في الوقت الذي كشفت فيه الاتهامات الموجه للمتهمين في تفجيرات الكنائس عن أسماء قيادات تنظيم داعش والعقل المدبر لتنفيذ تفجيرات الكنائس الثلاثة والتي تم إحالتها للقضاء العسكرى، فضلًا عن أهدافهم الإرهابية، كشف الباحثون الإسلاميون، أسرار انضمام المصريين لتنظيم داعش، حيث حصروه في إقناع الشباب بالوازع الديني، وأنهم يحاربوا الكفار.

قيادات داعش المتهمة في تفجير الكنائس

كشفت الاتهامات الموجه للمتهمين في تفجيرات الكنائس عن أسماء قيادات تنظيم داعش والعقل المدبر لتنفيذ تفجيرات الكنائس الثلاثة والتي تم إحالتها للقضاء العسكرى، وتضم 48 متهمًا بالانضمام إلى تنظيم داعش، والاشتراك في تنفيذ العمليات الإرهابية التي استهدفت كنائس البطرسية بالعباسية، ومارى جرجس بطنطا، والمرقسية بالإسكندرية، بالإضافة استهداف كمين النقب بالوادى الجديد.

أهداف الجماعة الإرهابية

وكشفت أوراق القضية أن المتهمين عزت محمد حسن "هارب" ومهاب مصطفى السيد قاسم "هارب"، وعمرو سعد عباس إبراهيم" هارب"، تولوا قيادة جماعة إرهابية الغرض منها الدعوة إلى الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع ومصالحو وأمنه للخطر وتعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحريات والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعى والأمن القومى، بأن تولوا تأسيس وإدارة خلية بالجماعة المسماة "بداعش"، والتى تدعوا لتكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على القضاة وأفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشأتهم، واستباحة دماء المسيحيين واستحلال أموالهم وممتلكاتهم ودور عبادتهم واستهداف المنشآت العامة، وكان الإرهاب من الوسائل التى تستخدمها الجماعة لتحقيق اغراضها.

كما كشفت الأوراق عن مشاركة القيادات الثلاثة بالتنظيم بإعداد وتحريض الانتحاريين المنفذين في العمليات الإرهابية الثلاثة بالإضافة للاشتراك في عملية التنفيذ.

أدوار المتهمين

حيث وضع المتهمان عزت محمد حسن "هارب" ومهاب مصطفى السيد قاسم "هارب"، خطط التنفيذ وحددا فيه دور كل منهم برصد الكنائس، والوقوف على مداخلها ومخارجها وأوجة تأمينها  بدافع القتل وإزهاق الأرواح وما أن تيقنوا من إمكانية استهدافها حتى جهز المتهم الثالث وعمرو سعد عباس إبراهيم" هارب" الحزام الناسف  وتولى المتهم حسام نبيل بدوى نقل الأحزمة الناسفة وتوصيل الانتحاريين والتى تحتوى على 5 كيلو جرام مخلوط من المواد المتفجرة المتكونة من نترات الأمونيوم ومفجر كهربائي حتى وصلولهم على مقربة من الكنيسة.

أسرار انضمام المصريين لـ"داعش"

وبدوره، ذكر منتصر عمران القيادي بالجماعة الإسلامية والباحث في الإسلام السياسي، أن بعض الخبراء بشئون الجماعات الإرهابية ذكروا عدد من الأسباب وراء انضمام المصريين لتنظيم داعش الإرهابي التكفيري منها على سبيل المثال الجهل الديني والفقر وحماس الشباب والظلم والاستبداد من بعض الأنظمة وغلق الأفق السياسي والتفكك الأسري والتسريب من التعليم وغيرها من الأسباب.

تفنيد المزاعم

وأوضح عمران، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، أنه ليس مع تلك المزاعم، فالذين يذكرون الفقر نجد أن قادة التطرف في العالم من أسر غنية مثل أسامة بن لادن والظواهري، ومن ناحية الجهل فنجد نسبة الحاصلين على مؤهلات عليا ومنها الطب والهندسة نسبة عالية في الأعضاء المنتمين لهذه الجماعات، متابعًا، أدرى أن السبب الرئيسي في انضمام الشباب المصري لداعش يتلخص في الجهل الديني واللعب من قبل هذه الجماعات على الوازع الديني وحماس الشباب وتحويل قضايا المجتمعات من قضايا اجتماعية إلى قضايا دينية وصراع بين الكفر والإيمان.

الوازع الديني

وأضاف القيادي بالجماعة الإسلامية، أن الشباب يسارع إلى الانضمام لهذه الجماعة لإشباع رغبته الدينية في أنه يحارب الكفار والمشركين ويدافع عن ثغور الإسلام فيترك أسرته ووطنه من أجل ذلك التصور الخاطئ الناتج عن جهله بصحيح الدين وعدم معرفته الكاملة بأصول الدين وفروعه.

 

اعتناق أفكار متطرفة

وأكد هشام النجار الباحث الإسلامي، أن الجماعات الإرهابية، تستهدف الشباب، باعتناقهم الأفكار المتطرفة، باللعب على وتر الوازع الديني.

معاقبة أهالي الإرهابيين مخالف للدستور

وعن مطالبة البعض بمعاقبة أهالي الإرهابيين، يقول النجار، في تصريحاته الخاصة لـ"الفجر"، إن هذا مخالف للدستور وللمنطق والشرائع فكل إنسان يتحمل جرمه وما ارتكبه من أعمال خارج القانون يعاقب عليها وحده.

وأضاف النجار، أن هذا لا يمنع أن الأهل يتحملون المسئولية ويجب توعيتهم ومساعدتهم حتى لا تفرخ غفلتهم وإهمالهم إرهابيين ومتطرفين يروعون المجتمعات وهذه أيضًا مسئولية مشتركة فعلى مؤسسات الدولة القيام بواجب التوعية الثقافية والدينية.

معاقبة الأهالي حال اشتراكهم في الجريمة

وأردف الباحث الإسلامي، قائلًا؛ إن الأهل لا تتم معاقبتهم جنائيًا على أفعال أبنائهم إلا في حالة اشتراكهم في الجريمة سواء بتحريض أو اتفاق أو تمويل مالي أو حتى إيواء وسكوت على جرائمهم إذا كانوا على علم بطبيعة ما يقومون به.