أثار الداعية الأزهري إيهاب يونس، جدلًا واسعًا في مصر بسبب أدائه وصلات إنشادية في حفلات ومهرجانات غنائية مرتديًا زي دعاة الأزهر الشريف التقليدي.
وتعليقًا على ذلك، اعتبر الشيخ أحمد ممدوح أمين، من دار الإفتاء المصرية، أن هذه الحالة شاذة، والأمر لا يستحق أي اهتمام ولا يفترض أن يوجه الإعلام للتركيز على مثل هذه الحالات الشاذة".
وأضاف بحسب "إرم نيوز"، أن "دور العلماء هو تنوير الناس حول مختلف القضايا الحياتية، ولا يجوز أن يركزوا على مثل هذه الصغائر"، على حد قوله.
من جانبه، وصف الدكتور محمد الشحات الجندي، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، ظهور الداعية إيهاب يونس بالزي الأزهري ليغني أغنية لأم كلثوم أو غيرها بأنه "غير مسموح بل يتنافى مع قيمة وأهمية الرسالة التي يقوم بها وهي الدعوة للإسلام التي لا تعد مجرد وظيفة".
وقال الجندي: "إن على الداعية للإسلام أن يُغلق على نفسه ليُعلي القيم والأخلاق، لكي تحاط الرسالة الدينية بجو من الخشوع والآداب".
وأكد أن "ما حدث يعد خللًا وعملًا غير لائق بمهنة الدعوة لله، ويجعل الداعي فاقدًا لمصداقيته"، منوهًا إلى أن "الأمر قد يحال للتحقيق إذا عرض المقطع المصور لوزارة الأوقاف".
وأردف أن "الداعية ينبغي أن يكون على قدر من الجدية، ومن المفترض أنه يجازى على ذلك"، مضيفًا أنه من الناحية الشرعية لا يجوز، لأنه يتنافى مع طلب العلم الذي ينبغي له السكينة والخشوع.
في المقابل، رأت الدكتورة آمنة نصير، عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أنه "لا مانع من غناء الشيخ وهو يرتدي الزي الأزهري طالما أنه لم يقل لفظًا خارجًا أو غيره".
وأضافت "نصير"، التي حسبت نفسها على الاتجاه الوسطي، أنه "لا مانع من غناء من ينتمي للأوقاف طالما منحه الله صوتًا عذبًا يطرب من حوله".
ويقدم الشيخ إيهاب يونس عرضًا غنائيًّا بدار الأوبرا المصرية بالزي الأزهري، لكن ظهوره به وغنائه وصلة لأم كلثوم في برنامج تليفزيوني، كان منطلقًا لمرحلة أوسع من الجدل بشأن تلك الواقعة.
ولاقى ذلك الجدل تفاعلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وجاءت معظم التعليقات رافضة لمثل هذه الحالة، معتبرين أن "للدين حرمته وللداعية وقاره"، مطالبين شيخ الأزهر بضرورة التدخل.
يشار إلى أن مخرجي الأفلام في مصر بدأوا مؤخرًا في الاستعانة بشيوخ الأزهر والمنشدين الصوفيين لتقديم مواويل رئيسية داخل سياق القصة أو في مقدمات البداية والنهاية؛ حيث شارك إيهاب يونس في 3 مقطوعات غنائية ضمن أحداث فيلم "الكنز"، ما ساهم في زيادة شهرته.
وكانت بداية "يونس" بعد اكتشاف موهبته من جانب شيخ الكُتاب بمسقط رأسه "بهتيم"، التي أعجب بها أهل قريته وأصبح مطلوبًا للإنشاد في الحفلات والمناسبات، وبعد التحاقه بالمركز النموذجي للمكفوفين اكتشف مدرس الموسيقى موهبته وساعده للوصول لحفلات أكبر.
وفكر الشيخ يونس، الذي حفظ القرآن الكريم بعمر 10 سنوات، وتخرج في كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة والإسلامية بالأزهر عام 2006، بالالتحاق بفرق "الإنشاد الديني" إلا أنه طرد من إذاعة القرآن الكريم بحجة عدم امتلاكه للموهبة.
ورد الشيخ إيهاب يونس، على واقعة غنائه أغنية لأم كلثوم خلال أحد البرامج الحوارية، قائلًا: إنها جاءت ردًا على طلب من مذيعة البرنامج التي سألته: "هل يمكن أن تغني أغان عادية؟"، مؤكدًا خلال اللقاء أنه "ليس ضد الغناء الهادف".
وأضاف، أنه لا يقوم بغناء الأغاني العادية في الحفلات، وإنما حدث في البرنامج استجابة لطلب المذيعة، مؤكدًا أنه بصدد إصدار بيان تعقيبًا على حلقة البرنامج لبيان حقيقة الأمر.