دفعت المواقف الوطنية لعقيد في الجيش المصري، استشهد أثناء مواجهة الإرهاب في سيناء، بالرئيس عبد الفتاح السيسي إلى البكاء عند سماع زوجة الشهيد وهي ترويها.
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية الـ 26 للقوات المسلحة بمناسبة الذكرى الـ 44 لانتصارات أكتوبر، على هامش افتتاح مقر مركز المؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس في القاهرة، أمس، الذي حضره السيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، ووزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي.
وروت منار سليم زوجة العقيد أركان حرب في قوات الصاعقة بالجيش أحمد المنسي قصصاً عن حياة زوجها عكست جانباً من مواقفه الإنسانية، قائلة: إن «أحمد كان مجهز الأفارول (الزي) اللي هيدفن بيه، والمقابر قبل ما يستشهد بشهر، وأوصى ألا يُغسل وألا يكفن، وأن يُدفن بالملابس التي استشهد بها»، مشيرة إلى أنه ترك خطاباً للعدو، قال فيه: «جزيل الشكر لعدوي اللي أتاح ليا الفرصة بعد سنين من التدريبات إني أواجهه، دخلت أرض الفيروز بأفارولي، وخلاني أصلي في كل شبر فيها... أقسم بالله مالكش عيش فيها طول ما إحنا فيها».
ولفتت إلى أن زوجها «كان يحب الأقباط جداً وكانوا بيحبوه، وحزن جداً وبكى لما حصل تفجير في أحد الكنائس»، مضيفة «أحمد بعد استشهاده اتصلّى عليه في المساجد والكنائس».
وبعدما تحدثت عن مواقف زوجها الإنسانية وتقديمه المساعدة لأي محتاج، قالت منار: «اليوم اللي كان بياخد مرتبه فيه، كان بيروح يطلع حق ربنا فيه، واللي بيتبقى بنعيش بيه».
وأضافت: «ابني بعد استشهاد والده بثلاثة أيام قالي أنا نفسي لما أكبر أدخل الكلية الحربية عشان استشهد زي بابا»، مشيرة إلى أن «فكرة إهانة بلده ولو بإلقاء منديل في الشارع كان مؤلماً بالنسبة له، كان بيحب مصر، كان بيغير على بلده».
وألقت بعض الأبيات لزوجها الذي كان يكتب الشعر، ومنها: «شجرة إنتي يا مصر من عمر التاريخ، أعلم أنكِ فانية، فلا شيء باقٍ، ولكنكِ باقية حتى يفنى التاريخ». يشار إلى أن العقيد المنسي قضى في هجوم بسيارة مفخخة، استهدفت نقطة أمنية شمال سيناء، في يوليو الماضي.
إلى ذلك، عقد السيسي اجتماعاً مع رئيس الحكومة شريف إسماعيل وعدد من الوزراء لاستعراض التصور الخاص بإنشاء مدينة لـ«العدالة».
وقال الناطق باسم الرئاسة علاء يوسف في بيان مساء أول من أمس، إن «الاجتماع تطرق إلى التصور الخاص بإنشاء مدينة العدالة، والتي من المستهدف أن تضم مُجمعا للمحاكم بمختلف درجاتها إلى جانب وزارة العدل ومصلحة الطب الشرعي والهيئات القضائية المختلفة، بالإضافة إلى أكاديمية قضائية متخصصة لتدريب القضاة، وذلك سعياً لتيسير إجراءات التقاضي والتخفيف على المتقاضين والقضاة من خلال تركيز الجهات القضائية في مكان واحد».
من جهة أخرى، أعلنت السلطات المصرية بدء إجراءات نقل رفات 21 قبطياً ذبحهم تنظيم «داعش» الإرهابي في فبراير 2015 في مدينة سرت.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج خالد رزق في بيان مساء أول من أمس، إن وزارة الخارجية تعمل بالتنسيق مع كل أجهزة الدولة المعنية على الانتهاء من إجراءات نقل رفات الأقباط المصريين الذين تعرضوا للذبح في ليبيا بعدما عثرت السلطات الليبية على مقبرتهم.
وأكد على تواصل الوزارة مع «الكنيسة المصرية لترتيب إجراءات استقبال ودفن شهداء الوطن»، إضافة إلى التواصل مع أهالي الضحايا في محافظة المنيا لاطلاعهم على كل الترتيبات.