خرج كل المشاركين من منتدى الشباب العالمي في جلسة الختام مقتنعون أن الرئيس السيسي سوف يستجيب للدعوات التي تطالبه بالترشح لفترة رئاسية ثانية، هذا هو الانطباع الذي تركته كلماته الموجهة لهم عندما قال في نهايتها: "لن أقول لكم وداعًا وإنما أقول لكم أهلًا بكم في مصر العام المقبل للمشاركة في النسخة الثانية من المنتدى بشرم الشيخ".
وهكذا بدأت أجواء الانتخابات الرئاسية تفرض نفسها، خاصة أن الرئيس السيسي قال للإعلاميين على هامش المنتدى أنه سوف يقدم كشف حساب لعمله في الفترة الرئاسية الحالية الشهر المقبل أو شهر يناير المقبل، ثم سوف يتخذ قراره بالترشح للفترة الرئاسية الجديدة، وبجانب ذلك فقد أعلن خالد على اعتزامه الترشح لهذه الانتخابات، فضلا عن احتمال ترشح محمد عصمت السادات إذا ظفر بتأييد بعض قطاعات المعارضة.
على كل حال أن كشف الحساب الذي سوف يقدمه السيسي سوف يتضمن في جوهره ملامح البرنامج الانتخابى الجديد له، ويمكننا أن نتوقع أن هذا البرنامج لن يخلو من عدة عناوين مهمة مثل، الاستمرار في دعم القدرات العسكرية لمصر لمواجهة الخلل الاستراتيجي الذي تعرضت له المنطقة وضمان حماية الأمن القومي المصرى، عدم توريط مصر في حروب جديدة بالمنطقة لا تحتملها دولها وشعوبها، الاستمرار في محاربة الاٍرهاب بحزم مع التركيز على الجبهة الغربية التي يحاول الإرهابيون الهاربون من سوريا والعراق التسلل منها إلى مصر..
والمضي قدمًا في عملية الإصلاح الاقتصادي مع التركيز على تحسين الأحوال المعيشية لأصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة من خلال برامج وإجراءات محددة، وتوسيع نطاق الدعم للفقراء، وزيادة وتيرة إصلاح العشوائيات والنهوض بالقرى الفقيرة والذي يستأثر الصعيد بالأغلب الأعم منها، إنجاز المشروعات القومية التي بدأ العمل بها، خاصة مشروع العاصمة الجديدة وإصلاح المليون ونصف المليون فدان والتنمية الاقتصادية لمنطقة محور قناة السويس، وأيضًا المشروع القومي للطرق وأنفاق سيناء مع البدء في المشروع النووي المصرى بنشاط، الاستمرار في انتهاج سياسة خارجية متوازنة تحافظ على المصالح المصرية، بعيد عن عمليات الاستقطاب الدولى وتوسيع دائرة أصدقاء مصر من الدول، خاصة المهمة والمؤثرة في منطقتنا والعالم، وكذلك الاستمرار في إنجاز عملية التحول الديمقراطي بخطى أسرع مع علاج بعض السلبيات في هذا الصدد، في ظل إعلان الرئيس السيسي أنه يستهدف إقامة دولة مدنية عصرية في مصر.