين، تطبيق برامج نفسية متخصصة للتكيف مع الخوع والهلع على أسر الشهداء والمصابين بالروضة، إضافة إلى تطبيق آليات خاصة بمحاولة دمجهم في مجتمعهم وسط باقي الأسر، "أهالي القرية كلهم وأهالي القرى المجاورة كانوا متواجدين في المسجد وقدروا يخرجوا للصلاة النهاردة"، حسب قول مدحت.

"مشاعرهم متضاربة بين الخوف والطمأنينة لوجود الأهالي معاهم بجانبهم"، هكذا ظهر أهل الروضة في أول صلاة جمعة بعد الحادث الإرهابي، وفقا لوصف المتطوع بوحدة الدعم النفسي الاجتماعي بالهلال الأحمر، والذي أكد أن تواجد الجميع معهم في المسجد أعطى لهم نوعا من الطمأنينة وكسر حاجز الخوف عند الأطفال خاصة من الاقتراب لمنطقة المسجد.