قالت هبة سلامة، رئيس الوكالة الإقليمية للاستثمار، إحدى مؤسسات تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا) ، إن مدينة شرم الشيخ ستستضيف خلال الفترة من 8 إلى 9 ديسمبر المقبل، أكبر فعالية اقتصادية في القارة الإفريقية تجمع المؤسسات التجارية والهيئات الحكومية والمؤسسات التجارية في إفريقيا هذا العام تحت اسم "إفريقيا 2017" ويحضرها رؤساء العديد من الدول الإفريقية.
وأضافت سلامة، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن منتدى (إفريقيا 2017) سيركز في المقام الأول على مناقشة آليات إحداث التكامل بين اقتصادات القارة الإفريقية التي تعزز الاستثمار البيني ونمو دور دور القطاع الخاص من أجل تحقيق النمو المستدام لاقتصاداتها.
وأشارت إلى أن المنتدى سيجمع صانعي القرار في القارة الإفريقية من رؤساء وكبار المديرين التنفيذيين والمستثمرين ورجال الأعمال من قارة إفريقيا، وكذلك الممولين في العالم في مكان واحد بمدينة شرم الشيخ، بما يعد فرصة كبيرة لصناعة مستقبل أفضل لدول القارة.
وأوضحت أن المنتدى هذا العام سيشهد ولأول مرة تنظيم يومًا لرواد الأعمال الأفارقة في اليوم الأولى للمنتدى يقومون خلاله بعرض مشروعاتهم وأفكارهم على المستثمرين والممولين ومؤسسات التمويل الدولية وحاضنات الأعمال وصانعي السياسات، وذلك لجذبهم للاستثمار في مشروعاتهم.
ولفتت رئيس الوكالة الإقليمية للاستثمار بمنظمة الكوميسا إلى أن المنتدى سيعطى الفرصة لرواد الأعمال لفتح أسواق جديدة والتعرف على الشركاء المحتملين من البلدان الإفريقية المختلفة وخارجها، وسيشهد عرض الفرص الاستثمارية والمميزات التنافسية التي تتمتع بها الدول الإفريقية وما يمكن أن تقدمه لبعضها البعض وإلى باقي دول العالم.
وقالت إن المنتدى فرصة جيدة لترويج الفرص الاستثمارية بقارة إفريقيا بشكل عام ومنطقة الكوميسا بشكل خاص وتقديمها للمستثمرين المحتملين كوجهة استثمارية واحدة علاوة، كما يعد المنتدى فرصة لمناقشة الدور الذي يمكن أن تؤديه التكتلات الاقتصادية الإقليمية نحو تحقيق التكامل الإقليمي من أجل تحقيق التنمية المستدامة للقارة.
وأكدت على أن دول تجمع الكوميسا تعد في طليعة الدول المشاركة في مبادرات التكامل الاقتصادي والسياسي والثقافي في القارة الإفريقية، بما في ذلك دورها الريادي في اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، التي ستساعد البلدان الإفريقية على جني ثمار فتح مزيد من الأسواق واستغلال الموارد المتاحة ورفع القدرة التنافسية والحد من الاعتماد على الشرکاء التجار&<740;&<740;ن التقل&<740;د&<740;&<740;ن.
ونبهت إلى أن القارة الإفريقية تمر بمرحلة تنموية لكن لتحقيق المزيد من النمو فيها فإن ذلك يتوقف على
قدرة القارة على رفع مستوى التعاون والتكامل بين بلدانها على مستوى الحكومات فيما بينها ومع القطاع الخاص الإفريقي والدولي من جهة أخرى.
ونوهت إلى أن منتدى إفريقيا 2017 الذي يعقد بمدينة شرم الشيخ مطلع الشهر المقبل سيبرز أيضا المزايا التنافسية التي تتمتع بها الدول الأفريقية والفرص الاستثمارية الهائلة في العديد من القطاعات الاستراتيجية الرئيسية والغير مستغلة.
وأشارت إلى أنه سيكون للحكومات الأفريقية فرصة جيدة لعرض التطورات الإيجابية في مناخها الاستثماري، والإصلاحات القانونية والتنظيمية التي تتبناها، وفرص الاستثمار والحوافز الممنوحة للمستثمرين المحتملين والقائمين وذلك عن طريق اتاحة الفرصة لوكالات ترويج الاستثمار الأفريقية لمقابلة مجتمع المستثمرين والأعمال المشاركين والإجابة على تساؤلاتهم الخاص بمناخ الاستثمار في بلدانهم المختلفة وعرض الفرص الاستثمارية المختلفة.
وحول التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، أوضحت هبة سلامة رئيس الوكالة الإقليمية للاستثمار بالكوميسا إن التحدي الأكبر الذي تواجهه الدول الأفريقية عند الترويج للفرص الاستثمارية وجذب المستثمرين هي الصورة الذهنية السلبية لدي مجتمع الأعمال والمستثمرين عن بيئة الأعمال في القارة.
وقالت إنه على الرغم من أن بعض دول القارة تقدم أفضل عوائد على الاستثمار في العالم ، كما أن العديد من دول الكوميسا قد شرعت في تنفيذ برامج إصلاح هيكلي بهدف خلق بيئة تجارية واستثمارية مواتية لزيادة مشاركة القطاع الخاص ، الا أن الصورة الذهنية عن بيئة الأعمال في القارة الأفريقية لا تزال ضعيفة.
وأكدت على أن المخاطر تتضاءل مع تحرير الاقتصادات وتنويعها حيث تقوم العديد من بلدان الكوميسا ومؤسساتها الآن بتأمين الأعمال التجارية ضد مجموعة كبيرة من المخاطر، فعلى سبيل المثال، الوكالة الإفريقية للتأمين على التجارة ( ATI) إحدي مؤسسات منظمة الكوميسا والتي تعد وكالة ائتمان الصادرات الإفريقية توفر منتجات التأمين ضد المخاطر السياسية والمخاطر المتعلقة بالائتمان التجاري بهدف الحد من مخاطر الأعمال وتكلفة ممارسة الأعمال التجارية في إفريقيا.
وأشارت إلى أن جميع الدول الأعضاء في الكوميسا هم أعضاء في وكالة ضمان الاستثمارات المتعددة الأطراف(MIGA) والمركز الدولي لتسوية منازعات الاستثمار(ICSID)، وكلاهما أعضاء في مجموعة البنك الدولي.
ونوهت إلى أن الحكومات الإفريقية مهدت الطريق أمام القطاع الخاص لقيادة ودفع عجلة التنمية الاقتصادية في القارة عن طريق التصدي لتحديات بيئة الأعمال من خلال برامج إصلاح هيكلية جريئة، والتي أدت إلى انخفاض تكلفة ممارسة الأعمال التجارية انخفاضا كبيرا في بعض البلدان.