تستعد القوات التركية للتوجه نحو البحر المتوسط، وذلك بعد أن أعلنت تركيا معارضتها لإجراء كل من اليونان ومصر مناورات عسكرية بحرية قرب سواحل جزيرة روديس -جزيرة يونانية في البحر المتوسط بالقرب من الساحل الجنوبي لتركيا- واصفة إياها بـ«خرق واضح للقوانين الدولية» وذلك بعد أيام من بيان وزارة الخارجية التركية، الذي أبدت فيه اعتراضها على المناورات العسكرية المشتركة بين مصر واليونان في جزيرة "روديس" اليونانية.
«محاولة للتحرش»
«تركيا تحاول التحرش باليونان ومصر» قال اللواء نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، وقائد مجموعة الاستطلاع خلف خطوط العدو لمدة 180 يوما خلال حرب أكتوبر 73، مضيفًا أن مصر نفذت العديد من المناورات المشتركة مع الجانب التركي في أوقات سابقة، ولم نكن نستهدف أحدا.
وأكد اللواء سالم، أننا ذهبنا بدعوة رسمية من اليونان، وأجرينا مناورات بحرية عسكرية مشتركة معهم، انتهت يوم 5 نوفمبر الجاري، وفي حضور وزير الدفاع المصري، موضحًا أن مصر لا تتحرك في الخفاء، وما حدث لا يتعدى كونه مناورات تدريبية مشتركة.
وتابع: هناك قلق تركي شديد من التقارب "المصري - اليوناني - القبرصي"، ولكن ليس لنا أي علاقة بذلك.
وتساءل رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، لماذا انتظرت تركيا انتهاء المناورة، ولم تبد انزعاجها وقت المناورة؟
تصعيد غير مبرر
اعتبر مدير أكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، أستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الإسكندرية، أن هذا تصعيدًا تركيًّا غير مبرر، وليس له أي هدف أو سند قانوني.
أضاف حسين، أن القانون الدولي يتيح لمصر عقد مناورات عسكرية في أي مكان، خاصة أن مصر لا تستهدف أحدًا من تلك المناورات، موضحًا أن انتشار مثل هذه الأخبار قد يكون له أهداف أخرى.
قال اللواء إن تركيا تحاول اللعب بورقة الاعتراض على تنفيذ المناورات اليونانية - المصرية، للضغط على اليونان، عبر كون المناورات خرقًا للقوانين الدولية وأيضا لقربها من الجزء التركي، مضيفا أنه لن يكون هناك تصعيد، فالدولتان عضوتان في حلف الناتو.
الإعلام اليوناني: تركيا تجسست على التدريب المصري - اليوناني
ذكرت وسائل إعلام يونانية، أن تركيا قامت بالتجسس على خطط سير التدريب المصري اليوناني المشترك "ميدوزا 55" عن طريق محاولة اعتراض الاتصالات وتحليل الإشارات المستخدمة في التواصل بين السفن المصرية واليونانية المشاركة فى التدريب الذى يجرى حاليا فى بحر إيجة، بحسب "سبوتنيك الروسية".
وأضاف الموقع الإخباري الروسي "سبوتنيك"، أن تركيا أرسلت طائرتين من طراز CN2355 من أجل جمع المعلومات عن خطط سير التدريب وقد حلقتا على مسافات قريبة من منطقة التدريب في يوم 31 أكتوبر، ويوم 1 نوفمبر، حيث حلقت مروحية تركية، بالإضافة لطائرة الاستطلاع CN235 في نفس المنطقة مخترقة المجال الجوي اليوناني 5 مرات وسجلت 3 اختراقات لقوانين الطيران.
وكانت وزارة الدفاع المصرية، قد أعلنت السبت 4 نوفمبر، تنفيذ عناصر من القوات المسلحة المصرية ونظيرتها اليونانية، المرحلة الرئيسية للتدريب المصرى اليونانى المشترك "ميدوزا - 5"، والذى استمر لعدة أيام بنطاق البحر المتوسط بالمياه الإقليمية اليونانية وشاركت فيه وحدات من القوات البحرية والجوية لكلا البلدين.
تضمنت مراحل التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة الرئيسية والفعاليات، شملت تخطيط وإدارة أعمال قتال جوية وبحرية مشتركة، وتنفيذ عدة تشكيلات إبحار نهارًا وليلًا، وإجراءات البحث والإنقاذ وتبادل البلاغات بين الوحدات والقطع البحرية، وأعمال الاعتراض البحرى والدفاع ضد التهديدات غير النمطية أثناء الإبحار، وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش، كذلك تنفيذ معركة تصادمية بين الوحدات المشاركة من الجانبين، واكتشاف وتعقب الغواصات، وتنفيذ رماية بالذخيرة الحية بالمدفعية لصد وتدمير الأهداف السطحية، والتدريب على أعمال تأمين الوحدات البحرية باستخدام أسلحة الدفاع الجوى واستقبال وإقلاع الطائرات والهليكوبتر الهجومى من طراز أباتشى على متن سطح حاملة المروحيات "أنور السادات".
كما اشتملت الفعاليات على قيام عناصر القوات الجوية المشاركة من الجانبين على التدريب على أعمال الاستطلاع الجوى، وتنفيذ طلعات جوية مشتركة للدفاع والهجوم عن وعلى الأهداف الحيوية والبحرية، والتى أظهرت قدرة العناصر المشاركة من البلدين على تنفيذ مهامها بدقة وكفاءة عالية.