بعد ساعات من إنهاء أعمال الشغب التي أثارها أعضاء قافلة شريان الحياة ـ3 في ميناء العريش, شهدت منطقة الحدود المصرية مع قطاع غزة تطورات مؤسفة من جانب متظاهرين فلسطينيين, وبلغت ذروتها بإطلاق النار علي جندي مصري, مما أدي إلي استشهاده في موقعه.
وأصدرت وزارة الدفاع بيانا أعلنت فيه أن قناصا تابعا لحركة حماس أطلق النار علي المجند أحمد شعبان من قوات حرس الحدود في أثناء تمركزه في برج للمراقبة يواجه بوابة صلاح الدين, مما أدي إلي استشهاده علي الفور.
وقد تحركت تعزيزات مصرية إلي منطقة الحدود مع القطاع لمنع أي محاولة لاختراق الحدود باتجاه مدينة رفح المصرية, وتركزت التعزيزات عند نقطة صلاح الدين وقبالة حي البراهمة.
وأكد شهود عيان أن بضعة فلسطينيين عبروا منطقة الحدود فعليا واعتلوا برجا للمراقبة لفترة قصيرة قبل أن يعودوا أدراجهم إلي داخل قطاع غزة, ووقع هذا في ظل مظاهرة نظمها مئات الفلسطينيين قبالة المعبر المصري, ونددوا خلالها بما وصفوه بموقف مصر الرافض لدخول قافلة شريان الحياة ـ3 إلي القطاع.
وفي محاولة لاحتواء الموقف من الجانب الفلسطيني, انتشر مسلحون تابعون لحكومة حماس المقالة في قطاع غزة لمنع المتظاهرين من مواصلة احتجاجهم.
وأصدر ياسر عبدربه, أمين سر حركة فتح بيانا من رام الله أدان فيه اغتيال الجندي المصري, ووصفه بأنه عمل غوغائي تحركه قوة خارجية بهدف الإساءة إلي العلاقات المصرية ـ الفلسطينية.
وأعلن مسئول أمن مصري بارز أن أعضاء قافلة شريان الحياة ـ3 ارتكبوا أعمالا مشينة مساء أمس الأول خلال تمترسهم داخل ميناء العريش. وأكد المسئول الأول أن قوات الأمن المصرية تعاملت بأقصي درجات ضبط النفس مع أعضاء القافلة برغم احتلالهم أرصفة الميناء وتحريكهم شاحنتين سدوا بهما بوابة الميناء قبل أن يحطموها.
وأضرم أعضاء القافلة النار في كميات من الخشب والعبوات والإطارات, ومنعوا قوات الإطفاء من مباشرة عملها, الأمر الذي عرض الميناء بأكمله للخطر, كما بدأوا في رشق أفراد الأمن ببلاط الأرصفة بعد خلعه من أرض الميناء؟!
وأسفرت أعمال الشغب في الميناء عن إصابة عشرة ضباط بجروح, منهم لواء, وعميد, وعقيد, ومقدم, ورائد, وخمسة ضباط برتبة ملازم أول, بالإضافة إلي إصابة سبعة جنود.
وألقت سلطات الأمن القبض علي سبعة من أعضاء القافلة, بينما احتجز مثيرو الشغب أربعة من الضباط المصريين داخل الميناء.
وبعد اتصالات مكثفة بين وزارتي الخارجية في القاهرة وأنقرة, تم التوصل إلي اتفاق مساء أمس يقضي بدخول139 سيارة إلي قطاع غزة من خلال معبر رفح البري مباشرة, حيث تنقل هذه السيارات مساعدات إنسانية متنوعة إلي أبناء القطاع.
ويقضي الاتفاق كذلك بمنع دخول59 سيارة أخري خاصة لأنها تخالف القوانين المصرية, ولاتحمل أي أدوية أو معونات, ووافق منظمو القافلة علي نقلها إلي لبنان.
وأعلن السيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري, والأمين العام للحزب الوطني أمس, أن حماية الحدود المصرية حق مطلق لمصر ولا مساومة فيه. وقد استعرضت هيئة مكتب الحزب الوطني أمس تقريرا تناول مواقف النائب البريطاني جورج جالاوي منظم القافلة, والذي تراجع عن اتفاقه مع السلطات المصرية بشأن ترتيبات دخول السيارات إلي قطاع غزة.