مع اللحظات الأولى للحوادث الإرهابية هناك من يسعى دائماً للسبق، أن يكون مصدراً للأخبار تنقل عنه القنوات والمواقع الإخبارية ووكالات الأنباء العالمية، دون النظر لعواقب ما يكتب ولدقته قبل أي شىء، ورغم تحذيرات الأجهزة الأمنية إلا أن البعض لا يكف عن تكرار نفس الخطأ في حين يهاجم هو أطرافا أخرى فعلت أقل بكثير مما يفعل هو.

قبل أن تبدأ المعلومات الموثقة في التدفق من قرية «الروضة» كان الحديث عن عمل إرهابي دون توضيح كيف حدث، أو ما هي الأوضاع هناك، لكن لم ينتظر مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، أن تخرج مصادر رسمية أو تتحدث مصادر قريبة من الحدث يمكن توثيق معلوماتها بما لا يحدث بلبلة أو جدلا.

ففي خلال 30 يوما فقط.. أي منذ عملية الواحات الإرهابية، الشهر الماضي حتى عملية أمس، خرج «بكري» عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي ليكتب: «مجزرة وقعت داخل مسجد الروضة في منطقة بئر العبدبسيناء، الإرهابيون فجروا المسجد أثناء الصلاة، وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، سيارات الإسعاف تنقل الشهداء والمصابين، العملية الإجرامية وقعت منذ قليل، وهناك استنفار عام وقوات الجيش والأمن وصلت إلى المنطقة، الوضع الكارثي».

وتابع بكري: «أصوات من داخل القرية تناشد بضرورة التحرك سريعا لإخلاء المستشفيات لاستقبال الشهداء والجرحى، الوضع كارثي، الإرهابيون كانوا ملثمين وطوقوا المسجد أثناء الصلاة، ودخل عدد من الإرهابيين يرتدون الأحزمة الناسفة وسط المصلين ومن استطاع الهروب من داخل المسجد اصطادوه بالأسلحة الآلية من خارج المسجد، الناس تزحف نحو المسجد تطالب بالإنقاذ وتهتف ضد الإرهاب».

مصطفى بكري: مجزرة داخل مسجد الروضة بسيناء.. والوضع كارثي

واصل بكري التدفق بمعلومات دون التأكد ما إن كانت صحيحة أم لا فيقول عن طريقة تنفيذ الواقعة: «مجزرة بشعة ارتكبها الإرهابيون الآن في مسجد الروضة بمركز بئر العبدبسيناء- القتله فجروا المسجد أثناء الصلاة وسقوط عشرات الشهداء والجرحي، العمليه الإرهابية تمت أثناء الصلاة- الإرهابيون طوقوا المسجد وفجروه من الداخل بالأحزمة الناسفة وراحو يصطادون كل من حاول الهروب بالأسلحة الآلية».

وأضاف بكري: «أعداد الشهداء تتزايد، من جراء الحادث الإرهابي على مسجد الروضة، قتلوا أصحاب الأحد وأصحاب الجمعة، وتركوا أصحاب السبت آمنين، ابحث عن السر، كما أفادت مصادر أمنية بأن الضحايا بينهم جنود لكن معظمهم من المدنيين، في الحادث الذي وقع بقرية الروضة التي تبعد نحو 40 كيلومترا غرب مدينة العريش، مركز المحافظة، وتابعت المصادر أن الهجوم بدأ بتفجير قنبلة، ثم تبع ذلك إطلاق نار».

 

الروايات التي قدمها الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري، لم تكن في غالبيتها صحيحة فوفقاً لروايات رسمية من مكتب النائب العام فإن المسجد لم يتم تفجيره كما لم يكن هناك أي عسكريين بين شهداء الحادث الإرهابي.

بين النائب العام الموافق للروايات الحقيقة للواقعة يقول إنه «في تاريخ 24 نوفمبر ورد إخطار من مديرية أمن شمال سيناء بأنه عند بدء إلقاء خطيب مسجد الروضة الكائن بقرية الروضة بمنطقة بئر العبدبمحافظة شمال سيناء لخطبة صلاة الجمعة فوجئ المصلون بقيام عناصر تكفيرية يتراوح عددهم ما بين 25 و30 عضوا تكفيريا يرفعون علم داعش، وقد اتخذوا مواقع لهم أمام باب المسجد ونوافذه البالغ عددها 12 نافذة يحملون الأسلحة الآلية بإطلاق الأعيرة النارية على المصلين.

كما جاء في البيان: «تبين أن التكفيريين قد حضروا مستقلين 5 سيارات دفع رباعى وقاموا بإحراق السيارات الخاصة بالمصلين وعددها 7 سيارات، ونتج عن الحادث استشهاد 305 أشخاص من المصلين بينهم 27 طفلا كانوا برفقة ذويهم وإصابة 128 آخرين».