تمكنت السفيرة مشيرة خطاب، المرشحة المصرية لمنصب مدير عام اليونسكو، من خوض 4 جولات تصويت نظيفة مدعومة بجهود رئاسية ودبلوماسية بهدف حصولها على المنصب، وسط منافسة شرسة سيطر عليها المال والتربيطات واللوبيهات.
وهنا لا بد من الاعتراف بقوة الدولة المصرية وتواجدها على الساحة الدولية وقدرتها على الحشد لصالح مرشحتها على المنصب، أمام دولة في القلب الأوروبي بحجم فرنسا، ودويلة تمتلك من حقائب المال ما يكفي لسيلان اللعاب.
ويكتب الفصل الأخير لهذا الماراثون غدا الجمعة، عقب حصول خطاب على 18 صوتا متساوية مع المرشحة الفرنسية، أودرية أزولاى، الأمر الذي تسبب في دخول جولة إعادة بين القاهرة وباريس لاختيار إحداها لمنافسة المرشح القطري حمدي الكواري (222 صوتا) للاختيار من بينهما المدير العام الجديد للمنظمة.
جولتا الحسم المرتقب انطلاقهما غدا تحملان عدة سيناريوهات توضحها "فيتو" في السطور التالية:
في ظل التنافس المحموم بين مصر وقطر على المنصب، واستخدام الدوحة لجميع الأساليب المشروعة وغير المشروعة لحسم المنصب لصالح مرشحها، لا يستبعد تحرك قطري معادٍ للمرشحة المصرية بمطالبة الكتلة التصويتية التي تحتفظ بها لصالح مرشحها (22 صوتا) للتصويت لصالح مرشحة فرنسا بهدف ضمانة حصولها على المركز الثاني ودخولها مع الكواريجولة حسم المنصب.
وهذا السيناريو من المرجح بقوة لجوء قطر إليه لقناعته بأن فوز السفيرة مشيرة خطاب في الوصول للجولة النهائية يهدد مرشحها الكواري.
أيضا تقع على القاهرة الآن مهمة ثقيلة في كيفية جذب أصوات من كتلة المرشح القطري، بعيدا عن لغة المال بمخاطبة صوت العقل والتاريخ لدول المنظمة بهدف التفوق على المرشحة الفرنسية.
فيما يتعلق بجولة الحسم النهائية، وفى حال وصول مرشحة القاهرة أو باريس، سوف تكون الفائزة بمنصب مدير عام المنظمة من بينهما، وسط ترجيحات بانتقال الكتل التصويتية لـ"أزولاى" إلى "خطاب" أو العكس، في ظل ما يلاحق قطر من اتهامات للإرهاب، وهى القناعة المترسخة وسط أصوات المرشحة المصرية والفرنسية ويصعب على قطر السحب لصالح مرشحها من بينهما.