عقب حرب اكتوبر 1973، التي حقق فيها الجيش المصري انتصارَا من اهم الانتصارات العسكريه في التاريخ الحديث، تحطمت اسطوره الجيش الذي لا يقهر والتي طالما تغنت بها اسرائيل طيله سنوات ما قبل الحرب عقب هزيمه 5 يونيو 1967، وفرض انتصار اكتوبر علي الجميع ان يقف احترامًا للجيش المصري وجنوده، وقد اشادت العديد من الدول والمحللين العسكرين بقوه الجيش المصري.
تلك الاشادات تركزت حول قوه الجنود، والتكتيك المحترف الذي اتبعوه، وتدمير الساتر الترابي "خط بارليف"، الذي عُرف بانه اقوي خط دفاعي في التاريخ الحديث يبدا من قناة السويس وحتي عمق 12 كم داخل شبه جزيره سيناء، علي امتداد الضفه الشرقيه للقناه كان الخط الاول والرئيسي، وبعده علي مسافه 3 - 5 كم كان هناك الخط الثاني.
تلك هي المعلومات المتعارف عليها حول تدمير خط بارليف، لكن لا يعرف الكثيرون ان بدايات مخطط التدمير يعود الفضل فيها الي "عمرو طلبه"، الجاسوس المصري الذي زرعته المخابرات العامة المصرية في اسرائيل عام 1969 وحتي اندلاع حرب اكتوبر، بصفته يهوديًا مصريًا يحمل اسم "موشي زكي رافي".
والذي قتل يوم اندلاع الحرب نتيجه للقصف المصري الكثيف علي حصون خط بارليف، حيث كان هو ضمن احدي فرق الجيش الإسرائيلي كضابط اتصال علي الجبهه.
في حرب السادس من اكتوبر عام 1973، وبعد ان عبر جنود مصر قناه السويس وحطموا خط بارليف واستولوا علي نقاطه الحصينه، وجدوا منظرًا وقفوا امامه في حاله من الذهول، لقد جاءت مجموعه من القيادات العسكريه ومعهم رجال من المخابرات وعبروا الي الضفه الشرقيه للقناه، وبعد بحث عميق عثروا علي ما يبحثون عنه، جثمان عريف اسرائيلي قاموا بوضعه في علم مصر وادوا له التحية العسكرية وقاموا بقراءه الفاتحه ورفعوا ايديهم بالدعاء بالرحمه لصاحب الجثمان.
ثم اخذوا الجثمان، وانطلقوا الي القاهره، ان الجثمان لبطل من ابطال مصر، الشهيد "عمرو طلبه"، رجل من رجال المخابرات المصرية كانت المخابرات المصريه قد كلفت من القياده العسكريه بجمع معلومات عن نقاط خط بارليف الحصينه والقوات الإسرائيلية المتواجده به، وعلي مقربه منه وذلك لانه اول خط دفاع للعدو الاسرائيلي سيواجه القوات بعد عبور المانع المائي وهو قناه السويس.
واستطاعت المخابرات المصريه زرع رجلها "عمرو طلبه" كواحد من ابناء المجتمع الاسرائيلي وجند في جيش الاعتداء الاسرائيلي، واكملت المخابرات مهمتها في جعل رجلها داخل القوات التي تتمركز في خط بارليف وجمع الرجل المعلومات التي طلبت منه بل واكثر مما كلف به.
كانت حماسه "عمرو طلبه" تدفعه الي معرفه كل شيء عن الجيش الاسرائيلي الذي سيواجهه الجيش المصري، وكانت المعلومات تصل تباعًا الي المخابرات المصريه، والتي حذرت بطلها وطلبت منه ان يكتفي بحدود المهمه التي كلف بها حفاظا علي سلامته.