افتح إيدك.. وشك للحيط، متجيش غير بولي أمرك.. من منا لم يسمع مثل هذه العبارات في المدرسة، كلها جمل تستخدم عندما يقرر المدرس عقاب التلاميذ، ولا تكون النتيجة غير الهرب من المدرسة وكرهها ويصل الأمر إلى حد التسرب من التعليم، وهو ما ينذر بكارثة في خلق جيل جاهل، في زمن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
لكل قاعدة شواذ، قرر مدرسي في الثلاثينات من عمره، أن يخرج عن القاعدة المتبعة في معظم مدارس مصر، ابتكر وسيلة عقابية جديدة وهي تعليم الأطفال كيف يحملون وكيف يعاقبهم بانتزاع الحلم، لو لم يلتزموا بالمطلوب منهم، وكانت المفاجأة، نجاح التجربة بشكل غير مسبوق.
قهر المدرس محمد كريم وزارة بأكملها مسئولة عن التعليم في مصر، تحاول التطوير بعقد المؤتمرات ووضع قواعد من خلاصة خبرة الخبراء والمدربين.
قرر مدرس أحد فصول الصف الثالث الابتدائي، بمعهد سليم مركز طما في محافظة سوهاج، أن يسأل كل طالب "نفسك تبقى إيه لما تكبر؟ منهم من تمنى أن يكون ظابطًا والبعض الآخر طبيب أو مهندس، وفي اليوم التالي أعاد توزيع جلوس الطلاب بحسب المهن التي حلموا بها، وكتب لكل واحد منهم لقبه على كراسته التي أطلق عليها كراسة الأحلام.
بدأ كريم يمارس مهنته كمعلم للطلاب، وكان منهم من يهمل دراسته ولا يقوم بأداء واجباته، وهنا بدأ يعاقبهم بطريقته بسحب كراسة الحلم منه أي سحب المهنة التي حلموا بها والعودة للمكان الأول.
سحب كريم الحلم من الطلاب غير المهتمين بالتعليم، لذا شعروا بالخطر واجتهدوا لتحقيق حلمهم، وتعلقوا بالمدرسة، وبذلك ارتفع مستوى الفصل، حتى أنه كان هناك ثلاثة من الطالبات لا يحضرن التزموا بالحضور.
نستطيع أن نلخص تجربة الشاب محمد كريم في أنه علم التلاميذ كيف يدافعون عن أحلامهم، لكن السؤال هل سيقتضي به باقي المعلمين، هل ستغار منهم وزارة التربية والتعليم، نتمنى.